[الجزء الأول] بداية أم نهاية؟!

253 14 18
                                    

   كان يوماً ماطراً وشديد البرودة، المطر يهطل بغزارة، الهواء القوي يصطدم بنوافذ مدرسة (ماني)، تلك المدرسة التي شهدت كارثةً ومنظر مرعبين للغاية، كانت (ماني) في دورات المياه لتلاحظ هدوءً غريب قد خيم على المدرسة بأكملها، فاجأها دخول دماء غزيرة من أسفل باب دورات المياه.

توسعت عيناها من الصدمة وقالت: تباً ما هذا؟!

   خرجت بسرعةٍ لتتفاجأ أيضاً بأن المدرسة كلها غارقة في الدماء، الطلاب والطالبات المعلمين والمعلمات جميعهم أموات، والدماء تغطي الأرض بالكامل، والجدار والسقف نالا نصيباً من الدم أيضاً.

حاولت (ماني) استيعاب ما تراه قائلة: مـ...ما هذا؟ ما الذي يجري هنا؟

   تلفتت حولها خائفةً من المنظر البشع هذا، بدأت تبحث في جميع الفصول والغرف وتنادي عن أي أحد يخبرها ما جرى ويخفف عنها شيئاً من خوفها.

صاحت (ماني) في أرجاء المدرسة قائلة: مرحباً، أيسمعني أحدهم؟ ما الذي حدث هنا؟ مرحباً، هل يسمعني أحد؟

   وعندما كانت في الدور الأرضي سمعت صرخةً قادمةً من الدور الثالث، ففوراً أسرعت إلى الدرج، وصلت إلى الدور الثاني ورأت شخصاً يسقط من الدور الثالث إلى الأسفل! جرت بسرعةٍ إلى الدور الثالث لترى ما جرى، دخلت إحدى الغرف ورأت مكتباً يصدر من ورائه صوت أنفاس مضطربة، اقتربت وأخفضت رأسها لترى ما تحته، فرأت فتاةً ترتعش خوفاً.

   عندما انتبهت تلك الفتاة لوجود وجه (ماني) قريب جداً من وجهها صرخت خائفةً لتصرخ (ماني) فزِعةً أيضاً، فقد دُهشت (ماني) لوجود شخص على قيد الحياة أخيراً.

قالت (ماني) وقد بدت سعيدة: وأخيراً لقد وجدت أحدهم، وأخيراً، يا فتاة ما اسمك؟ أرجوكِ أخبريني ماذا جرى هنا.

   ضمت الفتاة قدميها إلى صدرها وقالت بنبرة حزن: (كانا)، أنا أكثر سعادةً منكِ لوجود أحد على قيد الحياة، لقد كان أمراً أكثر من مرعب...كنت في الفصل أثناء الدرس وفجأة...سمعنا صرخاتٍ مخيفةً خارج الفصل لا نعلم ما سببها، المعلمة تقطع الدرس وتكمله لا تعلم ماذا تفعل، وفي لحظات...أرى كل من حولي يموتون ولا أسمع سوا صراخهم! أرى الدم يخرج من أجسادهم بطريقةٍ وحشية، لم أتمالك نفسي فخرجت من الفصل تاركتهم أموات، فكيف لي أن أنظر لمن حولي يموتون وأنا واقفةٌ أنتظر حدفي؟ خرجت أركض بسرعةٍ لأرى البقية أموات، أحسست للحظة أنه لم يبقَ أحد في العالم سواي، فوراً صعدت للدور الثالث وخلفي شخصٌ غريبٌ يطاردني، كان سريعاً للغاية وهالات سوداء تحيط به، دخلت إحدى الغرف ورأيت أحد المعلمين واقفاً خلف مكتب، اتجهت إليه بسرعةٍ واختبأت تحت المكتب، دخل ذلك الغريب ولم يرنِ بل رأى المعلم فقتله وألقى به، ثم خرج بعدها ولم يمر وقت طويل حتى التقيت بكِ يااا...؟!

قصر الشعوذةWhere stories live. Discover now