قالت الآنسة بعد اِنقضاء الخمس و ثلاثين دقيقة المخصصة للاِمتحان الجزئي لهذا الشهر، ثم جالتْ بين الصفوف، تتأكدَ من أن انتقال الأوراق يتمُّ بسلاسة و من دونِ عملِيَّاتِ محاولةِ غشّ بآخر لحظة.
جُمِعت الأوراق و صارت كلها فوق المكتب مصطفةً، في حين الطلاب أخذوا راحتهم بصنع جلبةٍ صغيرةٍ حاولت كيم تايون إخمادها، بعد تفقد ساعتها.
رفعت يديها قليلا ثم صفقت بخفة لكي تستحضر انتباههم إليها مجددا.
- تم إطلاعي بكون مدرس الفلسفة السيد لي، مسؤولَ الصف خاصتكم و بالتالي المتكلف بفعالياته الجانبية، أ ليسَ كذلك؟
أومأ الطلاب إيجاباً، و بعضهم قد حزر بالفعل الموضوع الذي ستثيرهُ، ليتأكدوا فور استرسالها بالحديث، مرةً أخرى:
- وَ عليهِ، يؤسفني أن أطلعكم بخبر رفضه للإشراف على أية فعالية جديدة لصالح الصف خاصتكم، لرؤيتها مضيعةً للوقتِ...
- ما بهِ؟ فعالية المعجب السري على الأبوابِ! لم يفعل هذا بنا؟ بقية الصفوف قد باشروا بها بالفعل!
انتحب صوت من وسط القاعةِ، ليضاف آخر ثان، ثم ثالث و يتحول الأمر لكتلة بشرية ساخطةٍ مستاءةٍ من هذا التصريح، و مهما حاولت كيم تايون التهدئة من روعهم، إلا أن محاولاتها كانت تبوء بالفشل. كيف لهم أن لا يستاؤوا و هم سيتم حرمانهم من الفعالية التي ينتظرها كلّ طالب في الثانوية منذ مباشرة الدراسة بها؟
____________
هي نوعاً ما بدعةٌ ابتدعتها هيئةُ ممثلي الطلاب خلال السنوات الماضية، تقامُ مرة واحدة بآخر فصل من كلّ عامٍ دراسيّ و تخصُّ فقط الصفوف النهائية بمختلفِ شعبها. و بالرغم من كونها مجرد شكليات عقيمة الفائدة بأعينِ المدرسين المسؤولين، إلا أن ممثلي الطلاب كافحوا لجعلها رسمية برفع شعار إنسانية الحدث هذا ؛ سيتبادل أشخاص مصيرهم الإفتراق بنهاية الفترة الثانوية، بضع هدايا رمزية، رسائل، و أشياء كتلكِ، لنشر السعادة بالمؤسسةِ و بمعيتها السلام.
