4. فراشةٌ سوداء

3.3K 270 196
                                    

- gift 🎁 -

-Small baeky -

-Small baeky -

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-

" كلُّ ما وضعهُ الرّبُّ فيناَ يحتاجُ أن يُسْتَغَلَّ و بالطريقةِ الصحيحةِ."

لطالما رددتْ أمي ريبيكا هذا على مسامعي أنا و أختي مذ كنّا صغيرين، لأنها اعتقدتْ بأن كلّ قطعة من جسدنا ثمينة، و عدم استغلالها بشيء مفيدٍ يعدُّ إهداراً لقيمتها.

لهذا السبب جعلت جوهيون تنخرط بصفوف الباليه بسنّ جدّ مبكرة لكي يلين عظمُها، و كنتُ دائماً أعلّقُ على هذه النقطة قائلًا بعبثٍ:

" الفتاةُ المرنة بنظري تشبه الحلزون من دونِ قوقعة؛ رخوة و مقززة."

و ككل مرةٍ ينتهي بي الأمر إلى ملاسنة كلامية عقيمة مع والدتي و شقيقتي، دائماً يجيبانِني بنفس الكلام:

" في مرونة الفتاة أنوثةٌ و انسيابية، نعومة و رشاقة."

أ لهذَا السببِ إذًا فتيانُ الباليهْ يمتلكونَ بعضًا منَ الأنوثةِ؟


فصدقاً، ارتداء بناطيل مطاطية ملتصقة بالبشرة، و القفزُ في الهواء ثمّ الانكسار و الوقوع على الأرض .. بأيّ راحةٍ قد يحسونَ؟

على كلٍّ، لم يكن شيئا أحبه البتّة، و هذَا ما يرجحُ استفادتي من أصابعي الطويلة في العزف على البيانو، بدل أن استفيدَ من عظامي المرنة و أرقص الباليه مع أختي التوأم.

لكن بمجرّد أن بلغتُ سنّ الخامسة عشر، و باستمرار إلحاح أمّي لكي أستخدمَ رجليَّ في شيء فنيّ إضافة إلى الاستفادة منهما في الدفاع عن نفسي بممارسة الهابكيدو، التحقتُ بصفوف التانغو، لأَنّهَا بدتْ لي الرقصة الوحيدة الممتعة من بين قائمة الرقصات التي يتم تعليمها بمعهد جُولْيُو سِيزَارْ: رقص نقري، اليانجكو، رقص شرقيّ، الباليه، السالسا، الرومبا...

و مسألةَ أن لا أنسحبَ بسببِ مَلَلِي السريعِ، رافقتني توأمي تشجعني على المكوث لوقتٍ أطولَ و غض النظر عن نوعيةِ مدرسينَا الاسبانيينَ.

لآبرازو ؛ الحُضنُ المفتوحُ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن