1. يومٌ أسودُ

7.9K 546 268
                                    

-gift 🎁 -

-gift 🎁 -

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-

الاثنين؛ صفّ الفرنسية.

كان الهدوءُ يُخيّمُ على الصّفّ، فقط صوتُ نقرِ قطعةِ الطباشير البيضاء على اللّوح يُسمعُ ، مرافقاً صوتَ السيدة يون مدرسة اللغة الفرنسية و هي تتحدثُ بين الفينة و الأخرى بينما تخطُّ عنوانَ النّصّ:

Le corbeau et le renard
-Jean de la fontaine-

*( الغُرابُ و الثّعلبُ لـ جون دو لا فونتين )*

عندماَ سجلت توقّفاً عن الكلامِ و راحت تكتبُ خصائص النّصِّ بعد شرحها، اِرتطمت طائرة ورقية بلوح الكتابة الخشبيّ بشكل مفاجئ ليحبس جميعُ الطلّاب أنفاسهم و يُحدّقون بالفاعلِ بتخوّفٍ، لأنه على الأرجحِ سيلقى حتفهُ على يد الأستاذة المتزمّتة، و التي استدارت بسرعة و شرارُ الغضبِ يتطايرُ من عينيها لوزيتي الشكلِ و المختفيتين خلف نظاراتِ الرؤيةِ. شدت على قطعة الطباشير بين أصابعها لتسحقها عندما ضربت بها سطح المكتب بحنقٍ و زمجرت بصوتٍ مرتفعٍ:

- بيون بيكهيون ! سئمتُ منك، ضقت ذرعاً بتصرفاتك الصبيانية ..J'en ai marre !!

كانَ الطالبُ المعنيّ بالنّداءِ يسندُ رأسه فوق ذراعيهِ ليرفعه بتثاقل عندماَ سمع اسمه يذكر بهذه الطريقةِ فجأةً.

- Pourquoi madame Yoon?
( لماذا أستاذة يون؟)

عدلت من انتصابِ جسمهَا و كذا نظّاراتها، وضعت الكتاب الذي كانت تحمله على المكتب ثمّ تقدمت قائلة بنبرة منخفضة تعلو مع كُلّ حرف تسترسل به:

-و تتجرّأ على سؤالي أيّها الوقحُ ال ... ؟!

ترقّبَ بيكهيون و باقي زملائه في الصفّ النهائي ما سيأتي على لسان أستاذتهمْ منْ تهديد و وعيدٍ، إلاّ أنه فجعوا لرؤيتها تثني جذع جسمها ناحية الأمامِ ثمّ تجلس على الكرسيّ قسرًا و تبدأ بطلبِ الهواءِ و كأن الجدرانَ تضيقُ بهَا من حولها. لوقوعِ الأمر لأول مرة أمامهم، لم يدركْ أحد ما يقومُ بهِ فقط أصوات شهقات تعالت و وشوشات تسللت ببطءِ سيرِ ثعبانٍ فوقَ الرمالِ تترجم تردهم. انتظروا حتى سمعوا أنينهَا يصدر من بين شفتيها المرتجفتينِ ليهرعوا ناحيتها.

لآبرازو ؛ الحُضنُ المفتوحُ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن