أتى الليل على الروح سريعا فارادت العوده الى منزلها سألتها السحابة من اي البقاع انتي لم تخبرينا قبل صعودك اانتي من كوكب اخر لم نرى مثلك على الارض يوما وكأنك كنتي هنا قديما ورحلتي تشبهين شيئا من قداست الوجود وشروط الاستمرار اانتي رسول جديد اانتي من الحلفاء او المعارضين وأي الاوطان وطنك لم تخبرينا به فصمت ثم قالت انا من بني الأموات وأقيم هناك بين المقابر دفنوني ملاكي قديما بلا سبب اغرتهم حياتهم فلم أعد مهمه لديهم انا المفقودة من اكبدة البشر المقيمة في ضمير الحجر انا سيدة الوجود انا أساس كل شئ ان كنت على قيد الحياه لما مات القلب وشردت الروح لما أصبحنا اجساد على قارعة السواد لما بعنا يوما احلامنا وهجرنا ألعابنا ان كنت حقا هنا لبقي الكثير الكثير من النائمين على رمال البحر احياء لقدست الأرواح واقتنع المقيمون ان اللسان ليس للحديث فقط لهجروا فلسفتهم العاهره يلومون الآخرين وهم بلا شرف يطعمون من حولهم الأحكام وهم لا يتذوقونها لشعروا حقا بالاخر ووضعوا أنفسهم بمكانه لما ماتت النبضات على طرف الفراش لما زفت الأرواح لغير أحبائها لما وؤدة الأحلام لعرف الانسان حجمه والطير نفسه لما ذبلت الورود ووضعت الحدود وهجرت الأماكن لبقينا على ديننا الأوحد بكل زمان وتحت اي ظروف نقيم صلاتنا معا بكل الايام والشهور ان كنت حيتا فعلا لبقيت الروح تبتسم والشمس تشرق كل يوم بلا روتين لفرح الليل واحتضن نجومه لجفت الوسائد من الدموع ورقصت الانفاس لمتلكنا حريتنا فعلا صديقتي السحابه اخواني مخلوقات السماء انا الانسانيه المفقوده في مقبرة البشر .
نامت الانسانيه في مقبرتها يلفها التراب وقالت لعلكم نسيتم يا زواري ان الحياه بدوني فراغ من كل شئ حتى وان امتلكتم كل شئ بدوني انا أنتم اصنام تمشي على حقوق العدم أرجوكم لا توقطوني بكل بوم وأنتم ترتلون صلاواتكم المزيفه ودعواتكم البارده دعوني أنم بسلام فهذا اليوم الأخير من فصل الشتاء وكل منكم بشتاء اسمه يصبح رقما فارحلوا بلا عوده .
