الفصل السادس

6 1 0
                                    

بكت الروح كثيرا في أحضانهم اغتالتها الدموع وخانها البوح نظرة آلى السماء تناجيها لما أصبحنا هكذا أين نحن من بني الوجود قد كرهت مكاني لا ارغب بالمكوث هنا أودّ الرحيل للبقعة الاخرى من الفراغ .



رحلت على متن سحابة صغيره تصاحبها مخلوقات السماء ارتها تلك البقاع الموازيه لحدوددها البعيدة عن جغرافية قدميها قالت لها انظري هناك مركب معبئ بالرؤس البشرية هوا منفى الأموات فيه طفلة يحتضنها الهواء مسافرة للمجهول بلا ام ولا أب هي الحالمة بغد أفضل تركت اغلا ألعابها هناك تحت سريرها الدافئ وودعت وسادتها الحنونه كثيرا ما حلمت بذالك القصر الأسطوري ارادت ان تصبح سندريلا في ليلة اختفاء القمر هي الموؤدة بالخيال عشقت ذات يوم وخذلها هي من وطن فيه الحب فراش والحريه دستور فيه النفس تباع وتشترى في الاسواق العلنيه شوارعها مسرحية كبيره حضورها من المكفوفين تمنت كثيرا ان تصبح طبيبة أطفال علها تكون اما ذات يوم هجرت ترابها ورحلت مازالت ذكرياتها عالقة بمخيلتها وجوه صديقاتها ابتسامات اختها وحنان اخيها مازالت الألوان المتناسقة لعلم وطنها تغازل عيناها هاهي الان راحله وتتمنى الرجوع يوما انظري لذالك العجوز هناك كيف يتلحف بمعطفه الممزق ينادي من كانو معه يوما ينطر من بعيد يرى بيته المهدم يرى اشلاء اطفاله يعتلون السطح بعد ان كان يناديهم لإ حتضانه كل صباح ويقبل جباههم قبل النوم صرخاته تلعن سلسفيل الزمان شوهت أنامله لقمة العيش يداويه المرض يواسيه الصمت تداعبه شيخوخته الخرفه يتمتم بأمنية واحده سأراكم بالجنه يا اعزائي يجلس بجانبه شاب تجاوز عامه الثلاثين قبل ساعتين يصارع الامل هوا لم يرحل بملئ ارادته فقد سأم المكوث كالاشئ كم كان يتمنى البقاء مع معشوقته مع تلك اللتي احبها منذ عقود كم نام كثيرا على ضي الخيال يرى اطفاله يكبرون أمامه وذالك البيت الصغير يلف ما تبقى من عمره لكنه الان وحيدا اغتال النصيب حلمه ابكى القدر حبه انتطرته كثيرا كثيرا وما له ذنب درس واجتهد ولم يجد ببلده زاوية من الاهتمام يذكر تماما عندما تخرج قيل له انك ستصبح ذات يوما وزيرا او سفيرا حقا انه الان سفير للهواء يحمل في جعبته نصوص حبه وقيثارة ألحانه وفي مخيلته صورة أمه تكسوها الدموع وتلك اللحطه حين ودعه أباه بحضن يشبه لحطة ولادته ها هوا الان راحل عله يجد بين ثنايا الشمس مكانا يأويه وحين يعود لن يجد معشوقته فقد حطر زفافها قبل الرحيل سيزور منزلهم ويرى ابتسامات أبويه في وجوه اخوته وأخواته ان تذكروه .



لا تسأليني صغيرتي لما هؤلاء راحلون فأنا ابكي على حالهم صبح مساء لنكمل رحلتنا لنزر تلك الاوطان المختفيه خلف الجبال فيها العبودية شيئا من قوانينها عام واحد فيها يساوي خمسين عاما من العمل هم لا ينحتون الصخور ولا يملؤن البحر هم يتعيشون على ارباع المال والارباع الباقيه يرسلونها ليحيا غيرهم لا يحملون الا الاميه خذلهم الفقر ولم تغنهم يوما ورثة اجدادهم تقع بجانب هذه البلاد دولة عمرها ستون اجيالاها احرار كل من فيها جنود مخيرون يعشقون تراب وطنهم لكنهم يبيعون أنفسهم بنفسهم يقتل الأخ اخاه ويدفن الأب ولده ان لم يسجد لسلطان يحملون بين عقيدتهم حلما كبيرا يسمى الخلاص يعلمون سبل تحقيقه ولكنهم لا يستطيعون المضي في الدرب لوقوف حراس من بني جنسهم وديانتهم وعقيدتهم يمنعونهم من التقدم .



يجاورها تلك الدولة الصغيره فيها السلطان استغنى عن آدميته وعشق الكرسي نصب نفسه الأها وضع اسمه بالقرأن اخبر شعبه ذات ليلة انه سيرحل وصدقوه لغبائهم وما ان ناموا حتى أفاقوا على جثث بعضهم البعض دمائهم تبكي لدمائهم فلا حي يسمع ولا قريب يجيب امتلئة بقاع الكون بهم أصبحوا ضيوف عند اخوانهم وان زارهم البرد ودعوا اطفالهم ببسمة مجروحه ودفنوهم تحت الثلج عله يسقيهم وهم اموات خرج منهم رسول جديد من بني اللحى والذقون بشريعته كل الحرام سيمحى استباح المقدسات واغتصب الارض ادرك بنو الاسلام انهم معرضون لسرقه فدينهم يسلب منهم جهلاء أقوامهم يساقون كالنعاج لذالك الرسول اصبح في كل بيت دين جديد فبدءو بتقتيل بعضهم البعض بتخوين أنفسهم بتعذيب الضمير وتمسكوا بقوه بتلك المقوله العنصريه ان وافقتني اصبحت تاج على رأسي وان عارضتني حلل دمك ولو كنت اخي .



على هذه الخريطة الكبيره بلاد تثير الرأفه فعلا وتستحق الشفقه كتلك هناك فيها اليتم سيدا والفقر زادها والماء هم بلا جلود عظامهم تدفيهم والامراض هوائهم هم سمر الهويه بأعين زرقاء كبيره حتى الحيوانات ترأف بحالهم وان بحثوا بخيراتها جبابرة الدول اعلنوها مصدر للحياه لم تعد بلاد الكون ترحم حقا نحن مخلوقات السماء نزور الارض كثيرا ليلا نصفها نائم بلا نوم والنصف الاخر مستيقض يتمنى النوم كم مرة صرخت الجبال والبحار تود الرحيل حتى الطيور تهاجر قبل موعدها والورود تغيرت الوانها ما بال الناس هنا لا هم مقيمون ولا هم راحلون اتباع لسكون أصبحوا لا يغريهم سوى السواد .

نبضه بلا وطن Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon