Part 33

77K 752 486
                                    

تريدين أن تعرفي كم اشتقت إليكِ؟! سأحاول أن أصف يومي بدونك ...
أصحو و أفتح الستائر فتبدو الأشجار في الحديقة متعبة شاحبة تسألني: أينها؟!
أحلق في الحمام وأحدّق في المرآة وتتضاعف الشعرات البيض فجأة
وتضحك المرأى بخبث وهي تسألني : أينها؟!
وأقرأ جريدة الصباح وأعثر على خبر طريف وأبدأ في الحديث معك
قبل أن يصفعني الواقع الوقح بسؤال مباغت : أينها؟!
تمر ساعات اليوم بطيئة ..
بطيئة كجِمالٍ تحمل جندلاً وحديداً وتسألني كل ثانية منها : أينها؟!
أعود إلى المنزل وأتخيل وأنا في الطريق
أن كل العيون في كل الوجوه تحملق فيّ باستغراب وتسألني : أينها؟!
ويضمني المنزل الخاوي..
أفتح كتاباً في التاريخ فلا أفهم شيئاً لأن كل حرف يغادر مكانه ويصرخ فيّ : أينها؟!
أنصرف إلى المذياع وتنهال الموسيقى طبلاً غجرياً ملحّاً يردد: أينها؟!
أهرب إلى الرائي فتقفز أمامي الصور والألوان والأصوات
في سيمفونية مجنونة مشوّشة تعيد وتعيد : أينها؟!
أفر إلى السرير . أضع المخدة فوق رأسي أطمع أن أراكِ فيما يرى لنائم.
ويجيء النوم بعد جهاد مرير.
لا أكاد أنام حتى فاجأني حلم غريب غاضب يسألني كأنني متهم أمام القضاء :أينها؟!
وأفيق . انتظر الصباح المرهق..
أيتها الغالية!
هل بدأتٍ تعرفين كم أشتاق إليك؟!


المرحوم باذن الله تعالى غازي القصيبي..

الرجال منتشرون بكل مكان..
الحرس الخاصون به يمترون المزرعة يبحثون في كل مكان..
قـــام باجراء عدة أتصالت يعلم بانها لاتستطيع الوصول الى السفارة..
فالسفارة هناك في العاصمة في رومـــــا..
ولكنه لايترك للممكن مجالاً..ولا يعترف بكلمة مســـتحيل..
فان هي قادرة على الهرب فهي قادرة على الوصول الى السفارة..
لايعلم هل يتمنى أن تصل الى السفارة وتهرب بعيداً..
أم يتمنى ألا تقع يديه عليها فيذيقها عقاب ما أقترفته..
فحالها كما يعلم هو لن يساعدها على الابتعاد من ممتلكاته..
حراس البوابة واثقون بأنها لم تتعدا تلك الأسوار الشاهقة..
ولم تتجاوز تلك البوابة الحديدية..

اذاً أين هـــــي؟؟
كيف أختفت..؟؟

كان على ظهر الخيل راجع من الكوخ الخاص بعمال المزرعة..
فلم يطمئن قلبه الا بعد أن بحث بنفسه هناك..
لربما هي لم تهرب..قد يكون أحداً ما مسئوول عن اختفائها..
هذا كان رأي راجــح فهو من قال بأنها مريضة ولن تستطيع الهرب..
وهو من أشار بان كوخ العمال مكان مشبوووهـ ويجب البحث فيه..
وافقه غازي وطالب الكلام والظن..
بحثوا معاً ولكن بلا جدوى..

راجح بغضب\أنت وش سويت فيها؟؟
غازي بوعيد\باقي ماسويت..
راجح\ماهربت منك وهي بحالتها ذيك الا وانت مسوي شيء كبير..
طالب\وليه تهرب ؟؟
راجح\أسال أخوك ..أنا يا الله قدرت أشيلها من دون ما أكسرها..
وهو الله العالم اذا داواها ولا كسرها..

تركهم غازي من دون مايرد على راجح أو طالب..
توجهـ الى القسم الخاص بالنخيل..
رغم معرفته بانها لن تقدر على الوصول الى هناك..
لكـــن هي فتاته العنيدة..
وستصل الى هناك ان كانت تريد ذلك حتى ولو زحفت على يديها..

أما غرام يشرح الصدر طاريه و لا صدود وعمرنا ما عشقناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن