قالت وهي تُطوِّقُ خصرها: " ما الفائدة من السيارة عندما تستخدمُ القطار؟ أَجعلتَ والدكَ يشتريها لك لتبيعها لاحقاً؟ "

لعقتُ شفتاي، كنتُ أُفكِّرُ بكلامٍ لن يجعلها تثور، لكن هيَ تغضبُ من أيِّ شيءٍ يتعلق بي!

اقتربت مني، قالت بينما عينيها تنتقلُ من عيني اليُمنى إلى الأخرى: " من الغد ستبدأ بنقلِ أُختك إلى الروضة، فأباك أصبحَ مشغولاً هذه الأيام "

كانَ كلامها أشبه بالتهديد، الكثيرُ من الأسئلة كنتُ سأنطقُ بها، مثل:

ألا تخشينَ عليها مني؟

أتذكَّرتِ للتو أنَّ لديكِ ابنٌ؟!

أَستغلالُ السيارة أهمُّ لكِ من ابنكِ الذي لا تهتمِّين لأمره؟

لكنني أبقيتُها في أعماقِ جوفي؛ فلرُبَّما لو خرجت؟ خرجتُ أنا معها من هذا المنزل!

تمدَّدتُ على سريري بعد غلقي للباب، كانَ اليومُ مُرهقاً رُغمَ قلِّة عملي فيه، أخذتُ هاتفي لأتفقد شبكة التواصل الاجتماعي، كان كلُّ شيءٍ هادئ، لا رسائل ولا تحديثات، حتى الأخبار المُهمة لا توجد!

أغلقته، نهضتُ وبدَّلت ملابسي بخاصةِ النوم، أطفأتُ الأنوار وعُدتُ إلى السرير لأنام

وفي الصباحِ الباكر، كنتُ قد نسيت أمرَ سو يونغ، فَلَم أتذكره إلا من كاثي عندما قالت لي: " من الغريب أن تدعَ السيدة مين ابنتها تذهبُ معك، لم أعتقد بأنها ستفعل ذلك البتة! "

همهَمتُ بأنَّ الأمرَ كذلكَ بالنسبةِ لي، نظرتُ إلى ساعةِ يدي لأجدها تُقارِب السابِعة، يجب أن أوصلها الآن لكي يتسنى لي الذهاب إلى محل القهوة، أمرتُ كاثي بالذهاب للتأكد من سو يونغ، وعندما همَّت بالذهاب أتت سو يونغ إلى المطبخ تحمل حقيبتها بيدها

أخذت كاثي الحقيبة منها لتضعَ لها علبةَ الإفطار داخلها، أخبرتُ كاثي أنني سأكون بالسيارة أنتظرها لتجلب سو يونغ، فأومأت لي أنها ستفعل

لم تتأخر، دقيقتان فقط منذُ خروجي والانتظار، ركِبت بجانبي في الأمام، توقَّعتُ بأنها ستركبُ في الخلف بأمرٍ من والدتي، أو أنها بالفعلِ أُمرت لكنها.. تُعاند!

عشرُ دقائق حتى وصولنا إلى الحضانة، نزلتُ لأفتح البابَ لها وأنزلها؛ فقدماها لا تصلُ إلى الأرض بعد، ففي النهاية هيَ لاتزال في السادسة!

أغلقتُ الباب ودخلتُ معها إلى المدرسة، كنتُ أُريدُ مُحادثة المُعلِّمة المسؤولة عنها لأُخبرها بأنني أُوصلها في الصباح بينما والدي يأتي لأخذها ظُهراً، وجدتها أمامي عند المدخل مباشرة، علمتُ بأنها المقصودة عندما حيَّت سو يونغ باسمها؛ فهي تملكُ صور طلابها على أيَّةِ حال

Four wallsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن