ابتعدي عنه !

228 21 11
                                    

لقد وجدت كلّ كتبي ممزقة و مكتوب عليها " نور العاهرة " ووجدت رسالة تقول " الحرب بيننا لم تنتهي بعد فإمّا أن تبتعدي عنه طوعا أو كرها و سترين ما بمقدورنا أن نفعل "
إنّها الكارثة،ماذا فعلت حتى يحصل لي كل هذا ، أعترف أنني بائسة لا يجب أن أسكت ، سأخبر كيفن و سأريه الرسالة
و انتظرت حتى نهاية الصف و كنت طوال الوقت أفكر بفحوى الرسالة و عندما رن الجرس قصدت الكافيتيريا فوجدت كيفن و كايت و ليو يجلسون على طاولة معا فذهبت لهم
فعندما رأتني كايت قالت :
هااي ها قد جاءت نور ،أين كنت يا فتاة لما تأخرتي على المجيء ؟
فعندما رآني كيفن و ليو و كانا يبتسمان لسعادتهما بقدومي فكرت مجددا وقررت أن لا أري كيفن الرسالة في وقتها فدسستها في جيبي
و قلت :
في الحقيقة كنت في الحمام !
فقال كيفن :
جيد ، فالتجلسي
فجلست
فقالت لي كايت : هاتي رقمك ،لأتمكن من الاتصال بك
فأعطيتها رقمي فقالت :
من الان ، سنتمكن من الخروج سويا للتسوق أو للذهاب مع الرفاق للملاهي الليلية أو مدن الالعاب أو ما يخطر لنا لتقضية الوقت ،و لقد اتفقت مع الشباب اليوم اننا بعد الدراسة سنذهب لمقهى مشهور لنشرب شيئا هناك و نتعرف على بعضنا أكثر
#على لسان "كيفن"
وافقت نور و قالت إنها يجب أن تخبر أمها أولا و أن تتجهز
فقالت لها كايت :
لا بأس يا عزيزتي ،أنا أيضا يجب أن أتجهز ،لكن موعدنا عند الرابعة أبقي هاتفك مفتوحا سأمر عليك في منزلك
فقالت نور :
و من سيوصلنا لذلك المقهى ؟
فقالت كايت :
كنت سأقول إنني سأمر عليك قبل ربع ساعة من وصول سائق والد" ليوناردو "ليقلنا للمقهى الذي سنجد فيه الشباب
فأجابت نور  : طيب ، اتصلي بي اذن
و لكنني طوال الوقت لاحظت أن نور ليست كعادتها ،أحسست أنها تخفي شيئا و لكنني تركت شكّي جانبا و قلت لها :
اذن مالجديد ؟
فنظرت إلي كانها تستنجد بي و كان هذا واضحا على محياها فتحول شكّي إلى يقين و صرت متأكدا أنها تخفي عنّي شيئا و قالت : 
الجديد ؟ لا اطلاقا ، اقصد لا جديد اطلاقا
فقلت و انا انظر في ساعتي :
حسنا اذن ، حان موعد عودتكم للبيت
فقالت نور :
ماذا تقصد بعودتنا ، ألن تعود أنت ؟
فقال ليو : "كيف" مشترك في نادي رياضة المدرسة و هذا النادي يفتتح ابوابه ساعة اغلاق ابواب الحصص العادية في المدرسة ،يعني أنه اليوم بالذات أي الخميس "كيف " يعود لمنزله بعد ساعتين من عودتنا لمنزلنا ل...
فقاطعته أنا قائلا :
نعم ،نعم لقد فَهِمَتْ أحسنت الشرح صديقي و الان هيا الى الجحيم
فضحك ليو و كايت و بقيت نور تنظر لي
و قالت كايت وهي تضحك : تقصد المنزل !
أنا : أيًّا كان
فخرجنا كلنا امام باب المدرسة
و جاء سائق والد "ليو" باليموزين ففتح ليو باب السيارة لكايت و أشار لها بالدخول في السيارة بعد أن انحنى لها كالنبلاء و ابتسم في مزاح و قال لها : هل تشرفينني انستي  بأن أوصلك لمنزلك
فقالت و هي تركب السيارة و تضحك بعد أن قبل لها يدها :
بالطبع سيدي النبيل
ولوّحا لنا بيديهما  لتوديعنا  من نافذه السيارة ثم انطلقا
فنظرت لنور قائلا : أليسا لطيفين معا ؟
فقالت :بلى
و كانت تنظر للأرض كالمهمومة فأحسست  بحزنها
و قلت لها : مالأمر ؟
فارتمت علي تعانقني و احسست بقطرات دافئة على قميصي فأدركت أنها تبكي فكررت كلامي :
مالأمر ؟
و لكن هذه المرة بصوت أعلى
فأخذت ورقة من جيبها و أرتني اياها و كان مكتوبا عليها "الحرب بيننا لم تنتهي بعد فإمّا أن تبتعدي عنه طوعا أو كرها و سترين ما بمقدورنا أن نفعل"
فشعرت بالغضب الشديد و رأيت توقيع "ميراندا" على الورقة فسألت :
هذه الورقة من الفتاتان ،ها ؟
فأومأت برأسها علامة الايجاب
فقلت :
أين وجدتها ؟
فقالت :
في خزانتي ؟
فقلت لها :
حسنا ، أبقي هذه الورقة معي و سأتصرف
فأومأت من جديد
فأضفت :
و الآن ،عودي للمنزل و أنا سأحضر للنادي و سنتحدث عندما نلتقي في المقهى مساءا .
فابتسمت و مسحت دموعها و انصرفت
و فكرت " إنّ هاتان الفتاتان لن ترتاحا الا اذا ابتعدت عنها ،هذا امر مزعج حقا ، سأتحدث معهما حيال الأمر و سأفهمهما أنهما اذا استمرتا هكذا فانا ساتصرف و اقوم بخطوة سيئة حيالهما "
#على لسان الراوية (نور)
شعرت بالارتياح و الامان عندما تحدثت لكيفن و طمانني أنه سيتصرف
و أنا في طريق العودة (الصورة) ، كنت أسير بخطى متثاقلك و كنت أخطط أنني عندما أعود للبيت سأنام و أغلق هاتفي و لن أذهب معهم للمقهى ،فأنا تعبة
وفجأة سمعت خشخشة قريبة مني ففزعت و أسرعت الخطى
و إذا بيدٍ تمسكني و تجذبني إليها و عندما حاولت أن أصرخ  وُضعت يد أخرى تحمل منشفة بالكحول على انفي فشعرت بعجز في التنفس و صرت اتخبط احاول نزع اليد عني و الخلاص
ولكني لم أقدر و شيئا فشيئا بدأت أشعر بالاختناق و ارتخت أعضائي فلم أقدر على المقاومة أكثر فاستسلمت و أضلمت الدنيا في عينيَّ و ..و ....
.....

Expatriate lover /nourWhere stories live. Discover now