بيت جديد

594 32 29
                                    

وصلنا اخيرا إلى نيويورك سيتي بعد سفر طويل مرهق دام ل 8 ساعات واستقرينا في منزل ( الصورة ) مجاور لمنزل فخم هو لرجل الاعمال الذي يعمل عنده ابي
لعلكم تتساءلون لما قد تظطر عائلة عربية للسفر لامريكا و الاستقرار لمدة طويلة تاركة ورائها الوطن و الأهل و الأصدقاء  لا تدري متى تعود لمسقط رأسها
إنّ السبب كامن في أنّ  رجل أعمال ثريّ  هذا يثق بدرجة كبيرة في والدي فلقد انقذه والدي عدة مرات من نصابين سعوا لاغتياله و الاستيلاء على املاكه و عندما قرر السفر ليطمئن على شركاته بأمريكا  دفع لابي مبلغا طائلا للسفر معه لحمايته و العمل عنده و كان سخيا فلقد وعد بالتكلف بنفقات الرحلة و الاقامة له و لعائلته لهذا فنحن ملزمون للاقامة هنا لبضعة شهور او اعوام ربما
و إلى حين عودتنا سيتوجب علي أن اكمل دراستي باحد المدارس الثانوية كما انه على اختي ايضا الذهاب لمدرسة ابتدائية أما اخي الصغير فلم يتعدى عمره الثلاث سنوات لهذا فهو يبقى بالبيت
و ليلتها اجتمعنا على مائدة العشاء فاخبرني ابي عنوان مدرستي و قال لي : بنيّتي الله يصلح بالك لا تنسى غدا ان توصلي اختك في طريقك و تعطي استمارة تسجيلها للمدير  حتى يقبلوها .
تساءلت بدهشة :
ولكن ابي من المفترض ان تقلنا انت
قالت امي :حبيبتي والدك غدا مشغول لمساعدة رئيس أعماله ليستقر بملفاته و اغراضه كما انني كلفته بالتبضع ليجلب لنا حاجياتنا ونحن نعلم انك ابنتنا الكبيرة المسؤولة التي يمكننا الاعتماد عليها أصحيح أم أنني مخطئة ؟
فقلت بتذمر :
لكن امّي ...
اجابت بجد :
لا لكن ،هاهو عنوان مدرسة اختك يمكنك ان  تستقلي سيارة اجرة ليوصلك اينما تشائين سيمدك والدك ببعض النقود غدا و لا تنسي أخذ جدول اوقاتكما
وانصرفا ،لم علي دائما أن أحمل المسؤولية ان هذا مرهق للغاية
و بت ليلتها مستيقضة افكر كيف سيكون يومي الأول بمدرسة امريكية انا جديدة فيها لا اعرف احدا ،لا اعرف شيئا عن نظامهم الروتيني بالمدرسة أو قوانينهم المختلفة عن قوانيننا يبدو ان يوم غد سيكون صعبا و محرجا نوعا ما  و لكن الجيد في الموضوع انني جيدة باللغة الانجليزية لكن اختي ماذا ستفعل؟! مسكينة مريم ستتعرض للاحراج بسبب ذلك
اجتمعنا في الصباح حول المائدة أكلنا الفطور ثم بعد ذلك استحممت و سرحت شعري الكساتنائي و ربطته في شكل ذيل حصان ثم وضعت ايلاينر و القليل من احمر الشفاه  الذي تماشى مع لون بشرتي القمحي وبالطبع طلاء اضافر .
ثم ارتديت افضل ما عندي و لبست حذائي و كنت على وشك الانطلاق فقابلتني امي وقالت بغضب:
ماهذا كنت اظنك ستذهبين للمدرسة أهكذا تدرسين ثم اين ميدعتك  هل غيرت شكلك بمجرد انتقالك لمدرسة اخرى ،؟اسمعيني نور هذا مرفوض غيري هذا على الفور لا تنسي ان التقاليد لا تسمح لنا ان نتطبع بالغرب
فقلت لها بتذمر:
أمي انت تمزحين صحيح ؟! هنا لا احد يهتم بالتقاليد هذا بلد التطور و التحرر
فجائني الرد باصبع امي يشير لغرفتي ففهمت انها تريدني ان ابدل  اسلوبي فما كان مني الا ان صعدت لغرفتي و غيرت الشورت الذي كنت ارتديه بسروال جينز طويل و مسحت المكياج و نزلت للذهاب فعندما رأتني امي ابتسمت و قالت :
هذه ابنتي التي اعرفها
و لكن هذا لم يحرك ساكنا في فلقد ظننت انني منذ مجيئي الى هنا ساتححر من التقاليد التي تفرضها علي امي و لكن العكس حصل
وصلت اخيرا للمدرسة بعد ان اوصلت اختي ولم تكن المسافة حقا بعيدة لهذا حفضت طريق العودة و قررت الرجوع سيرا على الاقدام بعد االدوام
كانت المدرسة كبيرة و فخمة لهذا شعرت بالرهبة و انا ادخلها واعترضني في البداية رواق طويل مليء بالتلاميذ الذين كانو يتحدثون بجانب خزاناتهم و كان علي ان اجد مكتب المدير فاظطررت لسؤال أول شخص اعترضني و كان شابا طويلا و مفتول العضلات و اشقر اي بالأحرى انه وسيم فقلت :
معذرة،هلا تخبرني عن مكان مكتب المدير
فاستدار لي و ابتسم و قال :
مرحبا ،هل انتي جديدة هنا
فقلت :نعم
فابتسم ابتسامة جانبية و قال:
حسنا ،ان مكتب المدير في اخر هذا الرواق يمينا امام المكتبة و لكن لا يمكنك ان تحادثي المدير الان فكما تعلمين هذا وقت الاستراحة انتظري حتى بداية الصف
فابتسمت و اجبته :
حسنا انا راحلة الان شكرا لتعاونك
فاجابني :
على الرحب يا...
-نور و أنت ؟
-كيفن يمكنك مناداتي ب "كيف"
- طيب "كيف "إلى اللقاء
-وداعا
وذهبت بعدها للمكتبة لانها المكان الوحيد الذي اعرف مكانه غير مكتب المدير و جلست اطالع كتابا حتى انتهت الاستراحة فقصدت الادارة ووجدت المدير فاعطاني جدول اوقاتي و مفتاح خزانتي و بعض الكتب بعد ان سلمته الاستمارة و تحدثت معه و بعد ان انهيت الحديث معه كان صفي قد بدأ بالفعل فاخذني المدير معه لقاعة الكيمياء و قدمني للتلاميذ قائلا :
أيها الاستاذ ،هذه تلميذة جديدة انظمت الينا اليوم في مدرستنا علينا الترحيب بها ارجوك اعتني بها و ادمجها مع زملاءها و انتم ايها التلاميذ انتظر منكم المعاملة الحسنة لزميلتكم فلا تنسو ان شعار مدرستنا هو ....
و بينما كان المدير يتحدث لاحظت ان هنالك فتاةً تهمز للاخرى و كانتا تضحكان و هما تنظران الي اظنهما تضحكان على شكلي هذا فعلا امر مخز
و مر الوقت بطيئا و جاء منتصف النهار فانتقلت للكافيتيريا وكنت احمل حصتي من الطعام فاذا بالفتاتين اللتان رأيتهما في الصف تعترضا ن طريقي
--------------------------------------------
أول مرة أكتب رواية على الواتباد
شجعوني بما تقدرون عشان اكمل
لان في عندي ضيق في الوقت
بس كل شيء بيهون عشانكم 😘
على كل اتمنى تعجبكم

Expatriate lover /nourWo Geschichten leben. Entdecke jetzt