part 8 : خسارة

4.4K 216 42
                                    

استغربت ليلى من نفسها بسبب سؤالها ..  لم تتعود ان تكون فضولية لكن اجتاحت نفسها رغبة كبيرة في معرفة طبيعة العلاقة بينهما ...

نظرات احمد لها جعلتها تقر في نفسها ان سؤالها لم يعجبه ابدا ... اقترب منها حتى ما عاد يفصلهما شيء ... توترت ليلى كثيرا لم تتعود ان تكون بهذا القرب من رجل ... لكنها حافظت على ملامحها الطبيعيه ... حافظت على تنفسها المنتظم ... لم تبدي له انها خائفه او متوتره ...

هي تعرف انها اذا ضعفت امامه سيزداد قوة ... هي تعرف ان لا مجال لأن تكون انثى ضعيفة .... فالذكور يستغلون ضعفى الاناث لصالحهم دائما ... لذلك و طوال حياتها حافظت على قوتها ... جبروتها ... و كبرياءها ..

همس في اذنها " لا تحشري انفك في ما لا يعنيك " ... انزعجت لكنها قالت بصوت هادئ " اعتقد ان هذا من حقي بما انني زوجتك " ... لم يهتم بالاجابة عليها ابتعد عنها ليرد على الاتصال ... تملك ليلى الغضب كيف يتجاهلها هكذا ...

القت ليلى نظره سريعه على الموجودين ... عامر الذي ما زال يجلس على الارض و يضع رأسه بين ركبتيه ... امها التي تحرك فمها من دون صوت تعلم ان والدتها تدعي ربها الان ... زوجة عمها الباكية في حضن امها ... علي الذي ينظر بالفراغ و كلما هربت دمعه من عينيه مسحها ...

توجه نظرها الى حيث يرقد عمها .. تمت برجاء خالص من قلبها المتألم " احفظه يا رب " ..

توجهت الى حيث ذهب احمد .. رأته يقف في كراج السيارات بالقرب من سيارته ... اقتربت و قد حرصت ان لا تكون في مرمى نظره .. اختبئت في مكان تستطيع ان تسمعه منه ..

تكلم احمد بغضب " لن احضر " لم تستطع ان ترى وجهه لكنها علمت بأنه غاضب .. قال بعد ان سمع الرد " أانتي غبية اخبرتكي اني لن احضر " تأفف و قال "لا مها لقد مللت " .. "  لا تتصلي مجددا اذا أردت انا من سأتصل " .. " وداعا " اغلق الخط و تمتم بكلمات لم تفهمها ليلى بسبب صوته المنخفض ... رأته يعود الى حيث كانوا ...

هرعت بالعودة الى مكانهم ... و عقلها يحاول تفسير كلمات احمد .. رغم ان كل التفسيرات التي حصلت عليها من عقلها لم تعجبها ... و صلت لهناك و رأت ان احمد قد وصل قبلها ... سحبت نفسا عميقا .. هدأت نفسها .. و توجهت لتجلس بالقرب من امها ...

لاحظت نظرات احمد لها .. لكنها تجاهلته و قررت ان تفكر بشيء واحد الا وهو عمها ...

قلبها كان في دوامة لا يعرف كيف يخرج منها ... عمها الراقد هناك ... حبيبها النائم تحت التراب .. واحمد الذي يحاول قلبهها بشتى الطرق ان يجعلها تقتنع بأن هذا الرجل لن يجلب خيرا لها ... تجاهلت قلبها و اتبعت عقلها الذي لم يجعلها تخسر و لو لمرة واحدة ...

بعيدا عن ليلى واحمد و بالعودة لذلك المتنزه الذي كانا به .. هناك حيث جلست لوجين و عبير مع والدتيهما ... قلب لوجين الذي كان يرقص من الفرح ... قلب عبير الذي كان يرتجف من الخوف ...

من أي جنس أنت يا امرأة ؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن