الجزء الثاني و العشرون و الأخير

4.1K 315 70
                                    


الجزء الثاني و العشرون و الأخير

-

لا اعرف قصاصًا اكبر من الحب
-أُنسي الحاج

-

عزيزتي آنابيث،

يقول مجنون: الحياه لا تقف على احد.

لا اعرف من القائل الاول لهذه العباره، فالجميع صار يقتبسها من بعده.

لكنني مُتأكد ان قائلها لم يراكِ..

لم يرى مُقلتاكِ التي تُخبئ خلفهما عالمًا ثاني، أعيش به في كل مره أُطيل بها النظر لعيناكِ.

هو لم يرى الطريقه التي تفتحين لي بها ذراعيكِ في كل مره اجيء لكِ  سائلًا عن الغفران، محاولةً اخفاء خيبتكِ، لتغفري لي معصيتي.

لم يرى الطريقه التي تعضين بها على شفتيكِ الصغيرتان عاقدةً حاجباك و انتي تفكرين بينما تحركين  خُصلات شعركِ الطويل و تقومين بتدويرها حول اصبعكِ، ليدور عالمي معكِ.

أو الطريقه التي تضيق بها عيناكِ كلما اتسع ثغركِ بابتسامه تُضيق بي تنفسي

هو لم يرى شده مسامحتِك لي، احتوائك لي و سيطرتكِ عليّ.

لم يرى بريق عيناكِ و توسعهما بسعاده مع الابتسامه التي تُغطينها بيداكِ الصغيرتان و القفزه الصغيره التي تُسبب تحركَ شعركِ كلما حدث شيء يسعِدِك او تحمستي لشيء.

و بـ "شيء يسعدكِ" انا اعني كنزول الجزء الجديد من فيلمكِ المفضل، او علامه يتابعك التي تجاور اسم مغينكِ المُفضل عبر( التويتر).

هو لم يرى بساطتكِ، الأشياء البسيطه الكفيله بجعلكِ سعيده لأسابيع.

هو لا يراها ولن يراها اي شخصٍ عداي ابدًا.

فلا يرى ذلك الا مجنونكِ.. و ما مجنونكِ الا انا.

ايها البدر
الجلم
الوباص
السمار
الأرص
الزيراف
الباهر
الغاسق
الساجور
الساهور

اختلفت الكلمات، و كلها تعني القمر
انتِ قمري

فالقمر قبّل خد السماء فزانها، و انتِ قبلتِ خدّي فازدنت مثلها.

انا اعترف، لقد خذلتُك..ليس لشيء..بل لأنك تفوقتي عليّ حُبًا.

و انا الذي لا يرضا الا بالرقم واحد.

لا ادري كيف لي ان احكي لكِ عن ما حدث، أو كيف سأبدأ.

لكنني قبل ان اقول شيئًا، اريد منكِ ان تعديني

لا تلقي اللوم على نفسكِ، ارجوكِ..انتِ لستِ السبب في هذا..حسنًا؟

لقد تحدثُ كثيرًا..أعلم..لكني فقط اردت التأكد بكونكِ تعرفين كم اُحبك

و لهذا انا فعلت ما فعلته.

لقد كانت اصابتُكِ خطيره..خطيرًا جدًا

ولم اكن لأرضى ابدًا برؤيتكِ تموتين امامي من دون فعل شيء

أنا آسف،..لكن كان يجب عليّ ان افعل ذلك

لقد كُنتِ بحاجه لقلب، آنابيث..و لم يكن بوسعي سوى ان افعل شيء واحد

لقد تبرعت بقلبي آنا.

آه ليتكِ تعرفين هذا الشعور، كوني اعلم انكِ بعد دقائق ستحملين جزءًا مني و تعيشين به للأبد.

شعور جميل..مُطمئن، مُريح..يُشعرني بالسعاده.

لا اعرف ماذا أقول بعد، املكِ الكثير من الكلام لكِ، لكن الورقه التي اكتب فيها لم يعد بها متسع كافي، و الوقت المتبقي لي لأعيشه قارب على النفاد.

الا تجدينه غريبًا؟ كيف ان القدر دائمًا ضدنا؟

لم نلتقِ يومًا.

كالشتاء و الصيف.
كالشمس و القمر.
النور و الظلام.

نحن كالخطان المتوازيين، نمشي بطريق واحد في خط مستقيم
قد نضحك معًا، نجلس معًا و نتسامر.

لكننا لا نلتقي ابدًا.

حتى في الموت، أخذ القدر يُخيرني في ان اموت لتعيشي، او ان اعيش لأموت مرتين بموتكِ

و كان الخيار الأول الأسهل لي

اعلم..انا اناني، جبان، و ضعيف
لكوني خِفت من ان اعيش من دونك فأتعذب، متجاهلًا انك بموتي ستتعذبين انتِ ايضًا

اعتذر، ربما لن يفيدكِ اعتذاري هذا. لكن ارجوكِ اقبلي اعتذاري، كي اموت و انا مُطمئن على الأقل.

قمري، لقد جاءت الطبيبه الآن و هي تناديني لأدخل الى غرفه العمليات، لذا اظن انني سأتوقف هنا

أُحبك كثيرًا.. اكثر من الوقت الذي تستغرقينه في تصفيف شعركِ، أو الانتهاء من وضع المكياج الذي لا تحتاجينه حتى

أُحبكِ بقدر جمالكِ من دون اي مساحيق تجميل، و أُحبكِ بقدر ما تكرهين ان تكوني بدون تلك المساحيق

أُحبكِ أكثر من عدد الفتيات اللواتي يتمنين ان يكونا مثلكِ
او عدد الفتيان الذين يتمننون الحصول عليك.

و بذكر الفتيان..اعطي لوي فرصه، حاولي ان تحبيه.. ارجوك
هو يُحبكِ كثيرًا، هو حتى كان يُريد ان يكون هو المُتبرع..لكنني منعته في اللحظه الاخيره.

انا ارجوكِ ان تُعطيه فُرصه، على الأقل سأطمئن انك ستكونين من من يُقدركِ مثلما تستحقين.

وداعًا آنابيث..للأبد

فلتعتني جيدًا بقلبي

أُحبك.
المخلص لكِ،
زين مالك

Annabeth {Z.M}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن