part 4

2.4K 78 2
                                    

لم يكن والداهما يهتمان بها بما يكفي لكي يخبراها باي حقيقث من حقائق الحياة سواء وهي طفلة او هي شابة .

صدمتها هذه الفكرة بقوة .لم تستطع ان تتذكر مرة واحدة ركزا فيها اهتمامهما عليها او غضبا منها كما فعل ني الليلة الماضية .اخذت تفكر في ذلك وقد تملكها الغثيان .لقد تكلما معها بحدة مرات كثيرة يطالبانها بان تعود الى غرفتها خاصة اذا طلبت منهما مشاركتهما بشي ما .لكنهما لم يفكرا فيها او يقلقا عليها او حتى تساءلا عن السبب الذي جعلها تتصرف بتلك الطريقة .لم يهتما بها بما يكفي .

جمدت مكانها ،وبرد الشاي في يدها .قال نيك انه يهتم بها كما سبق وقال انه يحبها قبل سفره الى المانيا .ولكن ماالذي عناه بالضبط ؟وكم… كم يهمه امرها ؟

بعد ان برد الشاي تماما ،سارت الى الحمام حيث سكبته في الحوض .وعندما رفعت راسها وقع نظرها على صورتها في المرآة وسرعان ما تبددت الافكار من ذهنها وهي ترى المرأة المفزعة التي تنظر اليها .كان وجهها شاحبا فيما احمرت عيناها وانتفختا قليلا .ماذا جرى لها ؟وتاوهت… .لم تبدو بهذا الشكل حتى في اسوا. ايامها في بيتها ..

بعد ان استحمت ووضعت على وجهها كريما مرطبا تزينت بحذر اضفى بعض التحسن على مظهرها ،ثم سرحت شعرها على شكل ذيل حصان .

هذا حسن .تفحصت النتيجة وهي ترش العطر على معصميها ورقبتها .احسن بكثير !

وعادت الى الغرفة حيث ارتدت بسرعة ثوبا من دون اكمام ووضعت في اذنيها قرطين فضيين .نظرت في المرآة الطويلة بجانب السرير فرات انها تبدو بسيطة ،وهادئة .اخذت نفسا عميقا ثم استدارت لتواجه نيك في الطابق السفلي .

وجدته جالسا في غرفة الفطور المطلة على الحديقة العطرة فيما الاطباق المغطاة امامه .رفع بصره حين دخلت ثم القى الصحيفة من يده التي كان يقراها ونهض واقفا .

لقد انتظر لياكل معها ،وغمرها السرور لتصرفه المهذب هذا .

قال بهدوءبالغ :مرحبا ،ماذا لو فتحنا صفحة جديدة ؟

حدقت فيه :نعم ،من فضلك .

-هل هذا يعني التسوق والغداء في الخارج ؟

اومات فابتسم لها :هذا حسن .ظننتني ساخوض معركة .ماكنت لادعك تذهبين ،كما تعلمين .

ارادت ان تساله عن السبب لكنها لم تجرؤ. وقالت مصممة على ان تعبر عن رايها قبل ان يطويا هذا الموضوع :مازلت اظنك لم تشرح الامر جيدا .وتلك الملاحظة عن وليام لم تكن ضرورية .ولكن بشكل اجمالي…

-اجمالي ؟-ثمة بعض الحقيقة فيما قلته لي .

اتسعت ابتسامته :شكرا .الاعتراف بهذا صعب عليك ،اليس كذلك ؟

تكلم بعطف لكنها لم تثق بعطفه مثلما لاتثق بضعفها امام سحره وقالت موافقة بااختصار لاتريد ان تبتسم :نعم كان صعبا .هل باامكاني ان احصل على بعض العصير من فضلك ؟

فاشار الى المائدة :خذي ماتريدين .

كان بجانب الاطباق المغطاة ،جبل من الخبز المحمص ،وابريق من عصير البرتقال الطازج .وفجاة وجدت نفسها جائعة وسعيدة اكثر مما حلمت بان تكون عليه منذ ساعة واحدة .ملات صحنها بالبيض المخفوق المقلي وشرائح اللحم والفطر ثم جلست وبدات تاكل ..كانت قد وضعت لقمة من الفطر في فمها عندما احست بنظراته عليها فرفعت بصرها :ماذا ؟

-انا مسرور جدا لانك لست من اولائك النسوة اللاتي يعبثن بطعامهن لنصف ساعة او يتحدثن دون انقطاع وقد غرزن الشوكة في شئ ما من دون ان ياكلن ،حتى الفت نظرهن الى ضرورة ان يكملن طعامهن ..

فقطبت جبينها :يالقلة الادب ..

ضحك بصوت خافت :لم يحدث ان ادعيت يوما ان الصبر من فضائلي .

ومع ذلك كان صبورا معها منذ تعارفهما قبل شهرين .
لابد ان ملامحها عكست افكارها ،لان نيك سالها بااهتمام :ماذا ؟

-لاشي ..

لن تقدم له اي مديح بعد الليلة الماضية .لعله على حق في الجوهر بالنسة الى ليام ،لكنها لن تصفح عنه تماما لاشارته الى ذلك بتلك الفظاظة .كما لاتوافقه كليا على وصفها بالاضحية .

لم تعتد كوري ان تذهب للتسوق مع رجل وقد اعجبها ذلك للغاية ربما لان الرجل هو نيك ،كما اعترفت لنفسها بحسرة .

اشترت بطاقة معايدة لوالدة نيك ،ثم اخذت تنظر بحيرة الى نيك وهو يمعن النظر في الجنل والبطاقات المعروضة ليختار اخيرا واحدة عاطفية جدا .وعند خروجهما من المتجر قال يفسر تصرفه :انها تولي الكلمات اهمية بالغة ،وهي تحتفظ بافضل البطاقات التي صنعناها بانفسنا عندما كنا اولاد .

ابتسمت كوري وتمتمت مستحسنة ،لكن كلماته المتها .انها تدفع اي ثمن لتظفر بام كهذه .

لم تسمح له بان يتصل بامه قبل خروجهما من المنزل لكي يسالها عما تريد ،قائلة بحزم :انها تحب المفاجات ككل النسوة ..

وها هما الان وبعد ساعة فقط ،يشتريان كرسيا من طراز لويس الخامس عشر مع مسند للقدمين ،منجدا بقماش تبني اللون .واكد نيك ان امه ستجن فرحا بالكرسي ،وقد دفع مبلغا كبيرا للمتجر لكي يشحنوه في اسرع وقت ..

-منذ سنوات وهي تتحدث عن كرسي كهذا لغرفة نومها .ستحبه كثيرا .صدقيني

كانت كوري سعيدة لان الكرسي ستشكل مفاجاة على الاقل…

ابحث عن قلبي!!!روايات احلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن