{ خطوة حاسّمة } - 2.

9K 490 464
                                    

كنتُ ابتاع الملابس، واشتري هذا وذاك. على انني مُتأكدة ان اغلبها سوف تكون جثة هامدة في خزانتي،الا انها اعجبتني في الوقت الراهن.

انتهيت من كُل شيء وخرجت خارج المُجمع، مُتجهة الى منزلي. انا حقاً خائفة من الذي سيفعلة ابي مستقبلاً عندما يعلم بخطوتي وقراري المجنون. هو لن يرضى البته ولكن حقاً سئمتُ من كوني هكذا! مدللة وانا في وضح دخول السادس والعشرُون.

سمعت رنين هاتفي يعلو، رأيتُ اسم ساڤيلا يترأس على شاشة هاتفي. انها صديقتي الجديده التي تعرفتُ عليها قبل شهران ربما، اجبتُ بسرعة والابتساة تعلو على شفتاي. انها ترُوقني

" مرحباً ايتها المدللة ،ما آخر الاخبار ؟ " هي سألت وانا تأففت، حقاً اعتبر كلمة مدللة شيء ذميم.. تجاهلتُ ما قالت واجبت " كنت اتبضع ساڤ، وانتِ؟ "

" في الحقيقة انا لتوي إنتهيت من التبرُج وسوف اتجه الى احدى الحفلات الغنائية، تعالي معيّ " قالت وانا تقززت سيكون هذا الحفل الغنائي مليئ " لا استطيع،لدي خُطط مع والدي الليله " تمتمت لي بإوه، وبدأت تتحدث عن اشياءها السخيفة. ونُكاتها المضحكة

ترجلتُ من سيارتي متجهة إلى المنزل، اتمنى ان لا يراني ابي.. لأنهُ سيسألني الكثير من الاسئلة وكأنني طفلة في العاشرة من عُمرها.

زفرت بإرتياح عندما لم ارى والدي في الارجاء، شققت طريقاً الى غرفتي.. وبدأت بترتيب الاشياء والغناء في آنٍ واحد، حينها في تلك اللحظة كنتُ اقوم بتوضيب حقيبتي.

اريد الذهاب،لا استطيع ان اتحمل اياماً اخرى هنا. انا اشعرُ بالقرف والملل حقاً في هذه الحياة، صحيح ان العالمين جميعاً تتمنى كونها اغنياء ولديها اموالاً طائلة،ولن اكذب ابداً ان قلت اني اكره المال.

ولكن كل هذا الثراء يبني حاجزاً من فولاذ، يصُدني عن رؤية العالم بشكلٍ قريب. لهذا انا سأتحرر سأنجو بنفسي قبل ان اُختل.

كُنت غارقة في البحث عن اشيائي في احدى الادراج،حتى وجدت صورة لوالدتي. انا بالفعل لا اعلم ماهي مشاعري نحوها! الخذلان والخيبة ربما، بل كثيراً..

جزءُ صغير في يخبرني بواقع الامر واني احبها،كل ما اعلمة في هذه الحياة وكلما حاولت ان اكون شيء رائعاً،اتذكر اني غلطة في حياة الاثنان.

حسناً،امي كانت على الارجحّ عاهره، في الخامسة عشرة من عُمرها.. كانت مترنحة في الملهى اللعين! كانت لاتزال تحت السن القانوني،لذا سحبت ابي في احدى السراديب الملعونة(الغرف) وقامت بفعلتها،كان ابي راضياً الى حدٍ ما.ولكن عندما علم بحمل اُمي صعب عليه الامر! وامي حاولت مرات عديدة اجهاضي،ومن دُون جدوى

لذا قد تزوجها ابي،في سنٍ صغيره.. وانجباني في ذاك الوقت كان ابي في الثامنة عشره من عُمرة،بينما والدتي لاتزال في وسط الخامسة عشره،قصة بائسه.

سراط النار | Srat fireحيث تعيش القصص. اكتشف الآن