PART : 2

8.6K 430 20
                                    

-
- بعيدَيْن أكثر فـَأكثر
-
اكتمل الزفاف ، ليذهب الزوجان السعيدان -أو كما يعتقد الجميع- نحو منزلهم الخاص
منذ دخولّهم للمنزل ، صرّح بيكهيون بشدة كرهه لها ! لكن ليس الأمر و كأن سارا ستتركه كما يريد
فهي واقعة بحبه منذ ان كانا بالمرحلة الثانوية ، و غير انها تريد تغيير حياتها المُهْمَل من قِبل والديها
تريد ان تشعر باهتمام شخصا لها ، فلم يكن الخيار امامها سوى الارتباط بـبيكهيون
-
بدأت سارا بتنفيذ خططها العشوائية من اول يوم لهم ! و لكن جميعها باءت بالفشل ، ليس مجرد فشل بل فشل ذريع
بداية من محاولة التقرب منه عن طريق إغرائه ، إلى تقديم الحلوى بعد وجبة العشاء
و في كل مرة تجعل من بيكهيون يجّن جنونه ! و لكن هذه المرة مختلفة ! فعنادها لبيكهيون ، و التظاهر بالغضب جعلها تسقِط رف الكتب جرّاء قيامها بقوة من مكانها ، جاعلة من المقعد الخشبي يميل نحو الخلف و يصطدم برفّ الكتب القصير ، الممتلئ بالكتب الذي كان خلفه
سقط الرّف بقوة على الأرض ، و تناثر الكتب بكل مكان ! لتضع سارا يديها على فمها بصدمة و خوف
بالاضافة إلى تجمّد الدم بعروقها ، بعد ان سمعت صوت انكسار شيئ ، لتلتفت لبيكهيون و تراه قد كسر القلم الذي بيده من شدة الغضب !!
-
قام بيكهيون من مكانه دون النطق بحرف واحد "ا..انا لم اقـ-اقصد ذلك" كان يديها يرجفان من الخوف
توجّه نحوها ، لتتراجع هي بالمقابل ، و اصبح الجو في الغرفة سيئا حقا
و مع كل خطوة يتقدمها بيكهيون ، تتراجع سارا خطوة ايضا حتى التصقت بـباب الغرفة و لا مجال للهرب
-
رفع بيكهيون يده ، و لكم الباب بجانب رأسه ، ليجعل الخوف يزداد في قلبها اكثر فأكثر
ليتحدث اخيرا و هو يشدد في كل حرف يقوله "اذا لم تردي العيش في جحيم اسوأ من الجحيم الذي ستعيشين به ! فلا تظهري أمامي"
اومأت بـرأسها ، و قد سرت رعشة خوف بجسدها ، بينما عيناها قد اغرقا بالدموع ، و العرق بدأ يتصبب من جبينها
-
أبعد بيكهيون يده من الباب ، ليغمض عيناه ، و يتنفس ببطء محاولا تهدئة نفسه
فتح عيناه ، ليعيد النظر إليها ، و يتحدث بنبرة حادة "اغربي عن وجهي"
لم تصدق اذنيها عندما اكمل بيكهيون جملته ! لتفتح الباب ، و تخرج مسرعة منه ، متجهة نحو ملجأها الوحيد ..... غرفة نومها
مشى خطوات ليعود نحو الرّف ، و يعيدها مكانها ، و يحمل جميع الكتب التي سقطت و يعيد ترتيبها
و من احدى الكتب ، سقطت صورة من مأسآة بيكهيون النفسية
نظر نحو الصورة ، لتظهر ابتسامة ألم على وجهه ، أعاد الكتاب مكانه على الرف ، ليحمل الصورة و يذهب نحو سريره و يستلقي عليه ، بينما يضع الصورة امام عينيه و يتأمله
-
في الغرفة الأخرى ، بعد ان خرجت من غرفة بيكهيون ، دخلت غرفتها مسرعة و أغلقت الباب خلفها
اتكأت على الباب ، لتضع يدها على قلبها و تتنفس ببطئ
-
[❅ Sara's POV ❅]
هذا ... لم يكن بيكهيون ! من المستحيل ان يكون بيكهيون !! نظراته مخيفة ، مخيفة جدا
لقد بدى الأمر و كأنه يحمل شخصا آخر بداخله ، شخص سيئ جدا ، و ليس بيكهيون الذي اعرفه
-
بحثت سارا عن هاتفها ، لتجده ، و تقوم بالاتصال على والدتها
اتصلت مرة مرتان ثلاث ، حتى قامت بالرّد على المكالمة اخيرا ، لتتحدث سارا بنبرة خائقة"يبـ-يبوسيو"
"ماذا ! ماذا تريدين ؟ انا مشغولة" ردّت السيدة كانغ عليها ، و من الواضح غضبها من نبرة صوتها "ا-اوما انا خائفة ! اريد العودة للمنزل"
"ما الذي تتحدثين عنه فجأة ؟" سألت السيدة بيون لتجيب سارا بسرعة "انه بيكهيون اوما ، انه مخيف حقا ! لا يمكنني البقاء بالمنزل اكثر"
صمتت السيدة كانغ قليلا ، لترد "هل جننت ؟ هذا اليوم الأول وحسب لكما سويا"
اضافت سارا "و لكنك لم تريه قبل قليل ، لقد كان مخيفا"
ما قالته سارا ، جعل من السيدة كانغ تشتاط غضبا "ياا ايتها المجنونة! ابقي معه و تقربي منه ، و لن تنفصلي عنه حتى ننفذ الخطة"
"أية خطـ..." أغلقت السيدة كانغ المكالمة ، لتنظر سارا لشاشة الهاتف بصدمة "لم اتوقع الكثير على اية حال ، و لكن ما الذي تقصده بالخطة ؟"
وضعت الهاتف بجانبها على السرير ، لتستلقي و تضم ركبتيها لصدرها ، بينما تفكر بالكارثة التي هي به الان
-
نعود لغرفة بيكهيون !
وضع بيكهيون الصورة جانبا ، ليحمل هاتفه المحمول ايضا ، و يتصل على احدهم لم تمض ثواني حتى قام بالرّد على المكالمة "سيهوناه؟"
قال بصوت هادئ ، ليصرخ سيهون باذنه "هييوونغ ! لقد مر وقت طويل حقا"
اكمل بيكهيون بجدية "لدي مهمة طويلة لأجلك" تحدث سيهون بنبرة يائسة بعد ان سمع ما قاله بيكهيون "هااه ! هكذا مباشرة دون السؤال عن احوالي بعد الانقطاع طيلة هذه المدة"
" لست متفرغا لذلك" اكمل بيكهيون بنبرة جادّة مجددا ، جاعلا من سيهون يستسلم من مناظرته "ااااه انت متحجّر القلب حقا ، ما هي المهمة ؟"
"هل تعرف تلك المرأة ... كانغ سارا ؟" "اوه اوه ، التي تزوجتها" قالها سيهون لإغاظة بيكهيون ، و قد نجح "ايششش لا تقلها و إلا سأقص لسانك"
"هاهاها هذا اخافني" "ايششش انا جاد" "حسنا حسنا ، ما بها ؟"
تنهد بيكهيون ليخبر سيهون "انا متأكد ان لهذا الزواج هدف سيئ" "اذا ؟"
-
قام بيكهيون من مكانه ، و أغلق باب غرفته بعدما تأكد عدم وجود شخص بالقرب من غرفته "اريد منك ان تراقبها ، و تعرف مع من تتحدث و تتواصل ! بالاضافة الى من تتصل عليه"
تنهد سيهون بغضب ، ليصرخ بـمسمع بيكهيون "هل انت جاااد ؟ كل هذه الأمور"
"أجل ، أوليس هذا عملك ؟" اجاب بهدوء ، ليتنهد سيهون للمرة الثالثة ، و يتحدث و هو يكاد ينفجر غضبا "يااا هيووونغ ! انت تعلم اني اصبحت شخصا مرتبطا !"
"خطيبتك لن تموت اذا لم تقابلها لعدة اشهر" قالها بيكهيون بهدوء و حدة
-
أصبح سيهون هادئا ، و لم يتحدث او ينطق بحرف ، "يبوسيو ، هل ما زلت تسمعني ؟"
قالها بيكهيون ليتأكد انه لم يقطع الاتصال بعد "هل قلت شهور ؟ هل جننت هيونغ ؟ انت تريد قتلي حتما"
"اااه انت مزعج" تذمر بيكهيون من صراخ سيهون ، ليتذمر سيهون بالمقابل من طلب بيكهيون "انا حقا لن اراقبها ! هذا كثير"
"سأعطيك نصف مليون دولار على كل تصرف تفعله" انتظر بيكهيون قليلا ليسمع ردّ سيهون مقابل هذا العرض المغري "انت حقا ! اااه حسنا سأفعلها" "تشهه ، فتى مطيع" أغلق بيكهيون المكالمة ، بعد ان اتفق مع سيهون كل ما يحتاجه
-
عاد بيكهيون ليحمل الصورة مجددا ، بينما يلمسها بلطف بأطراف أصابعه
[❅ Baekhyun's POV ❅]
انا آسف حقا ! لقد أخلفت بوعدي لك ، و لكن قليلا و حسب ، حتى اكتشف سبب هذا الزواج اللعين !
ما ان تظهر الأدلة التي تثبت هوية هذا الزواج ، سأنفصل عنها مباشرة ، دون اية أعذار منها
-
قام من مكانه ، ليذهب نحو الرّف الذي اسقطته سارا مسبقا ، و يخرج نفس الكتاب الذي وقعت منها الصورة ، و يعيدها لها
نظر نحو طبق الحلوى التي احضرته سارا ، و رفع حاجباه بينما ينظر لها
انتهى الأمر بإلقاء الحلوى في سلة المهملات ، و تحضير الخادمات لواحد آخر
-
أتى صباح اليوم التالي ، لتستيقظ سارا على صوت الخادمة "اممم اذهبي" اعطت ظهرها للخادمة ، لتحاول الخادمة إيقاظها مرة اخرى "سيدتي ، انها السابعة بالفعل"
تمتمت بالكثير من الشتائم قبل ان تجلس مكانها ، و تقوم بتعديل ثياب نومها "ايششش ، من يصدق اني تزوجت البارحة ، و سأذهب اليوم للعمل"
أبعدت عنها اللحاف بغضب ، و ذهبت نحو دورة المياة و اغتسلت ، لتخرج بعد ان وضعت القليل من الزينة و بعض المرطبات ، و تذهب نحو غرفة الطعام
-
اخذت نفسا عميقا ، لتتجه نحو طاولة الطعام و تجلس بجانب بيكهيون "أنا آسفـ-" لم تستطع ان تتحدث لأن بيكهيون قاطعها مباشرة "لا تعتذري ، فلا فائدة من ذلك ، بالاضافة لا تتأخري عن العمل"
تحدثت بتردد "لـ-لما لا تأخذني معك ؟" ضيقت عيناها بينما تنتظر اجابته
ترك بيكهيون الملعقة ، ليعقد يداه و يضعه أسفل فكّه بينما ينظر له "هل انتِ بهذا الغباء حتى تسألين عن هذا ؟" نفت سارا برأسها ، ليردف بيكهيون "الاجابة بكل بساطة ، لاني لا اريد امرأة لعينة مثلك تركب معي"
-
اظهر بيكهيون ابتسامة زائفة ، و اختفت بسرعة ، ليكمل طعامه بهدوء ، بينما اتسعت حدقتا سارا و هي تستمع لما يقوله ، لتعض شفتها السفلية ، و تنظر للأسفل
أكمل بيكهيون طعامه ، بينما هي لم تمضغ اللقمة الأولى بعد "لا تتأخري" قالها و هو يبتعد متجها نحو مخرج المنزل
ما ن ابتعد عنها ، ركلت طاولة الطعام بأقوى ما تملك ، لتمسك قدمها بألم بعدها "اااه هذا مؤلم ، بيكهيون الـ٪#٪&&$ ! سأجعلك تطلب المغفرة مني ، ايشششش"
حملت حقيبتها ، لتذهب نحو الخارج ايضا ، و كما يبدو فإن بيكهيون قد غادر مسبقا
اضطرت سارا للذهاب نحو الشارع العام ، لتوقف سيارة اجرة ، و تذهب به نحو الشركة
ظلّت ما يقارب العشر دقائق ، حتى توقفت سيارة اجرة اخيرا ، و ذهبت به نحو الشركة ، شركة -تيانغ-
-
داخل الشركة ، حيث الجميع يعمل بجد هنا و هناك ، و امام بوابة الشركة ، كانت تنتظر وصوله
انها جيون ذو الخمس و عشرين عاما ، سكرتيرة بيكهيون منذ تولّي بيكهيون رئاسة الشركة
وصل بيكهيون لشركة -تيانغ- ، ليعطي المفاتيح للحارس ، و يدخل الشركة لينحني له الجميع
"صباح الخير" تحدثت جيون بينما هي تلاحقه ذاهبا لمكتبه "صباح النور" ردّ بيكهيون عليها بكل بساطة
ليدخل مكتبه ، و تدخل جيون معه ، و تعطه الاوراق التي تحتاج الى توقيعه
"بإمكانك المغادرة" تحدث بينما نظراته مركزة على الأوراق التي أمامه "مبارك على زواجك" قالتها بوضوح ، ليرفع بيكهيون نظره عن الاوراق و ينظر لها بحدة "هلا خرجتي الان ؟" ردّت عليه ، و قد اصبحت متوترة "حسـ-حسنا ، استمحيك عذرا"
خرجت من مكتبه ، لتجلس على مكتبها ، و تعقد يديها عند صدرها "تشهه ، مالذي قلته حتى يتحدث معي هكذا ؟ !"
-
بعد وصول بيكهيون بنصف ساعة ، وصلت سارا اخيرا ، لتذهب نحو مكتبها مباشرة ، و تبدأ عملها
حسنا ! لم تبدأ عملها فعليا ، فجميع زملائها بالقسم اجتمعوا حولها ، فهي أصبحت زوجة الرئيس الآن ، و عليهم ان يعاملوها جيدا اذا ارادوا الترقية
"لما حضرتي اليوم ؟" "ألن تقضيا شهر العسل ؟" "هل هو يعاملك جيدا ؟" "اخبريه عنا ، اننا زملاء جيدون" "صحيح ، افعلي ذلك" "لما لا تـ-"
ضربت سارا مكتبها بنفاذ صبر و وقفت مكانها "هل بإمكانكم التوقف عن السؤال" ابتعد الجميع عنها تدريجيا ، لتجلس مكانها مجددا ، و تسمع احدى زملائها و هو يهمس الى صديقه "لقد اصبحت مغرورة لانها تزوجته ، تشهه يالها من ناكرة"
شدّت سارا قبضتها ، و تنهدت بحزن
[❅ Sara's POV ❅]
مغرورة ؟ و هل تعلمون كيف يتصرف معي حتى تتجرؤوا على قول ذلك ! هه يبدو اني سأتلقى المعاملة السيئة و الكارهة من الجميع ، بداية من والداي ثم بيكهيون و الآن حتى زملائي بالعمل ! مزعج مزعج ، مزعج حقا لدرجة البكاء !!
-
بعد ساعات من العمل ، بدأت تشعر بالملل و الضجر ، و النعاس ايضا
تمددت بقوة حتى كاد اطرافها ينفصل عن جسدها ، و شعرت بأنها يدها اصطدم بشيئ ما
جلست باعتدال لتلتفت .. انها جيون "اا-اه اعتذر ، لم اقصد ذلك"
قامت بميلان رأسها قليلا كاعتذار ، لتعقد جيون يديها و تنظر لها بغضب "أرى ان لديك الوقت لتتمددي هكذا" رفعت سارا حاجباها "اوه هل تعتقدين ذلك ؟"
"تشهه ، عليك العمل بجهد اكثر فانت زوجة الرئيس الان" نظرت لها بطرف عينها ، لتعطيها سارا ظهرها "اممم سأفكر بالأمر"
قامت سارا من مكانها ، و تجنبت جيون .. لتذهب نحو دورات المياه و تغسل وجهها "هه انها متلاعبة"
نظرت سارا لأجزاء وجهها بالمرآة لتهمس بنفسها "انا جميلة حقا ، لما على بيكهيون ان يكرهني ؟ اااه على وجهي ألا يشيخ!"
-
و في طريقها للعودة لمكتبها ، شعرت بالفضول لرؤية ما يفعله بيكهيون
طرقت بابه بخفة و لا يكاد يُسمع صوتها ، فتحت الباب بعد طرقه ، و بيكهيون كما هو في كل مكان
في المنزل يعمل و في العمل يعمل ، و يبدو انه يهتم بالعمل كثيرا
رفع بيكهيون نظره عندما سمع صرير الباب "لابد اني جننت حقا"
هذا ما قالته سارا لنفسها ، بعد ان رأت نظرات بيكهيون لها ...
-

بين جحيم و جحيم || Between hell and hellWhere stories live. Discover now