الفصل الحادي والعشرون

58.1K 4K 523
                                    

#ماركوس:

"لِمَ أشعر وكأنني نسيتُ شيئا مهما؟"
تساءلتُ مع نفسي وأنا أحدق بالفراغ.

هذا الشعور اللعين يرافقني طوال شهر لكنني لم أجد سببه! ليس وكأنني بحثتُ عنه أصلا، فهناك صاحبة شعر أحمر مميزة تشغل بالي طول الوقت.

نظرتُ إليها مستلقية على السرير فغمرتني سعادة عظمى، أخيرا لديّ فتاة ملكي أنا فقط.

لكن رغم هذا ينقصني شيء ما، أو شخص ما، ولا أستطيع التذكر البتة.

"جرو ظريف مزعج"
تكلم صوت مألوف بعيد في رأسي، أنا أعرفه حقا لكنني لم أجد له وجها.

"لِم استيقظتَ باكرا حبيبي؟"
التفّت ذراعاها حولي فنسيتُ كل ما كنت أفكر فيه وركّزتُ عليها.

"لديّ اجتماع مع والدكِ بعد نصف ساعة"
أجبتُها مداعبا تلك الخصلات المشتعلة بسبب انعكاس الشمس عليها.

"لستَ مجبرا على الذهاب، بإمكانك البقاء معي..."
همستْ واقتربتْ مني فأغمضتُ عينيّ مستعدا لتقبيلها، لكن تلك القبلة لم تأتي.

"ستكونين نهايتي سيلين!"
فتحتُ عينيّ لأجدها بعيدة عني وتضحك عليّ.

سحبتُها إليّ بسرعة وجعلتُها تجلس في حضني ثم قبّلتها رغما عنها.

"غشاش!"
أمسكتُ بيدها الصغيرة قبل أن تصفع كتفي وأحكمتُ عليها قبضتي.

"لم لا تكونين فتاة جيدة وتجهزين لي ملابس اليوم ثم تنضمين إليّ في الحمام؟"
اقترحتُ وحركتُ حاجبيّ بشقاوة فضحكتْ عليّ أكثر.

"نعم للجزء الأول ولا للثاني. والدي ليس رجلا صبورا"
دفعتْني لأستلقي على السرير وذهبتْ للخزانة.

اختفاؤها عن نظري سمح لعقلي بالعبث معي وإظهار صور متتالية لفتاة بشعر بنيّ قصير وعينين عسلتين لامعتين، ملامح مألوفة للغاية تُشعِرُني بالسعادة بمجرّد تخيّلِها.

"هذه ملابسك"
ومجددا زالت كل تلك الأفكار بلمسة من سيلين.

لم أعِر الأمر اهتمام ودخلت الحمام لأستعد لهذا الاجتماع. ماذا يُريد الألفا مارسيل هذه المرة يا تُرى؟

بعد أن انتهيتُ وجدتُ سيلين جاهزة في انتظاري. أمسكتُ بيدها وتركتُها تقودني إلى مكتب والدها.

تبادلَت معه نظرات غريبة عند دخولِنا. لا يُشبهان بعضهما كثيرا، ربما أخذت من جمال أمّها أكثر.

"الألفا سانييتي دعانا إلى زفاف ابنه، لِم لا تذهبُ أنت وابنتي بدلا عني بما أنك ستخلِفني يوما ما؟"
اقترح مارسيل من وراء مكتبه.

"أكيد، أبي! تبدو فكرة جيدة، أليس كذلك ماركوس؟"
قفزت سِيلين بسعادة وانتظرت ردّي يتعابير بريئة.

"نعم، أنا موافق"
كيف يمكنني مقاومتها؟ لم يكن هناك داعٍ لمجيئي أصلا، سأوافق على كل ما تطلبه مني بأي حال.

*******************

#سامانثا:

نزلتُ السلالم بسرعة وزاك معلق برقبتي بينما كودي يتشبث بظهري بقوة. وُجهتي كانت المطبخ فقد كنت أتضور جوعا.

أخفضتُ الصغيرين في حضن أمي وجوليا اللتين كانتا تحتسيان الشاي بهدوء، وفتحتُ الثلاجة لأُحضّر شطيرة ما.

"أنتِ جيدة جدا في التعامل مع الأطفال"
علّقت جوليا بإبتسامة ونظرة جانبيّة لصديقتِها.

"نعم، ستكون أُمّا جيدة لأحفادي. متى سيصِلون؟"
أضافت أمي بتعابير حالِمة ويدُها على خدّها.

كُنتُ قد أخذتُ قضمة عندما قالت ذلك فكِدتُ أختنق من الصدمة.

"ألا يجب أن تخططا لزفافي أولا قبل الحديث عن الأحفاد؟!"
سارعتُ لشُرب كوب من الماء ليُنزِل الأكل الذي علِق في حلقي.

"نحن في انتظار كاثرين حتى نبدأ، يحِق لنا التخيّل في هذه الأثناء"
ردّت أمي مداعِبة كودي الذي في حضنها.

"لا، لا يحِقّ لكما..."
تمتمتُ وغطّيتُ فمي، أشعر بالغثيان فجأة ومعدتي تؤلمني.

ركضتُ إلى الحمام وتقيأتُ القضمة الوحيدة التي أكلتُها لكن الدوار لم يفارِقني. وكدتُ أقعُ عند خروجي لولا الذراعين التي التفّتا حولي للإمساك بي.

"ما الخطب؟! هل أتّصل بطبيب القطيع؟!"
نبرة جوش المتوترة جدا كانت طريفة بعض الشيء.

"لا، أنا بخير فقط دوار بسيط"
ارتخيتُ عليه مُستمتعة بدفئه وكُنت سأغفو لولا إحساسي بحماس ذئبه المفاجئ.

"لنذهب إلى الطبيب..."
تحدّث بإبتسامة ويده على بطني كما لو أنه يُداعب جروا.

جوشوا | JOSHUAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن