الفصل الرابع عشر

67.2K 5K 787
                                    

#جوشوا:

لم أحتمل رؤيتها على تلك الحالة، خاصة أنني من تسبب بذلك، وصراخ الجرو اللعين بي زاد الطين بلة كذلك.

هربتُ من المنزل إلى الغابة المجاورة وتركتُ العنان للوحش بداخلي، بدأتُ أركض دون وجهة محددة لأنفّس عن غضبي على نفسي بأفضل طريقة أعرفها.

وصلتُ إلى جرف عالٍ فوقفتُ على الحافة أفكر في القفز وإنهاء حياتي البائسة بسهولة، بدل ذلك أطلقتُ عواءً عكس كل الألم والغضب الذي شعرت به.

أخطأتُ وتركتُ الجرو اللعين يسيطر على جسدي، أعادني إلى منزلي وصعِد إلى الغرفة الإضافية التي أعطاها والداي لـ... لها.

وجدتُ شقيقيّ نائمين على جانبيّ سريرها، زمجر اللعين عليهما فاستيقظا مرتعبين وخرجا من الغرفة. أجبرني على التحول إلى هيئتي البشرية لكنه تحكّم فيّ خلالها أيضا.

أوصد الباب بإحكام وتقدم من السرير ببطئ كما يتربص بفريسته، زحف فوقها بحيث صارت يداي على جانبيّ وجهها الملائكيّ، مسح خصلة من شعرها وجعلها خلف أذنها ثم نظر إليها مطوّلا.

لاحظتُ قطرات من الماء تسقط عليها، دموع...؟ الذئب الشرس يبكي؟! هذا أمر مفاجئ حتى بالنسبة لي.

استسلمتُ في محاولة مقاومته وتركتُ له السيطرة الكاملة على جسدينا، شعرتُ بمدى حزنه وندمه على أفعالي وأيضا كآبة خانقة لكن مصدرها لم يكن منّا، بل من...سامنثا؟

كيف يعقل هذا؟ كيف يمكنها أن تكون مكتئبة وهي في غيبوبة هكذا؟

ثم أدركتُ الحقيقة متأخرا. سامنثا مستذئبة أيضا! أو نصف مستذئبة على الأقل...

إلتهيتُ بأفكاري فلم ألحظ أنه انحنى ليقبّلها إلا عندما شعرت بتلك الشرارات على شفتيّ، غمرتني سعادة كبيرة لا توصف، شعرتُ أنني مكتمل وكأن الكون مثاليّ لا خطأ ولا عيب فيه أبدا...

استيقظتْ وبادلتني القبلة بنفس الحماس، ثم فتحت عينيها فرأيتُ أن لونهما صار ذهبيّا لا بنيّا كعادتهما. لكن هذا لم يمنع الجرو من تقبيلها من جديد ثم التحرك إلى عنقها بخفة.

أرجعتْ هي رأسها للخلف فغرز أنيابه أين يلتقي كتفها بعنقها ليترك علامته المميزة عليها وحتى لا يجرؤ أي ذكر آخر على الاقتراب منها.

"جوش!!"
أفسدَ صراخ أبي سحر اللحظة فزمجرتُ عليه.

"أنا لم أربّيك على هذا، كيف تجرؤ على عدم أخذ إذنها؟"
تكلمتْ أمي وخيبة الأمل واضحة في صوتها.

"إنها مِلكي"
لم يكن صوتي الذي ردّ عليها، فلقد أغضبَ كلاهما ذئبي من جديد.

"طفح الكيل من أفعالك يا فتى! ستذهب إلى منزل خالك وتُمضي الصيف هناك لعلّك تتعلم بعض الأخلاق"
صاح والدي وخرج مزمجرا فتبعَته والدتي العزيزة.

جوشوا | JOSHUAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن