الفصل العاشر

72.6K 5.4K 876
                                    

#جوشوا:

"إذا ما الذي أتى بك لمنزلي؟"
ارتميتُ على سرير جايك وحاولتُ تجاهل الألم في كتفي،ّ لا شك أن اللعين يلمس ما يجب أن يكون مِلكي.

"الملل"
أجبته وأنا أحدق بالسقف.

"نعم نعم، صدقتك حقا. ما هو السبب الحقيقي؟"
جلس على الأريكة الصغيرة وانتظر ردي.

"سامنثا لانكاستر"
قولُ اسمها بصوت عالٍ كان غير مألوف بالنسبة لي، لم أعتد عليه.

"اه، بالطبع. كيف يمكنني أن أنسى الفتاة المسكينة التي تعذبها فقط لأنك لا تستطيع إبقاءه في سروالك"
لمحتُ غضبا في نبرة صوته لكنني تجاهلته وألقيت اللوم على مخيلتي.

"ليس الأمر كذلك!! أنا لا أريد فتاة بشرية ضعيفة فقط. كما أنها تكرهني"
رميتُ عليه وسادة ثم غطيت رأسي بواحدة أخرى.

"نبرة صوتك توحي أنك تريدها"
ضربته بالوسادة الأخرى وعدلت من جلستي بحيث صرتُ مقابلا له.

"أتيت إلى هنا لأريح أعصابي لا حتى تحرقها لي!!"
زمجرتُ عليه محذرا.

"أنا فقط أقول الحقيقة التي تخاف من أن تعترف بها"
أجابني بتحاذق.

"لا، بل أنت فقط غبيّ"
استلقيتُ من جديد على ظهري وأغمضت عينيّ.

"لو كان الوضع مختلفا، لو كانت سام واحدة منّا، ماذا كنت لتفعل؟"
لاإراديا، بدأتُ أتخيل كل المواقف المثالية معها.

"سأضمها إلى صدري ولن أدعها تغيب عن نظري أبدا، سأعمل كل يوم من حياتي لأجعلها سعيدة، سأحقق لها جميع رغباتها وأحبها إلى أن تفنى روحي... تبا صرت أتكلم كالفتيات!"
ضربتُ كف يدي على جبيني وتوقفت قبل أن أحرج نفسي أكثر.

"كم هذا لطيف.."
كدت أصدقه لولا النظرة الساخرة التي رمقني بها.

"لو لم تكن البيتا المستقبليّ لعلّقت رأسك في غرفتي"
هددته منهزما.

"أنا شكور لتلك النعمة لكن بجدية قليلا، ما الذي يمنعك من فعل كل ذلك؟ إنها الفتاة الوحيدة التي ستحبها أبدا وتحضى بفرصة السعادة الحقيقية معها، لو ضيعتها ستعيش أبدية من الوحدة والتعاسة"
تكلّم بصوت جديّ ففاجأني لوهلة.

"تقاليد، نقاوة السلالة... ذلك النوع من الهراء"
رديت عليه بملل ثم قمت من مكاني.

"إلى أين؟""
سألني قبل أن أفتح الباب.

"هذا الحديث أصابني بالإكتئاب، سأعود إلى منزلي"
لوحت له وخرجت من غرفته بخطوات متثاقلة.

"لا تضيّع فرصتك مهما كان!!"
صرخ حين وصلت للباب الأمامي؛ لم أرد عليه وأكملت سيري.

بعد بضعة دقائق وصلت إلى وجهتي، كان المكان هادئا ولولا سمعي الحاد لما سمعت الهمس القادم من غرفة التوأمين.

جوشوا | JOSHUAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن