آنـــــــٌت آنآ آنآ آنـــــــٌت

PART 2

الكاتبة: جمجم.. ✍🏻📜

🍒 أهلًا بكرزاتي الجديدة! 🍒
سعدت بوجودكم بين سطوري، فلا تبخلوا بتعليقاتكم التي تضيء الحروف
استعدوا… فالقصة على وشك أن تبدأ،  🍒 ولن تكون عادية أبدًا! 🍒

كانت هيلين تسير عائدةً إلى المنزل ببطءٍ يشي بثقلٍ يثقل روحها أكثر مما يثقل خطواتها. كان الهواء البارد يصفع وجنتيها، ولكنّ البرد لم يكن أقسى من البرودة التي شعرت بها في صدرها. دخلت المنزل الصامت، ذلك المكان الذي لم يعد يشعرها بالأمان، ثم صعدت الدرج كمن يحمل على كتفيه جبلاً، ودخلت غرفتها الصغيرة وأغلقت الباب خلفها بهدوء.

جلست على السرير، يداها تتشابكان بانفعالٍ لا تستطيع التحكم فيه. زفرت زفرة طويلة، ثم مدت يدها نحو حقيبتها وأخرجت الحاسوب المحمول ووضعته على فخذيها. فتحت الغطاء،

وبأصابع مرتجفة بدأت تكتب في محرك البحث:
"أجمل بلدان يمكن العيش فيها…"

انهمرت النتائج أمامها، لكنها لم تشعر بأي انجذاب لأي بلد حتى ظهر أمامها اسم:
"لندن – United Kingdom"

ضغطت عليه بلا تفكير. ظهرت الصور: شوارع مضاءة بالمطر، جسر تاور، نوافذ المقاهي الدافئة، السماء الرمادية التي تليق بالقلوب المتعبة… ظلت تحدّق كأنها فقدت القدرة على النظر لأي شيء آخر.

همست بصوتٍ بالكاد تسمعه نفسها:
> "يا لَجمال هذا المكان… ربما… ربما أستطيع أن أبدأ من جديد."

رفعت يدها ولمست الصورة المعروضة على الشاشة وكأنها تريد عبورها. كانت تلك اللحظة أول مرة منذ فترة طويلة تشعر فيها بأن هناك ضوءًا صغيرًا يلوح في آخر نفقها الطويل.

اختمرت فكرة السفر في ذهنها. أغلقت عينيها لثوانٍ، ثم فتحتهما بعزم لم تعرف من أين جاء. ضغطت على خيار حجز تذكرة. ملأت البيانات،

دفعت المبلغ دون أن تعطي نفسها فرصة للتراجع. وقالت:
> "سأسافر… نعم… سأذهب بعيدًا عن كل شيء."

أغلقت الحاسوب ببطء، ثم نهضت وخرجت من المنزل وهي تشعر بأن الهواء صار خفيفًا فجأة، وكأن شيئًا واحدًا فقط يشدّها إلى هنا… اسمه جيمين.

كانت تمشي في الطريق الطويل المؤدي إلى وسط المدينة، حين اهتزّ هاتفها بين يديها. فتحت شاشة الرسائل،

لتجد رسالة من هانا:
"كيف حالكِ يا عزيزتي؟"

وقفت هيلين للحظة، تنفست بعمق، ثم كتبت:
"بخير… وماذا عنكِ؟"

بعد لحظات جاءت الإجابة:
"أحاول أن أُصلح مزاجي منذ الصباح. أخبريني… هل اعترفتِ له؟ هل قلتِ لأميركِ ما تشعرين به؟"