✨part "2" ✨

15 8 3
                                        



خرجت أني من الفندق بخطوات ثابتة، كان المطر قد توقف للتو، وقطراته العالقة على زجاج سيارتها السوداء تعكس أضواء الشارع كنجوم مبعثرة على سطح مظلم.

جلست خلف المقود للحظة قبل أن تتذكر أنها لم ترغب بالقيادة هذه الليلة، فأخرجت هاتفها ووضعته بجانبها، وما لبث أن انطلق رنينه.
.


نظرت إلى الشاشة، كان اسم "MAMI" يضيء بحروف روسية دافئة. أجابت بصوت متماسك رغم تعب الساعات الماضية.

– أمي…

جاءها صوت والدتها محملاً بالحنان والقلق:

– آنيا! هل عدتِ إلى موسكو. هل كل شيء بخير يا ابنتي؟

ابتسمت ابتسامة قصيرة لم تصل إلى عينيها وقالت:


– نعم، وصلت منذ ساعة. المدينة كما عهدتها، باردة صامتة، لكنها على الأقل تستقبلني كأني لم أغادرها قط.


– تبدين مرهقة، هل تناولت طعامك؟

– لاحقاً يا أمي، عندي بعض الترتيبات هذه الليلة.

– كنت أتمنى لو تأتين غداً الى نوڤوسيبرسيك .

سكتت أني لبرهة، ثم قالت بصوت هادئ:

– سأزوركم غداً، أعدك بذلك. فقط دعيني أنهي ما لدي أولاً.

– لا تغيبي طويلاً، فأنت لست وحدك مهما اعتقدت.

– بل أنا دائماً وحدي يا أمي، لكن لا تقلقي.
.

.
.
.

أنهت المكالمة وأغمضت عينيها لثوانٍ، ثم أعادت الهاتف إلى حقيبتها الجلدية السوداء، وأدارت المحرك فانطلقت السيارة كوحش أسود في ليل موسكو.

توقفت بعد عشر دقائق أمام مجمع تجاري ضخم يلمع كقصر زجاجي، فدخلته دون تردد. الأضواء الذهبية انعكست على بشرتها، والأرضية الرخامية صدى لخطواتها الهادئة.


في البوتيك الأول، لفت نظرها فستان أزرق طويل من دار فالنتينو، مصنوع من حرير فاخر وتطريزات فضية دقيقة تشبه خيوط القمر، كان ثمنه مكتوباً على بطاقة صغيرة:

"Seven thousand two hundred dollars"

لم تتردد، اكتفت بأن أشارت إلى البائعة قائلة:

MEMORY Where stories live. Discover now