خلف الانظار

البارت الثالث عشر

وبعد رحلة تسوق متعبه وفى الساعة السادسه جلست مارى و شيزوكا فى احدى المطاعم الملحقه بالمركز التجارى ثم استأذنت من مارى لتذهب الى دورة المياة
.....: هل يمكننى الجلوس
رفعت مارى نظرها لتستطيع تمييز من يتحدث اليها فاعترت اثار الدهشه وجهها : انت ماذا تفعل هنا الم اقل لك ان لا تعود اننى لا اريد رؤيتك مجددا
نيكولاس : رجاء مارى فقط لنتحدث للمرة الاخيرة فقط
بدات ملامح الغضب تكسو وجه مارى ثم قالت: من تحسب نفسك لتنادينى باسمى هكذا بكل بساطه ثم ان لم تتوقف عن مضايقتى فساتصل بالشرطه لذا ابتعد
نيكولاس: رجاء ...فقط اخر مرة تستمعين فيها الى ثم ساذهب ولن اعود فبعد كل شئ لقد اخذت اجازة مدة ثلاثة اشهر فقط من عملى ولم يتبقى لى الكثير منها لذا رجاء استمعى الى
مارى : اذهب من هنا اننى برفقة شخص الان
نيكولاس : اعلم و هى لم تمانع التاخر قليلا فى دورة المياه
مارى : ماذا 
نيكولاس : اذا اتسمحين لى بالجلوس
كتفت مارى يديها على صدرها واشاحت وجهها الى الناحية الاخرى قائلة فى غضب: لا باس ما دمت ستذهب سريعا من هنا
نيكولاس : شكرا لتفهمك
مارى : اذا ؟
نيكولاس : كما تعلمين كانت جدتى وعمى هما من المعترضان على زواج عمى وزوجته وقد حرضا بقية العائلة على هذا
مارى باستهزاء: اوه حقا انا لم اكن اعلم
اكمل نيكولاس حديثه دون التعليق على ما قالته قائلا: والان ان جدتى مريضة جدا وشارفت حياتها على الانتهاء اما عمى فقد اصيب فى حادث سيارة ولم يعد يستطيع السير وفقد احدى عينيه وذهب ليكمل حياته مع زوجته وابنيهما فى مكان بعيد عن ضوضاء المدينه ووالدى هو المرشح كوريث لادارة الشركة الان وهو يرغب حقا فى ان تعودى للعيش فى منزلك
مارى بغضب : الان هو منزلى اليس كذلك اين كان هذا المنزل عندما قتلت والدتى وشردت فى الشوارع واضطررت لترك الدراسه والعمل فى سن الثالثة عشر من عمرى ها اين كان ؟ اجبنى؟
نيكولاس : بشأن والدتك اننى متأسف حقا وقد شرحت لك ظروف ما مررنا به
اشتد غضب مارى وبدا صوتها يعلو : متاسف ؟ حقا ؟ وماذا ساجنى انا من اسفك ؟ هل سيعيد اسفك جدتى ووالدتى الى الحياة ؟ ام سيعوضنى عمرى الضائع ها ؟ ان كل ما تقوله مجرد كذب اذا ماذا تريدون منى هل تريدون ان تستدروجنى الى المنزل لتقتلونى كما فعلتم بوالدتى وجدتى
نيكولاس: يكفى لا تلقى بالكلمات فقط بهذه الطريقه هل تدركين حتى ما قلته للتو ؟
بدات دموع مارى فى الانهمار وقالت بيأس: نعم انتم من قتلتم عائلتى فى ذاك اليوم عندما عدت من المدرسه رايت الباب الخلفى للمنزل مفتوحا ورايت الرجل ذو البدلة السوداء الذي كان دائما ما يرافق العجوز يركب سيارته ويهرب تمنيت..... تمنيت حينها لو امتلك مسدسا لانهى حياته قبل ان اراه يهرب تاركا خلفه هذه الجريمة البشعه انا لن اسكت عن حقى وحق عائلتى..... لن يكون موت والدتى وجدتى كموت البهائم مستحيل لقد اغلقت القضيه دون ان يبدأو التحقيق بها حتى
اخرج نيكولاس من جيبه منديلا واعطاه لمارى وبدات مارى تجفف دموعها به بينما قال نيكولاس: اسف لم اكن ادرك هذا لكن صدقينى ان اتيتى معى فأؤكد لك اننى لن ادع هذا الامر يمر بسلام وساعيد فتح هذه القضيه وتدلين بشهادتك عن هذا الرجل ولن ارضى باغلاق ملف هذه القضيه الا عندما يكون رأس المجرم مثقوبا برصاصة فى المحكمة امام جميع الناس
مارى : مستحيل لقد مر على هذه القضية زمن مستحيل ان يقوموا بفتح هذا الملف ثانية
نيكولاس: ليس مستحيلا المال يفعل كل شئ
مارى: اصمت لست مستعده لانفاق كل مالى على نتيجة مشكوكة
نيكولاس : لا تقلقى بهذا الشأن انت ابنة الوريث السابق ولديك جزء كبير من المال من نصيبك
بدت على مارى اثار الدهشه : ح....حقا ؟
نيكولاس : اجل فقط تعالى معى وكل شئ سوف يحل
مارى : سوف افكر لست متاكدة بعد
نيكولاس : حسنا ان شيزوكا قادمة الان الى اللقاء نلتقى فيما بعد
مارى: ولكن كيف يعرف اسمها
وصلت شيزوكا وجلست مقابلة لمارى
مارى : ولكن كيف كيف يعرف نيكو..
فى نفس اللحظه التى قالت فيها شيزوكا: هل غادر نيكولاس
خرجت كل القهوه من فم مارى وقالت: مااذا
شيزوكا: ما الامر مارى ؟
مارى : كيف تعرفينه
شيزوكا: الم يخبرك لقد دبرنا هذا اللقاء معا
مارى : ايتها ال.... كيف تفعلين هذا وانا من كنت اثق بك
شيزوكا: هاى مارى هدئى من روعك انا اسفه
مارى: شيزوكاااا
شيزوكا : ه ..هه .ه
بعد ساعه كانت شيزوكا ومارى قد وصلتا للمنزل وكانت ميلا غير موجوده لذا ادركتا انها لازالت مع صديقتها ونامت الاثنتان ولم تستيقظا الا فى صباح اليوم التالى
بعد الافطار رن هاتف شيزوكا فتوجهت الى غرفتها لتتحدث حيث كان المتحدث هو نيكولاس
نيكولاس : مرحبا
شيزوكا: اهلا كيف حالك نيكولاس
نيكولاس: انا بخير ...فى الحقيقه اردت فقط ان اشكرك على ما فعلته
شيزوكا:  هذا لا شئ حقا ، انا اسفه لاننى تاخرت عن الموعد ساعتين كاملتين لقد كان من الصعب اقناع مارى بترك التسوق لتناول لغداء
نيكولاس:  لا مشكله فى الحقيقه لقد وصلت متاخرا لذا لقد ناسبنى الوضع
شيزوكا: جيد .... اذا كيف كان رد مارى
نيكولاس: مبدايا يبدو انها وافقت وهذا شئ جيد
شيزوكا: اجل اتمنى لها السعاده اذا متى ستاخذها ؟
نيكولاس: غالبا فى الاسبوع القادم
شيزوكا: القادم ؟ الا يمكنك تاخير الامر قليلا
نيكولاس: اسف لا استطيع لقد شارفت اجازتى على الانتهاء يجب ان اكون فى باريس نهاية الاسبوع القادم هل هناك شئ؟
شيزوكا:  لا انه لا شئ حقا الى اللقاء الان
نيكولاس: اجل وداعا

*لا اريد لمارى ان تذهب بتلك السرعه كما اننى اردتها ان تذهب معنا الى الشاطئ* ثم بدات دموع شيزوكا بالتساقط واحده تلو الاخرى