Part 9

453 40 6
                                    

في هذه الحلقة سوف نتحدث قليلا عما يحدث في المدينة، بعيدا عن أحداث زين ورمزي وأكرم، وفي نهاية الحلقة ستدخل شخصيات جديدة.

لا تنسوا التصويت لهذه الحلقة في نهايتها، وللحلقات الماضية أيضا.. رجاءا.. فهذا لا يأخذ وقت أبدا، على عكس الجهد الذي أبذله في الكتابة... وقراءة ممتعة.

***

توقفت حركة شوارع المدينة كلها تماما.. رغم أنها لم تخلا من البشر.. وبالعكس كانت مكتظة اكتظاظا لم تشهده من قبل.

كان جميع المدنيين يقفون منصفين في صفوف مستقيمة متراصة مشكلين بذلك طرق واسعة وممتدة من بداية المدينة لنهايتها.

وعربة واحدة.. واحدة فقط كانت لها حرية السير.. تسير ببطئ وسط الصفوف البشرية.. ليراها الجميع.. بل ليروا من بداخلها!.. لقد كان ذلك الطاغي الذي لا نعرف له اسم حتى الآن.. هو ذلك الشخص الذي استعبد البشر وسيطر على المدينة.. وهو مخلوق من جنس زين.

لم يكن ذلك فقط.. لم يكن هذا الرجل وحيدا مع بعض من حراسه.. بل كان قد مد سيطرته على جيش البلد والشرطة أصبحوا يعملوا لديه.

خلف كل خمسين مواطن يقف جندي واحد مسؤول عن تنظيمهم في صفوفهم.. وإن لم يطيعوا فعليه أن يقتلهم بلا تردد.. فكانوا المواطنين يمسكون أعصابهم حتى لا يصيبهم ما أصاب من قبلهم بالنار الزرقاء.. وكأنهم عرفوا من يكون هذا الشخص نوعا ما.

وليس فقط هم من عرفوا.. فحتى رجال الجيش والشرطة استسلموا له رغم كل ما يملكونه من أسلحة وعتاد.

وبينما كان يمر في إحدى هذه الصفوف وهو يلقي خطابه المتكرر الممل الكاذب.. حينها في هذا الصف بالتحديد لم تتمكن إحدى المواطنات من إمساك أعصابها.. فتقدمت نحو العربية التي تحمل ذلك المجرم وجن جنونها وفرطت بالبكاء على ابنها الذي لم تعد تجده في وسط جو الفوضى الذي كان سائد للتو.. وأصبحت تكرر: "ا.ب.ن.ي. اب.ني ابني".

هذا الموقف أغاظ كثيرا الفضائي البغيض وهو ينظر إليها.. أولا بالنسبة له فقد أحدثت فوضى في صفوفه.. ثانيا، قاطعت حديثه.. وثالثا، تتجرأ أن تكن هذه المشاعر القوية لشخص ما.. وهذه جريمة بالنسبة له.. فكيف للمجرمين الذين قتلوا ابنه وزوجته وأبويه وإخوته وأصدقائه وجميع زملائه ومعارفه بل جميع من من كوكبه قتلوهم كلهم دون أدنى شفقة.
كيف لهم الآن أن يعرفوا ما تعني المشاعر؟! فبالنسبة له هذا ذنب لا يغتفر.

فنظر إلى الجندي من الجيش المسؤول عن هذا الصف والذي كان يمسك بالامرأة ويطلب منها بلطف أن تعود إلى مكانها.. فلبت طلبه وعادت... لكن ذلك الشرير لم يقبل بهذا وأمره قائلا: "اقتلها" .

فرفع الجندي ناظره إليه وأضاف: "كل شيء على ما يرام يا سيدي.. لا داعي لأن نقف أكثر على هذا الأمر البسيط".

فأعاد طلبه مرة ثانية لكن هذا المرة بأشد غضب: "قلت لك اقتلها".

-سيدي.. لا تلومها.. إنها لم تتقصد إزعاجك.. أنت تعرف جيدا قلب الأم كيف يكون.

Galactic Conquestحيث تعيش القصص. اكتشف الآن