Part 1

5.5K 191 29
                                    

كانت الساعة الثالثة عصرا في وسط أيام الشتاء.. عندما ظهر خطر على البشرية لم يكن في الحسبان.

ليس كأي خطر واجهه الإنسان منذ التاريخ القديم حتى الآن... خطر لم يظهر له مثيل من قبل ولن يكون.

هبط الصاروخ في قاعدته على سطح كوكب الأرض عائدا من جولته الاستكشافية في الفضاء الخارجي.. خرج جميع الموظفون في الشركة لاستقبال أولائك الأبطال على متن الصاروخ.

حتى الآن كان جريان الأحداث طبيعي، ولم يشك أحد بشيء قط!

إلى أن خرج أول رائد من الصاروخ.. عم الصمت في المكان رغم العدد الكبير من الموظفين الذين يقفون في استعداد لاقامة حفلة بهذه المناسبة!

أي حفلة ينوون إقامتها في هذا الوضع الذي تبين لهم من خلال ذلك الرائد أنه هناك شيء غير طبيعي.

فلقد كان ذلك الرائد يتمايل في خطاه.. أشعث المنظر.. يرجف رجفات غير طبيعية.. كأن المخيخ، الجهاز الذي يعمل على حفظ توازن الجسم لم يعد يعمل لدى ذلك الشخص!

فماذا حدث بالضبط..؟! هل قتل الرواد بعضهم بعضا في الصاروخ... فلم يخرج سواه.. أين البقية؟!

كانت توقعات حاضري المشهد بسيطة جدا بالمقارنة مع واقع الأمر!!

سقط ذلك الرائد على ركبتيه وبدأ يصرخ صرخات كأنه ينازع الحياة أو ما شابه!

فاقترب إليه عدة رجال من المسعفين والحراس لانقاذه.. لكن سرعان ما اتضح لهم خطره!

فابتعدوا عنه.. حتى أنهم أصبحوا يركضون هربا.. أما من كان يقف في الخلف فلم يفهم جيدا ما يحدث بالضبط وما رأه الآخرون.. فبقوا في أماكنهم جامدين.

وبعد لحظات من ذلك.. والرائد مستلقي على الأرض بالكامل.. توقفت تلك الصرخات المزعجة.. فظن الجميع أنه قد مات.

لكن... لم تمضي لحظات حتى تبين لهم... فعاد الجميع يركض في كل الاتجاهات هاربا من المكان.

فلقد انشق جسد الرائد وخرج منه كائن آخر.. لقد كان كائن ينمو داخل كائن.. إلا أن هذا الآخر كان قبيح ومشوه إلى درجة لم يسجل في كتب العلوم حتى الان.. فأعضائه لم تكن متجانسة بالنسبة لبشري.. كان كل شيء فيه عشوائي.. إضافة إلى بشرته التي تميل إلى اللون الأخضر المتعفن.

...

بعد نصف ساعة من كل ذلك.. لم يكن قد تبقى أي أحد هنا.. لا أعني أنهم نجحوا في الهروب.. لكن وبكل بساطة.. قام ذلك الكائن بإبادتهم جميعا!!

وهناك وقف شخص يحدث اخرين حوله.. قائلا وهو يحمل ذلك الكائن العجيب الى الشاحنة مع زميله:

"لقد أبلى حسنا.. لكنه تعب في الأخير.. هذا طبيعي.. فما يزال حديث الولادة.. بعد عدة أشهر سيساعدنا لاحتلال العالم بالكامل".

يكمل زميله: "صحيح.. لكن لا تنسى أنه ليس حديث الولادة بل إنه حديث البعث.. أما أنت -مشيرا إلى معاون مدير الشركة الخائن بمساعدته لهما- هل أنت متأكد بأن كل شيء على ما يرام بالنسبة لنا؟".

يجيب: "نعم سيدي.. قمت بإحراق كل سجلات التصوير في الشركة.. ولم يصل الخبر بعد إلى الشرطة.. فيمكنكما المغادرة بسلام".

ثم يغادرا بشاحنتهما حاملان معهما ذلك المخلوق.. ويقف ذلك المعاون الخائن لمدير الشركة بحركة زفير مبالغ فيها، يحدث نفسه:

"وأخيرا انتهت المهمة، لم أكن أتوقع أن ننجح بها.. إخفاء الأمر على الموظفين معي لكل هذا الوقت.. وتسير الأمور لهذا المخطط دون أن يشعر أحدهم بخلل ما.. أنا حقا عبقري.. أما الآن فأنا الاخر علي مغادرة المكان.. لكن قبل ذلك هناك شيء بسيط كدت أنساه".

ثم اتجه المعاون إلى مكتب المدير وفتح باب الخزانة.. وإذ كان مدير الشركة مقيد داخلها..! لا يمكنه الكلام مع تلك القماشة على فمه.. فأزالها عنه ذلك المعاون ثم أضاف:

"تركك هنا في الخزانة لهو أمر غير اطمئناني بالنسبة للامن.. علي أن أضمك إلى الجثث الأخرى في الساحة".

فانفجر المدير غضبا: "ماذا تحاول أن تفعل أيها اللعين.. هل تظن أنك هاربا من القانون.. سوف تحاسب أشد محاسبة.. اذهب إلى الجحيم".

ثم يصوب المعاون مسدسه نحو مديره وأطلق النار عليه وقتله.. مصيبا رأسه بالطلقة.. وسقط المدير أرضا قتيلا.. فاقترب إليه المعاون ليحمل جثته لمكان أخر وهو يقول محدثا القتيل:

"لا أظن أنني سأحاسب لفعلتي إلا بجزاء حسن أكافأ به.. فأنا براعاية منظمة ستحكم العالم في المستقبل".

وتتسع ابتسامته الشريرة لتصل الى أذنيه!

...

في مكان أخر بعيدا عن هنا.. في كوخ صغير وسط الغابة.. كان رجل يقف على ركبتيه وقد انتهى من طعن رجل أخر كبير بالسن للتو.. وكانت الدموع تذرف من عينيه لقيامه بفعلته هذه.

فأخبره شريكه في الجريمة:

"لم أعتد على رؤيتك تبكي.. أنت أفضل عميل في المنظمة في عمليات القتل.. ماذا أصابك يا رجل؟ "

"لا.. لا شيء.. فقط أنني مصاب بالزكام"

"حسنا.. إذن دعنا نذهب.. لقد قتلنا الشخص الوحيد الذي يمكنه الوقوف في وجهنا وأدينا المهمة بنجاح"

"في الواقع ألا تشعر أنه لا شيء يستحق تعريض حياتنا لكل هذا الخطر؟"

"ربما أنت محق.. لكن انظر كم سنربح بالمقابل إن خرجنا سالمين.. ما بك تفكر بهذه الطريقة.. ألست أنت من كنت دائما يقول أن هذه طريقة تفكير الضعفاء"

"مممم.. أنت على حق.. دعنا نذهب الآن.. لا نريد أن نقع بمشاكل مع الشرطة"

"هيا بنا إذن"

Galactic Conquestحيث تعيش القصص. اكتشف الآن