Part 4

934 47 14
                                    

في هذا المساء كان أكرم ينتظر في السيارة مع إمرأة جالسة بقربه أمام نادي كبير حيث يقام حفل فيه حاليا.

وفجأة فتح أحدهم الباب الخلفي وركب معهما في السيارة، وأخبر قائلا:

"لقد انطلق المخرج مروان مع المغنية نورى في نفس السيارة، في الشارع الجنوبي"

فأدار أكرم المفتاح في غمده وأقلعت السيارة وتحركت، وتبعتها سيارة أخرى من أعوان أكرم.

فأولا هذا الشخص الذي دخل إلى السيارة بعد تجسسه على أشخاص معينين وسط الحفل، هو عامر، أشد رجال الأمن إخلاصا.. أما الإمرأة فهي الضابطة دانية من نفس مجال عمل أكرم.

أما المخرج مروان والمغنية نورى قد أطلقا أغنيتهم الجديظة للتو.. وهي أغنية مثيرة للشكوك بما تحمله من معاني رهيبة تتعلق بذلك الفضائي على ما جاء به رمزي من استنتاجات.

أما أكرم وفريقه فيكمن عملهم في إلقاء القبض عليهم وتسليمهم لمدير المنظمة للتحقيق معهم بهذا الشأن.

..

وبعد لحظات من القيادة.. كان أكرم قد ابتعد عن الازدحام بما فيه الكفاية من ذلك الجو الفوضوي في الحفل.. فاجتازت سيارة أعوانه سيارة المتابعين (نورى ومروان) كما هو مخطط.. فأحاطوا بها من الجهتين.. فلم يكن بإمكان سائق تلك الليموزين إلا التوقف تحت وطأة الضغط.

فخرج رجل من السيارة الأمامية لرجال أكرم وهو مسعود، ورجل أخر من سيارة أكرم وهو عامر.

خرجا ليحدثا من في الليموزين عن الظرف الأمني الطارئ وضرورة مجيئهما معهم لتحقيق بسيط يجريه لهما بعض المفتشين دون إلحاق المتاعب بهما.

وأكرم يحدق في المشهد من نافذة سيارته.. وكأنه يتوقع حدوث شيء ما لم يكن في الحسبان!

فخرج المخرج مروان من السيارة وهو يصرخ في وجه عامر غاضبا بل متوترا ويقول كلمات عشوائية لا تعني شيء وهو لا يقصد بها شيء.. فما هذا؟!

وفجأة خرجت المغنية نورى أيضا بدورها.. لكنها خرجت مهرولة تمشي في كل الاتجاهات وهي تصرخ:

"وحش.. وااحش.. هناك وحش في السيارة!!"

وقبل أن يبدي أحدهم أي تعبير.. اخترق سطح السيارة المعدني كائن متوحش فوق مقعد السائق تماما!!

فعادت تقول نورى ثانية والتوتر ظاهر عليها: "يا إلهي.. ماذا حدث لسائقي فجأة..؟! مروان.. ما ذلك الشيء الذي جعلته يتناوله؟!"

طبعا لم يجب.. ولم تكون الإجابة مطلوبة منه.. فقد قفز السائق من سطح السيارة إلى الأرض أمامهم وهو أبشع شكلا من الوحش النهائي في Resident Evil.. فركضوا الأربعة مبتعدين عن المكان في أي اتجاه كان.

وقبل أن يحدد الوحش وجهته في أيهم سيتبع ليأكله.. كلمح البصر أضيء المكان بضوء أزرق اللون.. فالتفت الجميع إلى مصدر ذلك الضوء.. وإذ كان أكرم يقف فوق تلك الجثة وهي قد أصبحت قسمين منفصلين ملقاة أرضا.. لا تقوى على الحركة!

وكان أكرم يحمل بيده ذلك السلاح الاسطواني الذي استرجعه زين من زاهر بعد سرقته من مخبر رضا.

وقال من فوره لعامر ومسعود: "أمسكا بالمخرج والمغنية بسرعة"

فأمسك عامر بمروان أما مسعود فقد أمسك بنورى وقيداهما، وأجلساهما على ركبهما أمام أكرم.. وأكمل هذا الأخر:

"إن كنتما تظنان أن هذه وسيلة جيدة لهروبكما فاعلما أنني واجهت كائن من نفس النوع قبل 3 أيام ولم يكن معي سوى أسلحة عادية.. فما بالكما أنني اليوم أحمل سلاح مصنوع من مواد لا يوجد منها 2 على سطح مجرتنا.. وفي الواقع كل ما فعلتموه الآن لم يفد سوى بزيادة الشكوك بكما.. والآن لا ريب أن أحد منكم على الأقل متورط بالموضوع!"

فقالت نورى شاحبة مترجية: "رجاءا يا سيدي.. ليس لدي علاقة بالموضوع.. أنا أيضا متفاجئة مثلكم.. فلم أسمع عن شيء كهذا من قبل"

فقال عامر مؤيدا لها: "سيدي.. أظن أنها صادقة.. فهي أيضا شاحبة مثلنا لتفاجؤها بما حصل.. أما المخرج مروان فلم يبد متفاجأة قط.. بل هو متوتر لأنه يعلم أن هذا ذنبه والدليل على كلامي هو صراخه المفاجئ في وجهي قبل قليل ولم يكن هناك أمر يستدعي كل هذا التوتر حينها"

فيدافع مروان عن نفسه: "لا أنا لم أفعل شيء.. لقد كنت خارج السيارة حينها ولم.."

قاطعه فجأة أكرم: "لا يهمني من منكما الفاعل.. سوف أرسلكما إلى لجنة التحقيق، وأدع الأمر لهم.. أما الآن احملا كل واحد إلى سيارة مختلفة.. كونوا حذرين"

مسعود: "هيا إذن فالنغادر"

فاتجه عامر بدوره ليضع مروان في السيارة الأمامية.. وفجأة تنطلق نافورة من الدماء.. فيلتفت أكرم ليرى عامر قد سقط أرضا على بعد عدة أمتار من مروان..! والمفاجأة الأكبر أن مروان ليس وحده! كان رجل ذو درع معدني يغطي كامل جسمه يمسك به!!!!

فينفجر مسعود غضبا موجها كلامه إلى ذلك الرجل المعدني: "ماذا فعلت بصديقي عامر.. أيها الوغد.. لن أدعك تهرب مع سجيننا"

فرفع مسعود سلاحه وصوبه باتجاه ذلك الشبه آلي.. ولكن بحركة أسرع منه سبقه الرجل المعدني بغرس خنجر في عنقه برميها عن بعد! والعجيب أنها إخترقته أكثر مما تفعل الرصاصة بالإنسان، وكان مجرد رمي يدوي!

ثم تحرك بحركة أخرى فتل بها عنق مروان بين يديه فقتله!! ثم أضاف: "لن أحمي سجينكم.. فلقد انتهت مهمته.. وإنه يعرف الكثير عنا فلا داعي لإبقائه"

فأضاف أكرم مشمئزا من رؤية رجاله يسقطون أمامه: "أيها السافل.. هل تظن نفسك هاربا من فعلتك"

فبسط يده للأمام وضغط زر من ذلك السلاح المخبري العجيب.. فخرج شعاع من الضوء الأزرق نحو المعدني.

وبعد ثواني توقف الشعاع وانتظر أكرم لزوال الدخان حوله، الذي يمنعه من الرؤيا.. وإذ كان المعدني على نفسه، لم يصبه أي ضرر!!

فتقدم هذا الأخر ببضع خطوات وعجز أكرم عن فعل أي شيء معلنا بها استسلامه.. وظل يتقدم المعدني حتى أمسك بسلاح أكرم وخلعه منه.

فقال أكرم في نفسه: "هل هذه اللحظة الأخيرة لي.. أم سيتم تطبيق الخطة البديلة"

وفجاة تمتد قبضة يد من خلفه.. تضرب بوجه المعدني وترميه عدة أمتار إلى الخلف!!

فيستدير أكرم فيجد زين خلفه يقول: "آسف على التأخير.. سأتولى ما تبقى"

Galactic Conquestحيث تعيش القصص. اكتشف الآن