صراع الارادة وظلال اللامبالاة

3 0 0
                                    

رد أليكس بعصبية "أحذركِ، ممنوعٌ عليكِ التحرك دون إذني".
أرخت سيسيليا كتفيها ونهضت بلا اهتمام وهي تقول "ممنوعٌ عليّ إذن؟ هذا ما تقوله؟ حسنًا". استدارت وصاحت "ماركوس!"
التفت ماركوس إليها وعيناه تبرقان ، ألقت سيسيليا نظرة خاطفة إلى أليكس ، وسارت نحو ماركوس بخطى موزونة وأناملها تراقص جدائل شعره الطويلة في لهو، وتراقص خده الأسمر بنعومة في المرة التالية. ارتسمت على محياها ابتسامة مطعمة بإيحاء، وبصوت مخملي دافئ، انسابت كلماتها، "ماركي، أريد الرقص معكَ الليلة".

غمرت أنغام التانغو قاعة الرقص ، وسيسيليا تُبدع في إظهار تعلقها المصطنع بماركوس لإثارة غيرة أليكس، الذي كان يشتعل غضبًا، وكاد أن ينقض على ماركوس عدة مرات لولا أنه تذكر أن هذا الشاب مصاص دماء ويبدو أنه أقوى منه وقد يقتله لو أوقف رقصتهما.
لم تأبه سيسيليا لغضب أليكس فهي تعرف أنه سيفقد صوابه ويوقف الرقصة في أي لحظة، فهمست لماركوس "لا تقسُ على شريكي، أفهمت؟ تظاهر بالخسارة أمامه؛ فإن خدش فأعدك لن تعيش حتى القمر القادم".
همس ماركوس"أفهم سيسي ، اخترتِ شريككِ. ولا يمكنني الحلم بأكثر من هذه الرقصة".
كان أليكس يغلي من الغضب. نظر حوله بقلة حيلة ، فرأى شابة صهباء فاتجه نحوها وخاطبها"فلنرقص معًا".
ابتسمت الفتاة بدلال: "موافقة، لكن ما الاسم؟"
رد بعصبية وهو يجر الفتاة إلى حلبة الرقص: "أليكس".
فجأة لم تعد ترى سيسيليا ظل أليكس. تساءلت "هل رحل؟ ألا يشعر بالغضب والغيرة لرقصي مع غيره؟"
همس ماركوس بتهكم "أعتقد أن شريككِ يرقص مع أخرى ، أتريدين تغيير رأيك بخصوص شريككِ بالرقص".
نظرت نحوه فوجدته يرقص غير مكترثٍ لنظراتها التي تكاد تحرقه. قطعت رقصتها مع ماركوس واخترقت صفوف الراقصين كي تصل إليه. أوقفتهما وصاحت كالمجنونة "كيف ترقص معها؟"
أدارت الفتاة رأسها نحو سيسيليا، وعلت شفاهها ابتسامة مخادعة مع كلمات سالت ممزوجة بالسخرية، "وما الضير في ذاك يا أختاه؟ فهو قد اختارني لأكون النصف الآخر في معادلة حياته، أما أنتِ فقد رسمتِ الخط البياني لمصيركِ واخترتِ من تريدين ، الحياة قرارات ونحن من نصنع قراراتنا ، أليس كذلك؟"
ردت سيسيليا بغل "لم يختركِ أيتها الحقيرة، ولئن اقتربتِ منه لأقتلنكِ وإياكِ ثم إياكِ أن تُجابهي حدود صبري ، وإن خطوتِ نحوه بما يُغضبني فأنت تحددين نهايتكِ، وليكن في علمكِ أني لا أتوانى عن إتمام تهديدي".
اهتزت كف الفتاة في الهواء بلا أدنى اكتراث لتهديد سيسيليا، وبروح مرحة تلاعبت بالألفاظ قائلة، "أوه، أيجلد قلبك بسياط الغيرة الآن؟ هل اختار قلبه موطنًا بين ضلوعك؟" اقتربت خطوة، وهمست بمكر متآمر في أذن سيسيليا "تذكّري جيداً، فابيو قد ينزعج قليلاً إن أبصرت عيناه ذلك ، فأنت الزهرة المفضلة في حديقته، وهو من سيختار لك شريك الحياة، وبالطبع، لن يكون إلا شخصيةً ذات صفات فريدةً، جديرةً بك أيتها المفضلة." ثم انسحبت خطوة للوراء، ضاحكة بثقة، صائحة ليسمع الجميع، "ومع هذا، سيكون أليكس لي، شريكي بالرقص وحبيبي، ولتقف الدنيا ضدنا إن شاءت!"

التانغو الدموي Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang