أسرار تحت ضوء القمر

6 0 0
                                    

لم تأخذ إيزابيل تحذيره على محمل الجد، وغادرت المكان غاضبة. تنبّه أليكس لانزعاج أخته واقترب من بيدرو غاضبًا، مطالبًا إياه بتفسير سبب تعكير صفوها. سأل أليكس بنبرة حادة: "لماذا تضايق أختي مرة أخرى؟"


"لم أتسبب في ضيقها، إنها مستاءة فقط لأنني قلت إنني لن أتمكن من القدوم لنرقص"، أجاب بيدرو.


سأل أليكس بغضب: "ولماذا، يا سيد، لا تريد المجيء؟"


ردت سيسيليا ببرود: "لأنها ببساطة ليلة القمر القرمزي، وهو يخشى أن يؤذيها، حتى أنا سأغادر بالليلة التي تسبقها ثم نعود بعد أسبوع."


أشار أليكس بإصبعه نحو بيدرو، وصاح: "لكن لا يحق له إزعاجها هكذا! وبالنسبة لكِ، لن تغادري، سأقفل الباب عليكِ. ماذا لو غادرت ولم تعودي؟"


تنهّدت سيسيليا ضاحكة: "حسنًا، سنفكر بهذا غدًا. هيا بيدرو، لنذهب للنوم."


صاح أليكس غاضبًا: "هيا إلى أين؟"


ردت سيسيليا ببراءة: "لننام."


قال أليكس بحزم: "لا، هو سيعود غدًا وأنتِ ستنامين هنا."


صاحت سيسيليا منزعجة: "ماذا؟"


سأل أليكس: "لا أريد له أن يؤذي أختي بطريقة ما."


صاح بيدرو بامتعاض: "أنا لست متحرّشًا بالفتيات الصغيرات، كما أنني لا أفضّل دماءهن."


قال أليكس بتشكّك: "ما أدراني بما تفكر؟ أنت تستطيع قراءة الأفكار وأنا لا، لذا عليّ أن أحذر منك."


استدار بيدرو ممتعضًا وصاح وهو يغادر: "إذًا، ابحث عن غيري ليرقص معها."


ركضت سيسيليا خلف بيدرو: "لا، توقف، افعل ما يطلبه! بيدرو، من حقه أن يخاف على أخته. لقد فقد واحدة ولا يريد فقدان الثانية. ثمن مشاعره."


تنهّد بيدرو: "حسنًا، سأتي، لكن لن أحضر ليلة القمر القرمزي."


مرت الأيام سريعًا، وتزدهر العلاقة بين أليكس وسيسيليا مع كل رقصة يؤديانها، بينما خصص بيدرو وقته لتعليم إيزابيل فن التانغو، وأصبحت شريكة رقص رائعة له. وكثيرًا ما حاول إثنائها عن قرارها بالخروج ليلة القمر القرمزي، لكنه فشل، وحذّرها من إخبار الجميع بالأمر.


وفي الليلة التي تسبق ليلة القمر القرمزي، حبس أليكس سيسيليا بغرفتها، ثم ذهب إلى غرفته وغطّ في نوم عميق، ولم يكن يدري بنوايا إيزابيل الحقيقية، لكن بيدرو كان موجودًا لحمايتها. تعرض لإصابات خطيرة لكنه واصل حمايتها حتى عادت إلى المعبد وحدها؛ لكنها كانت تشعر بالكآبة إذ كانت تتمنى لو أن بيدرو غيّر رأيه ورافقها. لماذا عليه أن يكون جبانًا بهذا الشكل؟


وما إن بدأت خيوط الفجر في الظهور، وعادت سيسيليا إلى طبيعتها، سمعت نقرًا خافتًا على نافذتها. قامت بفتح النافذة فهوى بيدرو بين يديها، ولم يبق مكان في جسده لم يُصَب.

التانغو الدموي Where stories live. Discover now