𝐏𝐚𝐫𝐭 |02|

67 3 2
                                    

     يقال أن الشوق لهيب حارق و ها أنا أمسي رمادا لشوقك ...!

     رفعت أنظارها نحو القبر الذي يقابلها و في لب عينيها ترى الذكريات التي تجتاحها ، ترى الانكسار و الضعف الذي تشعر به في هذه اللحظة بالذات .
كان هذا أحد اللقطات التي صعب عليها نسيانها و الذي من الواضح أنها ستغرق فيها للأبد و دون رجعة ! لم يكن فقدانه هو ما اخافها و دمرها لكن حقيقة ما ستفعله لاحقا يجعلها تشعر بالغضب ، غضب لطالما حاولت كبته ، اخفاءه هو و أصوله ليست مرة و ليست اثنان بل عدة مرات لا تحصى ولا تعد لكن ليس بعد الآن . صحيح انها أنكرت و هربت لكن القدر كان عنيدا ...!

تنهدت بإرهاق تناظر ساقيها العاريتين التي لم تتكفل عناء ارتداء فستان طويل لتغطيتهما و كعبها الملطخ بالطين ، لم تكن تنوي النزول لكن لم تستطع . استدارت متوجهة نحو السيارة بخطوات سريعة إثر اشتداد المطر يلحق بها حارسها زيوس حاملا مظلة تحرم على ما تذرفه السماء من لمسها لتصعد السيارة بهدوء بعد أن تقدم أحد رجالها لفتح الباب لها يليها ركوب زيوس في المقعد المحاذي للسائق ليشير للسائق بالانطلاق حالما تأكد أن السيارات التابعة لهم خلفهم و مستعدون أيضا
ما إن تحركت السيارة عدلت جلستها ترخي رأسها على المقعد و تغمض عينيها قائلة :

-هل القصر مجهز مثلما طلبت ؟

أحست بيد زيوس و هو يمد لها بجهاز اللابتوب الذي يظهر صفحة للاخبار تحمل صورتها مهمهما بهدوء :

- نعم كل شيء جاهز مثلما طلبتي جوزيف

نعم لا تستغربوا فزيوس حارسها يناديها باسمها بل و يختصره أيضا فعلاقتهم ليست مجرد علاقة عمل سيدة و حارسها فهي تعتبره بمثابة أخيها الأكبر !

مررت جوزيفين حدقتيها بين السطور الظاهرة تقرأ ما كتب :

"مديرة الأعمال و مصممة الأزياء الشهيرة جوزيفين سكالا تدلي تصريحا بأنها ستعود لإيطاليا بلدها الأم بعد غياب قد دام لأكثر من خمس سنوات"

قلبت عينيها الخضراء القاتمة بملل لتصعد اصبعها على سطح الشاشة حيث شقة ابتسامة جانبية ثغرها مرفقة بنظرات خبيثة :

" تم نقل جثمان رجل الأعمال الأمريكي الشهير إدموند رودام إلى إنجلترا حيث مسقط رأسه بعد أن تم إيجاد رأسه المقطوع داخل علبة زجاجية في مكتبه بالإضافة إلى سرقت اللوحة الفنية " السمفونية اللامعة " التي سبق أن تم عرضها في المزاد العلني الألماني قبل شهر تقريبا و التي كانت من نصيب المرحوم و كل هذا قد تم على يد شخص قد ارعب العالم و لا يزال يفعل ألا و هو اللص " ديابوليس " ...

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 08 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Nave Del Peccato Where stories live. Discover now