13

25 1 0
                                    

جلست على السرير أقدامها تستند على المفرش تضم ركبتيها إلى صدرها
انقشع القماش الكحلي ليظهر جسدها الناصع البياض كان ربانيًا مع بودرة صناعية زادتها بياضًا
و إلى هنا صاحبني اللون الاحمر , الحناء تأخذ مساحاتٍ شاسعة من منتصف ساقيها إلى فخذيها
شعرتُ بشياطين الإنس و الجن تركبني
تحركت كل معاني الغيرة بذاتي
ليظهر جسدي من وراء باب دورة المياه على تمام الساعة العاشرة والنصف ليلاً
أول ما فتحتُ الباب على مصراعيه و ضربتُ بأقدامي الأرض الخشبية القاتمة اللون بزغ صوتًا يدل على و جودِ شخصٍ ما معها
أول ما فعلته غطت ساقيها المنقشعتين و من ثم رفعت عيناها بشيءٍ من الخوف
و عندما رأتني تعلقت نظراتها بي وحدي وتوقف الزمن لحظة بل و ألفُ لحظة
لم يتحرك أيٌ منا بل كانت لغة العيون تكفي عن أي لغة
و ضرباتُ القلب تُغني عن اي تعبير
إشتقتُها و الرب
عيناها بحرٌ أغرق به ِفلا أجدُ بها إلا نفسي و نفسي و لا غير نفسي بعينيها
للعين لغة لمن لا بد ان نؤمن بها و الدليل على ذلك قوله سبحانه و تعالى : " ( فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت)
واللغةُ الوحيدة التي تعيشها عيانها الحبُ الصادق الطاهرُ العفيف
بدايةٌ من تحديقها إلا إنزالها لعيناها لأسفل و رفعها لأعلى بغضون أجزاءٍ من الثواني لا يفهمها إلا المحبون أمثالي
حركتُ شفتاي وأبت الكلمات ان تخرج
و عصى قلبي ما يريده عقلي
إقتربتُ منها على مضض أما هي أزاحت بيدها شعرها عن وجهها خلف أذنها
جلستُ على طرف السرير و تفصلنا مسافة طويلة نوعًا ما
مسحتُ على لحاف السرير و انا أنظر إلى زخرفته تائهٌ لا أدري ما أريد
و بهدوءٍ نسبي : كيفك ؟
قد يكون سؤالي غبيًا ولكن لا أدري لما أشعر اني أراها للمرة الأولى كنظرةِ الشرعية لها كزوجةٍ لي
الإختلافُ انها الآن بالفعل زوجتي وان كان زواجًا صوريًا و كل الإختلاف انها فضائي بنجومه و بالسابق إبنة خالي وحسب
أجابت هي من بعدِ صمتٍ مهيب : الحمدلله بخير , انت كيفك ؟
يالسخرية هل تشعرين بما أشعر به ِ هل تشعرين انكِ اليوم عروسة و انا عريسكِ بلا فستانٌ ابيض و لا بشتٌ سكري
لم أجب و أكتفيتُ بفتح يداي على وسعهما اناديها حيث تمكث ضرباتُ قلبي بالجانب الأيسر و حيثُ تُحبس انفاسي توترًا بما تراه عيناي من فتنة
طال الزمنُ وهي لم تقترب حتى خطوة واحدة
رفعتُ عيني لها أخيرًا كانت عيناها يحويهما التردد
إبتسمتُ لها دون ان أنطق تشجيعًا لها فإذا بها ترمي بثقلها بحجري
إلتفت يداي حول محيط خصرها الواسع بسبب سمنتها بالفترة الأخيرة سمنتها التي مازادتها إلا جمالاً و ما كستها إلا فتنة
مررتُ صعودًا إلى بطنها , إلى كل منطقة قد حرمتُ نفسي من أن اقربها
حتى وصلت يدي إلى حيثُ هي شهقت فزعة و توسعت حدقيتها حتى ان شيئًا من ضرباتِ قلبها وصل لمسامعي
شهقة , و عينانِ مفزوعتان زائغتان وقلبٌ كعدادِ سرعة بيوم الثمانِ سنين و رجلٍ مفتول العضلات عريض المكنبين داكن البشرة
إلى صوتٍ يموت إلى طفولة تُزف للمقبرة لتكون طيرًا بجنةِ ربها طيرًا ظُلم سنينًا و ظلمها سنونًا
إلى ثوبٍ يمسح الأرض وعينًا تغبشها الدموع إلى صوتً يختنق و سعادةٍ تُسرق
إلى يومٍ يضرب قلبي منه خوفًا بهذا الوقت وكأنه الأمس و كأني لم أكن اليوم عند مشعل
و لم أرى يومًا حسان و كأن شيئًا لم يحدث
ما بالك يا ناجي هي فزعة لأنها لم تتوقع منك هذا هي تُحبك تريدك تشجع لأجلها و لأجل نفسك آدم لحواء و حواءُ لآدم
لا انها لا تريد ناقصًا مثلك و هل للثريا ان تقبل بالثرى ! , لكنها اعترفت بحبها لك
و لكن هي لا تستحق هذا من المفترض ان تحظى برجلٍ افضل مني
لكني لن ادعها تبتعد عني حتى شبرًا واحدًا , إذًا فلتقترب منها حتى لا تدعها تبتعد عنك
إقترب , لا تقترب
إنك جبان , لستُ بجبان
إذًا اقترب يا ناجي انك تشتاقها و هي كذلك تشتاقك قد ضاعت السنين و لا بنون يملأ حياتكم سعادة
مررت اصابعها الباردة حول يداي تزيحهما عن محيط خصرها
رفعتُ عيني لها لأجد ما كنتُ لا أريد ان أجده
دمعًا يغطي عينيها و يرسم خارطة مشوهة بملامحها
كحل ذائب و مساحيقٌ متداخلة و النهاية ألمٌ لا نهايةَ له
و ما كان مني إلا ان أدعها تفعلُ ما تشاء
قامت من على السرير و توجهت للباب بخطواتٍ مترنحة غير متزنة وكأن الأرض من حولها تدور
فتحت الباب و وقفت من خلفه و أنظارها مصوبة بإتجاهي
تنهدتُ بضيـق وقمتُ من على السرير بينما هي سحبت خطواتها لدورة المياه
خرجتُ من الحجرة دون اي صوت
و لا زلتُ ليومي هذا ناجي الناقص
و لازالت هي عزوف السجينة
بجحيم ناجيها و ياليته ينجيها بل إنه يزيدها اشتعلاً يزيدها حُرقة
مظلومةٌ انتِ والظالم أنا .

حيزبون الجحيمWhere stories live. Discover now