5

27 2 0
                                    

إحتضار القرب
سعداء كنا معاً
أخواتي بقربي و امي و أبي
بمنزل عتيق و معتم
بجهل القبيلة
إلا أننا كنا سعداء
كان يكفينا القرب من بعض
ولكن
اتى الحاضر
دون أب دون أم
حتى أخت
تجاورني بالباب بعيداً عن الروح
بمنزل حديث الطراز مضيء ساطع
بإنتشار العلم
نحن تعساء
لإحتضار القرب
و حياة البعد .


الجحيـــم

( 9 )

** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **



إهتز هاتفي المحمول " الجوال " لأرفع عيني عن ورق الأبحاث
وأُمسك بالهاتف وصلت رسالة من شخص لا يدعني أنام الليل لفرط خوفي
أتخيله حولي يراني كما خلقني إلهي
فهو كيف له أن يراني بردائي ؟ إذاً يستطيع رؤيتي عارية !
اللهم استر عورتي يا إلهي
أخافه كثيراً أتخيله يلمسني
أتخيل أشياء لا أريد تخيلها
فتحتُ الرسالة لتتوسع عيناي مما كُتب
من يظن نفسه حتى يرسل هكذا رسالة ؟!
إنه جريء للغاية
كُتب " الساعة خمسة العصر بكرة ابغى أشوفك بمجمع العرب بجلسات المطاعم " .
وكُتب بالأسفل " اليوم 4 : الضعف - اللون البرتقالي .
هل جنن ؟
يريدني أن آتيه بكلتا قدماي !
و هل تذهب الفتاة إلى جحيمها بأقدامها و بكل إرداتها ؟!
اذا لم أذهب كيف سأعرف ماهيته إذاً ؟
و إذا ذهبت ما الذي يضمن لي أني سأعود إلى الديار سالمة ؟
ما يضمن هذا ان المكان عام
لكن هل اذهب ؟
سمعتُ كثيراً عن قصص من هذا القبيل تذهب الفتاة لتنخدع بقناع الفتى يوماً فيوم يصبح فارس أحلامها
يأخذ أعز ما تملك و يرميها كالجرذ و قد تكون حُبلةً منه .
أوه ما الذي اهذي به يا إلهي انا لن اقحم نفسي بهكذا متاهات إطلاقاً
كل ما سأفعله أني سأذهب فقط لرؤية ماهيته ومن ثم سأختفي وكأنني لم اتواجد بالأصل .


***

أعيش بتناقض و لا أدري ما مدى صحته صوراً مبهمة لا أفهمها تراودني كل عام من صغري حتى كبري
و كوابيس تُكبلني لتطرد النوم عني و تزرع بقلبي الخوف , منذ حادثة تلك الفتاة التركية و الأمور مشتبكة بدماغي
شيءٌ ما يقول لي انها جزءًا من كوابيسي اللامتلاشية فتهديدها لا يبشر بخير البتة
و ظهورها المفآجأ بلا سبب و إصرارها على الخنا بثوبي معاها كلها أمور تدعو للريب ضيفاً
من إقتباسات صوري الغامضة المشوشة

كنتُ بصغري أتواجد بمنزل لا أدري هو منزل من بالضبط ! و لا أتذكر حتى تفصيل المنزل , لا أعرف مع من كنتُ قابعاً
و اظن بأن عمري آنذاك لا يتجاوز الرابعة
أقف عند لعبة " بربر " و ثماني مربعات غير منتظمة ترتسم بالأرض التي تتناثر بها حبات الحصى
و ذاك رجل ذو القامةٍ العريضة و البنيةُ القوية يقف بجانبي أتذكر صوته الرجولي الحاد و جسده الضخم و لا أتذكر ملامحه بتاتاً
إبتسامةٌ تجلت بشفتي وهو يرمي إلي بالحصى و يضحك بصوت يبزغ به الفرح
إرتفعت الحصى لأعلى و أنا ارفع رأسي الصغير معاها لتهبط بسرعة كبيرة
مددتُ يدي حتى أُمسكها ولكنها تدحرجت بالأرض
إنخفضت أنظاري للأرض و أنا أجري وراء الحصى و ذاك الرجل يضحك بشدة
وصلتُ إلى الحصى وانا أضحك بسعادة بينما هو قال لي : اسمع يالكاسر ابيك يوم تكبر تصبح ضابط و رجالن ينتفع بك الوطن .
حينذاك لم أكن أفهم ما يقول فقط كنتُ أهز رأسي بالموافقة بلا دراية مني
توجهتُ بخطواتي الصغيرة و الخفيفة إلى اللعبة رميتُ بالحصى أرضاً لتتوقف عند الرقم ( 7 )
أخذتُ أقفز وهو يصفق بيديه
توقفت قفزاتي و تلحفت عيناي بجفنهما , أغمضتها بشدة و جسدي ينتفض
وصوت الرصاص يضرب نوافذ الخشب فيخترقها
إنخفض هو بجسده ليزحف بالأرض نحوي وهو يصرخ : نام بالأرض يالكاسر
كنتُ أرتجف بخوف ومهابة ولا أفهم ما يقول فضربات قلبي أعلى من كل شيء
وصل إلي ليخفض جسدي الصغير لأسفل و المكان حولنا يتحول رفاتاً
إرتفع عن الأرض قليلاً وهو يدير جسده ذات اليمين و ذات الشمال و ضعني بحجره وأغلق علي بشدة
سحبني إلى البئر بسرعة هوجاء و أنا اكح و أسعل و روحي تكاد تنتصل من أنفي و تحلق حيث الرب فتكون طيراً بالجنة
ضباب دخاني كثيف كسى العالم من حولي
و أصواتُ رجالٍ إمتلأت بالمنزل
و هو يقول : لا تتحاكى يا الكاسر المقتل بيدينهم تحمل لا تموت تحمل يا وليدي .
دخل للبئر و هو يمسك بي بحجره و يتمسك بالحبل المتعلق بالبئر
وضع يده بفمي يبتر كحتي
قال بصوتٍ خافتٍ منخفض للغاية : بنموت يالكاسر و نحيي راية وطنا , او نحيا وننعش وطنا .
قالها ومن ثم تعالت الأصوات حولنا وصوت يقول : فتشوا كل مكان لازم نئتلهم النهارده لازم .
أخذت أصوات الأحذية تقرع الأرض خطوة تلوها خطوة وكأن بالمنزل ما لايحصى من الرجال
و شيئاً فشيئاً إضمحلت الأصوات وهدأت الأوضاع و أنزاح الضباب و ظهرت الألوان
و تجلت الإبتسامة الباهتة بشفتي الصغيرتين
رفعني لأعلى لأمسك بحافة حجارة البئر و أقفز لأقف على الأرض
طلع هو من البئر واخذ يحتضنني بشدة و كأنه سيدخلني إلى قلبه
ردد بصوته : الحمدلله الحمدلله كله بفضل الله الحمدلله ربي كتب لنا عمرٍ جديد الشكر لله .
أخذ يرددها مرراً و تكرراً ويشدني لحضنه أكثر فأكثر
أظن بأن قبري كان سيكون بصدره وقتذاك .

حيزبون الجحيمΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα