الأوركيدا السوداء

الفصل ٤ البضاعة

منتصف الليل...

فوق هضبة تطل على قرية "أوركيديا" التي تظهر و كأنها لؤلؤة مضيئة في ذلك الظلام الدامس، كان "سيبستيان" يقف أمام سيارته و ينظر بغضب و هو يمسك بقنينة شراب، يتمعن جيدا في القرية ثم ينظر بغضب عارم حتى أن العروق قد رسمت على جبينه كالوديان المنحدرة من الشلالات، بعد أن أطال النظر في السماء يرمي القنينة على الأرض لتنكسر ثم يصرخ قائلا...

[هااااااااااااااااااااا، لماذااا يا إلهي لماذاااا!!!

في الوقت ذاته بقصر عائلة "بوفا" و في غرفة "صوفيا" الفسيحة، كانت تعانق أمها "إزابيلا" و هما فوق السرير، كانت تجهش بكاءا و هي تقول...

[ك...كدت أن أصبح قاتلة يا أمي!!!

ترد "إيزابيلا" و عيناها متسعة و كأنها خائفة من أمر ما...

[كيف يمكنك التصرف بهكذا حماقة يا إبنتي!؟ كان يمكن لذلك المجنون أن يفعل بك سوءا ما!!

تمسك "إزابيلا" إبنتها من وجهها بعطف ثم تقول لها و هما يتبادلان النظرات...

[أياك أن تقتربي من ذلك المجنون مرة أخرى، و لا تقولي أي شيء لأبيك عن ما حصل إياك أن تفتحي معه هذا الموضوع، سيغضب كثيرا!!

صباح اليوم التالي...

كان الدون "جيوفاني" يرتب ربطة عنقه أمام المرآة الواسعة، تأتي "إيزابيلا" من الخلف ليستدير و تبدأ في ترتيبها، يبتسم قائلا...

[أنا لا أستطيع أن أنجح في ترتيبها مثلك أبدا.

ترد بإبتسامة خفيفة...

[أنا أرتب حياتك مثلما أرتب ربطة عنقك عزيزي!

يقول "جيوفاني" و هو يضحك...

[عزيزتي، أنت أفضل شيء وهبتني إياه الحياة.

تقول "إيزابيلا" بعد أن تغيرت نظراتها لتصبح أكثر جدية...

[و أيضا وهبتنا الحياة "صوفيا" إبنتنا الأقرب لقلبنا، وجود ذلك الشاب في الفندق بالقرب منها ليس جيدا أبدا!!

بنظرات حزينة يتنهد "جيوفاني" و يقول بتعابير حزينة بعد أن مال كتفاه للأسفل و كأنه يحمل جبلا...

[منذ اليوم الذي أتى "ماريو" بالفتاة، دب الحب لقلبي و كأنني لم أنجب أطفالا، أنظري للقدر كيف تلاعب بي و وضع الأخ و الأخت في نفس المكان.

قبل عشرين سنة...

كان الدون "جيوفاني" في مكتبه، يستمع لأغنية "فيا ديل كامبو" للمغني الإيطالي "فابريزيو دي آندري" ، كان يقول المقطع الذي يستمع إليه...

🎵هناك رشيقة بعيون كبيرة بلون أوراق الشجر طوال الليل كانت على العتبة إنها تبيع للجميع نفس الوردة.
فيا ديل كامبو هناك فتاة بشفاه ندية عيون زرقاء مثل الرصيف تنمو الزهور حيث تمشي.🎵