الفصل ١ نبتة

6 1 2
                                    

في نفس اليوم...

بحديقة قصر واقع أعلى هضبة تبعد بعض الشيء عن قرية "أوركيديا"، كان هناك الكثير من الأشخاص رجال و نساء و أطفال و شبان، الأطفال يلعبون و يركضون في ساحة القصر فيما يتبادل البالغين الحديث و الضحك و كؤوس النبيذ في السجائر تشغل أيديهم، كل هذا كان يمتزج برونق الموسيقى الإيطالية و طاولات الطعام، كان الجو إحتفالي و عائلي ذات الوقت، كل هذا كان محاط بحراسة شديدة من طرف رجال أشداء يضعون الرشاشات و البنادق في أكتافهم مع كلاب الحراسة الألمانية، كانوا يتجولون فس محيط القصر بالقرب من سوره و كأنهم يحاولون عدم إزعاج الضيوف الموقورين، في باب القصر تقف امرأة ستينية متوسطة القامة حادة الملامح، لم تنل منها التجاعيد بعد كما أنها كانت أنيقة مرصعة بالمجوهرات الثمينة، إلى جانبها فتاة عشرينية شقراء طويلة لها عينان زرقاوتان، على غرار السيدة كانت الفتاة بذات مستوى الأناقة، كانت السيدتان تستقبلان الضيوف بابتسامة ودودة، تقول الفتاة للمرأة بصوت منخفض وهي تحني رأسها مقتربة إليها بعض الشيء...

[أمي، أين إخوتي و أبي؟ لا يزالون مع عمي "سيلفسترو"؟ حتى في خطوبتي يستفيد من الأمر و يحوله لزواج عملي!!؟

ترد السيدة بملامح حادة وهي ترمي بنظراتها للحضور...

[أنت تعلمين كم يحبك والدك "صوفيا"، لكن لا ضرر من الإستفادة من والد خطيبك، كل هذا من أجل العائلة، تعلمين أنه بالنسبة لوالدك العائلة هي أهم شيء

في خضم الصخب و الأجواء الإحتفالية، بمكتب مظلم بالقصر تنيره مصابيح خافتة، خلف طاولة المكتب و على كرسي فاخر كان يجلس رجل ستيني متجعد الوجه و شارب أبيض صغير، كان ذو شعر أبيض متوسط يقوم بتسريحه للخلف، يرتدي قميصا و سترة بيضاء فيما يحتسي كأسا من النبيذ، أمام في المقابل له يجلس رجل متوسط العمل حليق الرأس و اللحية و ممتلئ الجسم بعض الشيء، و على حائط المكتب شاب طويل وسيم ذو شعر بني يقف وهو يدخن فيما كان بجانبه رجل في أواخر الثلاثينات ذو شعر أسود ووجه طويل مع أنف حاد، كان ذو نظرات استهزاء و قد كان يقف وهو يعيد تسريح شعره للخلف، يحنحن الرجل القابع خلف المكتب ثم يقول و قد كان صوته عميقا و قريبا من صوت احتكاك الخشب مع بعضه البعض...

[قائد الشرطة "سيلسفسترو"، لطالما إحتقرتني أنا و عائلتي و لقبتني بأبغض الألقاب، اليوم ستصبح صهري، لندع الماضي جانبا و نفتح صفحة جديدة.

يرد الرجل الجالس أمامه ممتعظا...

[لا تظن أبدا أن هذا الزواج سينتج عنه شيء سوى أنني رضخت لحب إبني لإبنتكم، أيها الدون "جيوفاني".

بنظرات حادة بعد أن إعتدل في وقوفه يرد الرجل الذي كان يقوم بتسريح شعره...

[لا تعتقد أننا أيضا نأمل شيئا من هذا الزواج غير أننا حققنا رغبة أختي أيها القائد "سيلفسترو".

الأوركيدا السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن