الفصل التقديمي - عودة.

19 1 2
                                    

لقد كان الجو دافئا ، إشتقت كثيرآ لذلك المنظر الحميمي، البساتين و الأزهار و تلك الجبال العالية المحيطة بالقرية، هكذا كان يصف "سيبستيان" مناظر قرية "أوركيديا" الجبلية الإيطالية، الشاب العشريني ذو الشعر الأشقر المتوسط الذي يغطي جبينه من الأمام، كان وسيما و طويل القامة ذو ملامح بريئة و جسم نحيف لكن مشدود العظلات، الشاب كان يجلس في مقعد خلفي لسيارة ألمانية سوداء و كان يرتدي طقما رسميا أنيق، يقول له السائق في لحظة سهو منه و هو يطل على النافذة...

[لقد وصلنا سيدي.

يرد "سيبستيان" مبتسما...

[حسنا أيها الكتوم لنفعل هذا.

ينزل السائق و يفتح الباب ليومي قدمه اليمنى في الأرض بحذائه الأسود اللامع، ينزل في ساحة قديمة محاطة بالمحال التجارية، تتغير نظراته و يتمعن النظر فيها جيدا ليقول للسائق...

[أنت إبق هنا أيها الكتوم.

يرد السائق وهو يحني رأسه للأمام...

[تحت أمرك سيدي.

يخطو نحو مبنى كان أشبه بالنادي الليلي، يدخله وسط نظرات حادة من طرف الحراس ضخام البنية، فور دخوله كان المكان يعج بالسكيرين و المومسات، يتوجه ليجلس في طاولة وقورة وسط الملهى، وضع قدما فوق قدم و ما إن مرت لحظات حتى قصده النادل قائلا...
[أنا آسف لكن الطاولة محجوزة سيدي.

ينظر "سيبستيان" نحوه بغرابة ليقول...
[لم أرى أي علامة للحجز!، لذلك سأبقى هنا

يرد النادل بصوت خافت و قد إقترب نحو أذن "سيبستيان".
[سيدي، إنه مكان السيد "روبيرتو الصقلي"

لم يكترث "سيبستيان" لما قاله النادل، إبتسم ورد...
[إذا قل له أن يأتي لنعرف لمن المكان.

ظل النادل صامتا ثم ابتسم ورد بهدوء...
[حسنا، كما تريد سيدي.

بنفس القرية أعلى إحدى الهضاب، كان هناك شاب طويل بني الشعر حاد الملامح، يمسك بندقية صيد و يطلق نحو السماء على الطيور، كان يقول وهو يضحك...

"أبي يريد مني أن أهدأ، متى وضعنا اعتبارا للشرطة أو الحكومة! حتى منظمة الكومورا، طردتها من هذه الأراضي"

كان يقنص الطيور و خلفه ثلاثة رجال يضعون أيديهم أمامهم و يستمعون دون حراك، من الخلف يأتي أحدهم راكضا ليقول...

[روبيرتو! أتى أحد للملهى وجلس في مكانك، لا رغبة له في النهوض.

يستدير "روبيرتو" غاضبا و يضربه بالبندقية على وجهه ليسقط أرضا، ثم يقول بغضب...

[ألف مرة أقول لك لا تجعلني أهتم بهكذا أمور، حراس الملهى سيهتمون بهذا لماذا ندفع لهم إذا!

يرد الرجل وهو ساقط أرضا و الدم يسيل من أنفه...

[إنه ليس بالأمر الذي يستطيع التعامل معه حراس الملهى، يجب أن تنظر بنفسك.

يفقد "روبيرتو" أعصابه ويقول صارخا...

[أيها الأوغااااد!! للفائدة من وجودكم! هيا لنذهب و نرى من إبن العاهرة الذي يرغب بشدة في أن يموت.

بعد مضي ربع ساعة يدخل "روبيرتو" للملهى و معه رجاله، كان مظلما فارغا عكس السابق، يرى "روبيرتو" الحراس ساقطين أرضا، ليخرج مسدسه هو و رجاله، وسط تلك الأجساد الواقعة أرضا دون حراك كان "سيبستيان" يجلس على الطاولة و قميصه معلق على كرسي مجاور، يضع قدما فوق قدم و يحتسي كأسا من النبيذ، ينظر نحوه "روبيرتو" و يقول بغضب وهو يوجه مسدسه نحوه...
[من تكون أيها العاهر! من أرسلك! هل هم "الكومورا"؟

_الكومورا: عصابات مافيا إيطالية شهيرة.

يرد "سيبستيان" بسخرية...

[هل هذا أسلوبهم أيها المجنون؟

ينظر "روبيرتو" باستغراب ثم يقول وهو يبتسم بعد أن أنزل مسدسه...
[أخفضوا أسلحتكم، هذا العاهر مختلف، لنتسلى معه قليلا!

بعد كلامه، يضع رجال "روبيرتو" أسلحتهم في خصورهم، ثم يتقدمون نحو "سيبستيان" وهم يتخذون وضعيات رياضية قتالية، لقد كانوا أربعة رجال أشداء، فور هجوم أحدهم حاول لكم "سيبستيان" لكنه تفادى اللكمة ليرد عليه بضربة في البطن ثم لكمة في وجهه مسقطا إياه أرضا، بعدها يهجم الثلاثة عليه في نفس الوقت، تفادى "سيبستيان" جميع محاولاتهم لضربه برشاقة، بعدها وجه لكمات متتالية ليسقطهم جميعا، بعدها ينظر "روبيرتو" متعجبا وسرعان ما تحولت نظراته إلى غضب، يخرج مسدسه و يوجهه نحو "سيبستيان" ويصرخ قائلا...

[من تكون أيها الوغد!!

يقترب منه "سيبستيان" دون خوف و يضع رأسه على فوهة المسدس لتتحول نظراته من السكون إلى نظرات شيطانية متعطشة للدماء، في لحظة أثناء ضغط " روبيرتو" على الزناد يدير "سيبستيان" المسدس بيديه لتصبح الفوهة موجهة على رأس "روبيرتو"، فعلها بخفة وكأنها إحدى حركات السحر الإستعراضية، ثم بعدها...

طرااااااااخ

يطلق رصاصة على رأس "روبيرتو" ليسقط أرضا، بعدها يعود "سيبستيان" و يجلس في نفس الكرسي على نفس الطاولة التي يفترض أنها طاولة "روبيرتو"، يرتشف من كأس النبيذ ثم يقول...

[سأخبرك الآن من أكون، لطالما أحببت مخاطبة الموتى لأنهم لا يقاطعونك عن الكلام.

 يكمل "سيبستيان" قائلا بعد أن أخرج زهرة "الأوركيدا السوداء" ووضعها على جبين "روبيرتو بوفا" الصقلي، الذي كانت الدماء قد أغرقت جبينه

Hoppla! Dieses Bild entspricht nicht unseren inhaltlichen Richtlinien. Um mit dem Veröffentlichen fortfahren zu können, entferne es bitte oder lade ein anderes Bild hoch.


يكمل "سيبستيان" قائلا بعد أن أخرج زهرة "الأوركيدا السوداء" ووضعها على جبين "روبيرتو بوفا" الصقلي، الذي كانت الدماء قد أغرقت جبينه...

[والدي كان مدعي عام شريف، والدك قام بقتله وقتل كل عائلتي، أنا لست بذلك الشرف، لا يقضي على الظالم سوى الأكثر ظلما منه، القصة لن تنتهي بقتلك، بل ستبدأ للتو، كل شيء يبدأ من جديد.

يستدير "سيبستيان" و يمضي بخطوات بطيئة و نظرات باردة خارجا منزلك الملهى.

نهاية الفصل.

الأوركيدا السوداءWo Geschichten leben. Entdecke jetzt