1| شبح و ملك.

13.2K 717 159
                                    




فوت وكومنت؟

===


تجلس وسط هدوء تام، تنقر بأناملها الشاحبة حاسبها المحمول، تتمتم ما تكتبه، وتشتم قليلا هذا المشروع الذي يتحتم على أي طالب مثلها أن ينجزه.

تشرد قليلا في أفكارها؛ تكره مادة الفيزياء، وتكره نفسها حينما تراكم لآخر لحظة. فها هي الآن ليلة قبيل تسليمه بعد محاولات كثيرة من المماطلة والتأجيل تحاول أن تركز. لكنها لا تنفك تشرد بين كل فقرة و عنوان في النافذة التي تقبع أمامها عند مكتبها. لم يكن حقيقة أنها تريد أي شيء يلهيها أو تبحث عن أي شاردة لتشرد بها؛ بل كون ذلك الكيان الذي لا يتزحزح من نافذة المنزل التي تطل عليها. هي تعلم من هذا و تحاول مرارًا ألا تجعل هذا الشاب يستفزها، كلما سنحت له الفرصة قام بالصراخ بصوت عال، أو حتى قذفها بالشتائم.

تصرخ هائجة به:
" أتمنى أن تختفي جيون جونغ كوك"

ومع ذلك لا يتزحزح أنملة، تعاود هي الكرة من جديد:
"فلتتوقف القمامة عن التحديق"

يميل برأسه رافعا أحد حاجبيه القاتمين، يرفع يديه في الهواء وهو يتثاءب، ليقرر أخيرًا تركها و شأنها. يغلق نافذته بقوة، ثم يحكم الستار خلفه. لتعود بنظرها لشاشة الحاسوب.

---

في الصباح التالي بعد أن لملمتْ أغراضها تستعد للمغادرة، تمد يدها لمقبض باب غرفتها، لكن طرف آخر يسبقها و يقتحم المكان، تعود سريعا للوراء مستغربة.

" أنت مستيقظة، هذا جيد سول"
"نعم عيناي مفتوحتان جين ألا ترى؟"
قالت شادة أجفانها العلوية للخلف بسخرية، تدفعه بخفة للخارج، وتحرص على إغلاق باب غرفتها حينما قال شقيقها:
"لم أرتدي نظاراتي لذا لم أنتبه"

و ضحك بعدها بينما هي تنظر مع ملامح منكمشة، أرادت أن تضحك حقًا، أن تضحك لدرجة الموت، ولعله بذلك يتحقق وتنتهي كل معاناتها، هي تحبه، هو شقيقها نعم، بينهما رابطة دموية ولا يمكن لشيء آخر أن ينافس هذا، لكن هذه المواقف في مثل هذا الصباح الباكر في بداية الأسبوع تجعلها تتمنى الموت والخلاص.

"سأوصلك للمدرسة قبل أن أذهب للجامعة، والدي ليس هنا اليوم"

---

تمشي سول عبر الممرات عمهل لفصلها، كانت تحاول تضييع بعض الوقت الذي هي تملكه ولا تحتاجه في الوقت الحالي؛ فلا صديق يؤنسها ولا هناك وجود لامتحان كي تراجع. أعينها تجول في الرواق بحذر وترقب شديدين، الجميع يثرثر؛ لا يتوقف أحدهم عن الحديث، وأكثر ما يستفزها هو كون المواضيع في كل شيء عن لا شيء.

فسول ليس من النوع المحب للحديث، ليست كأي طالبة تبلغ 19 عامًا، تفضل وتتقن مهارة الإصغاء، و حتى لو سنحت لها فرصة الحديث سوف تتحدث ععجل عكس كل تصرفاتها الهادئة.

ترمق ساعة هاتفها، و في طرف مد بصرها تراه.
كان واقفَا يتوسط رفاقه: كيم تايهيونغ اللعوب، و بارك جيمين المشهور هنا.

لا يكتفي جونغ كوك بالحديث مع من حوله، بل يشزر ناحية سول و هو يباعد بشكل تقريبي بين يديه ممثلًا حجم سكين رآه في لعبة إلكترونية لعبها ليلَا.

ثبتت حدقتاه عليها، وعلى مهل سول تمشي، لم يخفها ولم يبعث فيها أي شيء، وكأنه لم يصبها؛ ففي عقلها كل منهما في مستوى مختلف عن الآخر، وكونها هي –طبعا- أعلى منه تترفع في أغلب الأوقات عن تصرفاته.

قبل أن تدلف للممر الأخير، لمحته يترك دائرته ويتجه كالسهم نحوها، لكن دون إصابة الهدف بعد أن رن الجرس معلنًا وجوب انتظام الطلاب ودخولهم فصولهم. تتوقف هي، ويتوقف هو.

سرب من الغربان اتجه نحوها بعينيه، و كل منقار منحني خلّف جرحًا،
تنسحب سول بهدوء كالشبح، بينما ملك الغربان بقي.


===

واو الموضوع أصعب مما تصورت،إعادة كتابة وهيكلة هكذا رواية كتبتها في مراهقتي...

استنزفت بكتابة هذا الفصل القصير، أعيد التفكير بفكرة إعادة الكتابة هذه ككل.. لول

مرت 5 سنوات منذ أن كتبت شيئا. العديد من المشاعر الغريبة تنتابني.

المهم، أتمنى أن يحوز الكتاب من جديد إعجابكم.. شكرا لكل محب و داعم هنا.


رأيك؟

توقعك؟





دمتم بخير.
د.لو

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 14, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

|ج جونغ كوك| أليس سافلًا؟|Where stories live. Discover now