استيقظ فوشيغورو وهو يلهث مختنقًا، وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما بينما ينقبض جسده استجابةً لأسوأ ألم شعر به على الإطلاق.
كان هناك رنين عالٍ في أذنيه، وشعر كما لو أن شخصًا ما يضربه بمطرقة في الجزء الخلفي من جمجمته ويكسرها ببطء وألم قدر الإمكان.
كان ممسكًا بجبهته، وسحب جسده لأعلى مبتعدا عن السرير، وهو يتعثر في الظلام،كان الذعر يتصاعد في صدره ، ومع كل تنفس شعر وكأن هناك مسامير ترتفع في حلقه.
كان الظلام دامسًا في الغرفة ولم يتمكن من تحديد مكان أي شيء، لقد استغرق الأمر وقتًا طويلًا لتحديد الباب بدقة، ولم يُترك مفتوحًا سوى جزء صغير.
ولم تكن أفكاره متماسكة، شعر وكأن دماغه قد انقسم إلى قسمين، كان يسمع دقات قلبه المرتفعة، كل ما شعر به هو أنه بحاجة إلى الخروج..كان بحاجة للتحرك.
'إيتادوري، كوجيساكي.. أين ذهبوا؟'
دفع فوشيغورو الباب بعيدًا عنه بضعف بمجرد أن تمكن من التأرجح في طريقه، ولحسن الحظ لم يصطدم كثيرًا في الطريق إلى هناك، سيكون ممتنًا لإبقاء غرفته نظيفة دائمًا الآن إذا كان بإمكانه التفكير بشكل صحيح، وبدلاً من ذلك كان يحدق في الردهة المظلمة تمامًا التي استقبله، غير متأكد إلى أين يذهب، وماذا يفعل، ولماذا نهض في المقام الأول -
إيتادوري و كوجيساكي.
قادته خطوات ثقيلة وبطيئة وصعبة نحو مسكن إيتادوري، متتبعًا الجدار على يساره بيده لتثبيت نفسه.
كان من المفترض أن تكون المسافة أقصر، لكن فوشيغورو شعر الآن أن المسافة تزداد مع كل خطوة يخطوها وصل اخيرا وبدأ يطرق الباب بطريقة أشبه بضربه بيد مفتوحة.
لقد كان مرهقاً،كان ذلك يثقل كاهل أطرافه وكان يغريه بالسقوط على الأرض والنوم لكن النوم لن يحقق شيئا.
في غمضة عين، وجد فوشيغورو نفسه غير قادر على الاستمرار في الوقوف، تم استخدام كل جزء من القوة المتبقية لديه للوصول إلى هنا، وانحنى رأسه إلى الأمام لينزلق على الباب عندما شعر بركبتيه تبدأ في الالتواء، ولم يدرك أن يوجي قد بدأ بالفعل في فتح باب مسكنه.
انفتح الباب وانهار فوشيغورو على الفور بين ذراعي صديقه، وكان رد فعل الصبي ذو الشعر الوردي سريعًا حيث امسك بصديقه مانعاً إيّاه من السقوط.
"يا للقرف-! فوشيغورو!"
لم يقل شيئًا ردًا على ذلك في البداية، ورفع يده المرتعشة ليمسك بكتف يوجي.
"مؤلم.."
قام يوجي بإدخال ميغومي إلى غرفته ووضعه فوق السرير برفق.
تمتم ميغومي بشيء ورفع يديه ممسكا بشعره.
"أنا آسف جدًا يا فوشيغورو، أقسم أننا كنا سنعود، لكنك بدا وكأنك تحاول النوم ولم نرغب في إيقاظك، و-!" واصل يوجي حديثه وهو مذعور "لقد حصلنا على الدواء من إييري سان لكنك كنت نائما... انا حقا حقا آسف."
