Part 22 "مفاجأة سَارّة"

Start from the beginning
                                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجلت من السيارة أمام باب المنزل الداخلي، لتتفاجأ بركض أريان تجاهها، أستوعبت الأمر سريعًا وهي تفتح كلتا يداها له تتلقاه في أحضانها، أما الآخر ما إن وصل لها تحدث بالفرنسية متذمرًا بلطف محبب لها:

- مامي، لما كل ذاك التأخير لقد أشتقت لكِ.

داعبت شعره بلطف وهي تلثم كلتا وجنتاه بقبل متفرقة:

- قلب المامي، ألم أخبرك أنه يجب عليك التحدث بالمصرية؟ ولكن بما أننا الآن وحدنا فلا بأس بذلك، ولكن تذكر صغيري أنه لا يجب أن تتحدث الفرنسية أمام أي حد سوا أصدقائنا حسنا مامي؟

أومأ لها بلطف وهو ينهال عليها بالقُبل لتبدأ هي بدغدغته بعد أن جلسا على الأرضية العُشبية.

آتىٰ على صوت ضحكاتهما كلٍ من ندىٰ وورد وأمير الذي صرخ بغيظ وغيرة:

- خيانة، ولد أنت أبعد عنها وبطل تبوس فيها كده.

نظر له أريان بتذمر وغيظ ليوجه نظراته لرغد مرة أخرىٰ بعيني القطط خاصته:

- هل حقًا تريدين مني التوقف مثلما يقول ريري؟

أجابتها رغد وهي تضحك على الطفلين، فـ حتىٰ وإن كان أمير شاب يدرس بالجامعة سيظل طفل لم يبلغ الخمس سنوات كأريان بتصرفاته الطفولية تلك وغيرته عليها، هي ستعاني معهما تعلم ذلك بكل تأكيد ولكنها معاناة محببة لقلبها:

- لا، يا قلب ريري أنت تعمل اللي عاوز تعمله.

وجه أمير نظراته لها بعدم تصديق وغيرته قد تمكنت منه وكأنه يخبرها حقًا، أدركت رغد ذلك لتقترب منه وهي تضمه إليها أيضًا قائلة مكملة حديثها:

- أنت وأميري تعملوا اللي عايزينه، أتفقنا؟

أومأ الاثنين بسعادة وقد تمكنت رغد حقًا من التعامل معهما.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غادر مبنىٰ المخابرات وهو شارد الذهن يفكر بما سمعه، لا يصدق حقًا ما سمعته أذناه، حتى أنه لم ينتبه إلىٰ أدم الذي كان ذاهبًا بإتجاه باب المبنىٰ وهو كان خارجًا منه.

يقود سيارته ببطء شديد وعقله لا زال لا يصدق ما سمعه، بل وهداه عقله إلى العديد من الأعذار، هي ليست هنا صحيح؟ هي الآن في فرنسا وتدرس إدارة أعمال أليس كذلك؟ إذن ما الذي سيأتي بها لمبنىٰ المخابرات بالتأكيد هو من شدة شوقه لها أصبحت تتجسد أمامه، ولكنه لا يخطأ لقد رأىٰ عيناها كيف لا تكون حقيقة؟

رحمه من كل ذاك التفكير وصوله أمام منزله، ترجل من السيارة وهو يحاول الثبات وإقناع عقله أنها بالتأكيد ليست هنا، هي لم تعد بعد ولكن هدم كل ما فعله والدته وهي تتحدث بحزن ولكن حديثها أثبت ما حاول نفيه:

الجحيم هيWhere stories live. Discover now