part 14

110 4 2
                                    

لا تنس وضع نجمة⭐️

------------------------------------------------------------------------------------------------------

"You wouldn't last an hour in the asylum where they raised me"

Taylor Swift


في لياليّ الباردة، كنت أختنق بدموعي، أبحث عن ملاذٍ في السماء علّ الله يسمع أنيني. طفلةٌ لم تعرف من الحياة سوى القسوة، ذنبها الوحيد أنها ابنة وحشٍ تزيّن بقناع الأبوة. لأتفه الأسباب، كانت تنهال عليّ الضربات، تارةً لأن الملح زاد في الطعام، وتارةً لأن ضحكاتي الطفولية أزعجته. وجهي المنتفخ ودموعي التي لا تنضب كانتا شاهداً على وحشيةٍ لم أتصور يوماً أنها موجودة. في سجودي، كنت أصرخ من الألم، أرجو الله أن ينهي حياته، أن يريحني من هذا العذاب الذي لا يُحتمل.

لكن الأيام مرت، والسنين توالت، وأبي ظل كما هو، وحشاً لا يشبع من تعذيبي. توقفت عن الدعاء عليه، فالله، كما يبدو، أصمّ عن توسلاتي. بدأت أتمنى الموت لنفسي، أهرب من هذا الكابوس إلى ظلمة القبر، لعله يكون أرحم من حياةٍ تحولت إلى جحيم. لم أعد أحتمل أن أكون كيساً يفرغ فيه غضبه، لعبة يتسلى بتعذيبها.

وما زاد من ألمي، هو نظرات الناس وتعليقاتهم الجارحة. "يجب أن تكوني شاكرة لوجوده"، "الآباء دائماً يحبون أبنائهم"، كلماتٌ تقطر سماً، تزيد من جروحي وتجعلني أشعر بالخيانة. كيف لهم أن يتفهموا جحيمي بينما هم ينعمون بحنان آبائهم؟ كيف يطلبون مني الشكر لهذا الوحش الذي سرق طفولتي وحطم أحلامي؟

في لحظات اليأس، نصحني أحدهم أن أكتب ما بداخلي، لعله يخفف عني بعض الألم. فكتبت، كتبت حتى امتلأت الدفاتر بقصصٍ تدمي القلوب، حكاياتٍ عن وحشٍ يلبس ثياب البشر. وعندما هممت برميها، أدركت أن العالم يجب أن يعرف حقيقته، يجب أن يسقط القناع عن وجهه القبيح.

يوماً ما، عندما أتحرر من قيوده، سأفضح أمره للجميع. سيعرفون من هو ذلك الوحش الذي اختبأ خلف ابتسامةٍ خادعة، وسيرون الدموع التي سالت من عيني، والجروح التي حفرها في روحي. لن أنساه، ولن أسامحه، وسأظل أصرخ بألمي حتى يسمعه العالم أجمع، وسيعرفون كم هو مؤلم أن يُطلب منك أن تشكر جلادك...

أفكار فتاة لا تتجاوز الثامنة عشرHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin