Part 21 "عودة إلى البلاد"

Start from the beginning
                                    

- ولكنك تعلم رأي مسبقًا صحيح؟ لماذا تحاول أن تقنعني الآن؟

كان يعلم أن أقناعها سيكون صعب أكثر من اللازم ولذلك تحدث يكشف لها ورقته الرابحة:

- لأن بالإضافة لأنكِ الأكفء إلا أنكِ لديك إنتقام لم ينتهي بعد، تلك القضية الخاصة التي يجب عليكِ السفر لمصر من أجلها هي ذاتها القضية التي لم تنتهي منذ مجيئك فرنسا، تلك المافيا لم تكن تقتصر على داغر فقط ولا على من كانوا بتلك الفلاشة، تلك المافيا أكبر من ذلك، وقد علمنا أن الأجتماع الذ يُقام كل خمس سنوات في بلد جديد سيُقام بعد فترة في بلدك أنتِ، ذاك الإجتماع ليس كالإجتماع السنوي الذي يُقام كل عام بل هو أخطر بكثير وسيضُم جميع أعضاء المافيا، ها هو الملف الخاص بالقضية أمامك، ولكن أعلمي أنني لم أكن أريد أن أجبرك على هذا ولكن الآن لم يعد بيدي غيره.

نظر لها وهو يمُد يده بملف أسود اللون، لتأخذه منه وسط نظرات الشباب المتوجسة مما سيحدث، أما هو أرجع جسده للخلف متحدثًا:

- رائد رغد أمجد الكيلاني، أنتِ مكلفة بالقضية رقم 201 ويجب عليكِ قيادة فريقكِ إلى مصر لحلها بأسرع وقت ممكن، وليكن بعلمكِ أنها لن تنتهي بيوم أو أسبوع كما تفعلين دائمًا، بل ستأخذ منكِ شهورًا؛ لذا أستعدي جيدًا.

أعتدلت رغد منذ سماعها لرتبتها؛ لتتأكد أنها سيستخدم سُلطتها الآن عليها ولا مجال لرفض الأمر الذي ستتلقاه منه، وما إن أنتهىٰ من حديثه، رفعت يدها اليمنىٰ تضعها جهة قلبها وهي تهز رأسها:

- عُلِم.

لم تضف عن تلك الكلمة أي شيء بل أخذت الملف وغادرت تاركه إياهم معه، وقد قررت أنها لن تخاطر بأحد منهم إلا حينما تذهب هي لتدرس الأمر أولًا، أما هو تنهد بتعب لأنه لم يكن يريد استخدام السُلطة معها ولكنها عنيدة لن تنفذ إلا هكذا.

مساءً كانت قد أخبرت الجميع بقرارها بعدم أخذهم معها الآن، ليكون ردهم الإعتراض ولكنها لم تأبه بذلك بعدما وافقها السيد جاك على حديثها، فذلك شرطها الوحيد -ألا وهو أنا تذهب وحدها لتدرس الأمر أولًا من ثم تقرر الوقت الذي سيأتون به- لتذهب للمهمة، والذي أدرك هو أنه مجرد حجة ليُنفذ طلبها؛ لأنها لم ولن ترفض آمر قد تلقته منه ولكنه في النهاية سايرها في الأمر ووافق عليه، فإن كانت هي تريد أن تذهب أولًا بدونهم ستفعل حتى وإن لم يوافق وهو يعلم ذلك ولكنها وضعته شرط لكي يقف السيد جاك أمامهم كونه رئيسهم الأعلىٰ ولا يجب رفض أوامره، تلك الرغد حقًا ماكرة.

عادت من تلك الذكرىٰ على صوت صغير بجانبها:

- أمي، إلى أين نحن ذاهبان؟

أبتسمت له بحب وهي تقبله أعلى رأسه قائلة ببعض القلق الذي قد تمكن منها، تعلم أنهم يظنون أن خوفها سببه الرجوع لنفس المكان الذي هو به ولكنهم لا يعلمون السبب الحقيقي لخوفها، لا يعلمون أنها كانت تنتظر تلك القضية منذ أكثر من ثلاث أعوام، يا إلهي هي حقًا لا تُصدق أن الأمر وصل لنهايته، وستُكشف الحقائق جميعها ولكن للحق هي خائفة من تلك الحقائق:

الجحيم هيWhere stories live. Discover now