Part 27: الجولة الأولى من الجنون

482 7 1
                                    

عندما نحب من يحبنا و لكن كل واحد منّا يحب بطريقة مختلفة،  فسوف يكون الأمر مميزًا مهما إنجرحنا، فالحب كمال الروح..

فتحت مارلين عينيها برفرفة خفيفة كي تقاوم الضوء الساطع من خلال النافذة،  التي تسللت عبرها أشعة الشمس الصباحية..

حاولت الربش بين أنقاض الأحداث المتراكمة على عقلها المتوقف،  لعلّها تجد شيئًا يدلي بمصداقية منطقها و واقعها..

الصداع الذي في رأسها لم يساعدها لذلك إستقامت بجذعها العلوي في محاولةٍ فاشلة لإنعاش ذاكرتها،  و فور ملامسة أقدامها للأرض إستطاعت أن تشعر بالدبدبة تهزّ عقلها، و في ثانية.. كإنفجار ذري في فراغ الكون شكلّ طبقات  شفافة نووية كالأمواج تلاحق بعضها،  فإنكمشت على نفسها و الصداع ينهش روحها،  و هي ترى الأحداث تتسلسل كشريطٍ ذاكري يمرّ على شاشة السينما..

ـ لماذا أنتِ إبنته بالتحديد لماذا؟، لماذا تحملين نفس نظرته و نفس.. ـ

طلق ناري..

ـ مارلـ.. ين، لا! ـ

صرخت و هي تشدّ رأسها تحاول أن تقنع ذاتها بأنّ كل ما رأته الآن مجرد كابوس لا أكثر،  و لكن لا،  للواقع رأيٌ آخر،  متناقض تمامًا مع آمالها..

فتحت عينيها المنكمشة و هي تناظر الغرفة تمامًا،  شراشف رمادية على سرير أبيض،  ستائر حريرية شفافة تمرّ من خلالها أشعّة الصباح،  خزانة بيضاء مبتكرة في زواية الغرفة بحجم متوسط..

لا،  هذه ليست غرفتها و لا أيّ غرفة من القصر، ففتحت عينيها على مصرعهما و هي بدأت تستوعب شيئاً فشيئاً  ،  "أنطونيو؟! "
تمتمت بخوف و هي تتوجه نحو الباب لتجده غير مؤصود...

قابلها ممرّ متفرع لوجهتين في آخره،  فأسرعت هناك و مازال صوت إطلاق النار يرنّ في أذنها،  دماء ويليام مازالت تراها تعيد صورتها تلقائيًا دون رغبةٍ منها،  و الآن أنطونيو لا تعلم أين هو..

"أنطونيو؟ " صرخت و هي تنزل السلالم،  حيث تاهت في قصرٍ بسيط لا تعرفه. بينما هناك أغنية كلاسيكية إيطالية تضجّ المكان منذ خروجها الغرفة..

عند نزولها قابلتها ردهة كبيرة تضم طاولة عائلية،  و قد كان  هناك كهلٌ في عقد الخمسين ينفث الدخان بهدوء و مصدر الإزعاج كان بجانبه،  حيث كان راديو عصري بلون الفضّة يحكّ نسيج الأغنية..

كان رجلاً رغم سنّه وسيم و فخم فخامة الرقي، شعره الأسود و الملمّع بخصلات الشيب الواضحة،  لحيته أيضاً الشائكة بالخصلات الفضيّة،  عينيه لم يظهر لونها بعد كونه يغلق عينيه مستمتع بالإطراب الإيطالي، أمّا عن بنيته و رغم جلوسه إلاّ أنّها تظهر ضخمة ذات بنية رياضية..

تسارعت دقات قلبها و هي ترى رجلاً لا تعرفه إضافةً إلى ذلك في عرينه و دون إبنها،  فتناقض رأيها،  تنزل أم تتراجع؟،  فقد كان مخيفاً نوعاً ما ببروده و طريقة نفثه للسيجارة و إستنشاقها تُظهر لك كم هو متمرس في الأفعال الدنيئة التي تشبه إستنشاق السيجار...

صفقة الشيطان ـ هوس مريض➤➣ _ 𝐃𝐞𝐯𝐢𝐥'𝐬 𝐃𝐞𝐚𝐥 _ 𝐒𝐢𝐜𝐤 𝐌𝐚𝐧𝐢𝐚Where stories live. Discover now