صفقة الشيطان ـ هوس مريض➤➣ _ 𝐃𝐞𝐯𝐢𝐥'𝐬 𝐃𝐞𝐚𝐥 _ 𝐒𝐢𝐜𝐤 𝐌𝐚𝐧𝐢𝐚

Part 26: دموع جامدة

أصعب شيء هو التناقض، و أقهرهم تناقض العاطفة، حيث تعشق من تكره و تحقد على من تحب،  ممّا يخلق في أنفسنا زوبعة من التعقيدات النفسية لينتج عن ذلك تصرفات تتداخل مع مرضٍ

يعاكس المنطق،  و هذا هو حال ويليام، حيث أحبّ إبنة عدوه التي لم يكرهها قلبه، و إنمّا ماضيه و ما عاشه نكرها و نفرها من قاموس القبول..

مازال يشرب و يشرب إلا أن إنتهى ذاك البار الذي كان مزوداً بكمّ مؤونة،  حيث يكفيه لمدّة شهرين،  و لكن هو أفنى وقته في تجرع من لم يفلح مع وعيه الذي إبتلعه عقله الباطن و لم يترك له المجال للهروب أو الإنسحاب،  أو حتّى رفع الراية البيضاء،  إمّا المشاهدة و إمّا التدخل و التضحية..

يشتعل أكثر عندما يركّب عقله صورًا بكى عليها قلبه،  كل مرةٍ يتخيل صورة تجعله يكره نفسه و يريد حمل المسدس و الإطلاق على رأسه،  كل صورةٍ بحكاية،  فإمّا أن يتخيلها بين يديه داميةً إثر طعنات نابية خلفّها هو على مستوى جدسها بوحشية،  و إمّا يتخيلها تحمل إبنه و تبتعد وسط الضباب،  يشعر أنّه يحلم خلال وعيه،  و كأنّه نائم و لكن مستيقظ..

موجات و ترددّات مشوشة يصدرها عقله،  بينما تهاوت نفسيته و أفكاره على مستوى خطير و جنوني،  مشاعره تنبض بوتيرة مختلفة بين الفينة و الأخرى،  حيث تتفاقم شاعريته و ينقبض قلبه كخيطٍ ضاغط..

هوسه يتضارب بين الجدران لأنّه و بالفعل يحبس نفسه لكي لا يؤذيها،  فيبدو أنّ الشراب،  الكحول و الفودكا،  الشمبانيا و كل نوعٍ تناوله و أفرغه في جعبته،  أثرّ عليه بشكلٍ تناظري خطير،  حيث جعله واعي لكي ينفذّ و بكل حيوية مشاعره التي إنعرجت على نحوٍ مظلم،  و كأنّ قلبه يقفز بعشوائية وسط الظلام و في أي ثانية يمكن أن يثعثر.. 

زفر بسخونة و هو يقف في مكانٍ واحد،  شارد في نقطٍة وهمية واحدة، يحاول التدافع نحو الصراخ لكي يخفّ ما على كاهله و لكن الأمر صار صعباً غير مستسهل..

رآى أنّه ضعيف و هشّ للغاية من الداخل لدرجةٍ أنّه صار ضحية لمرضٍ تفاقم رفقة الزمن و الظروف،  رفقة مارلين..

فسحب نفسه نحو البار يبحث عن جرعةٍ أخرى من الشراب لعلّ الفتيل  الحارق الذي يشدّ على أعصابه بسخونة زمهريرية ينخفض و يتلاشى البعض منه،  و بالرغم من أنّه يعلم جيداً أنّ الشراب نفذ من البار إلاّ أنّه إستمرّ بالبحث بين الرفوف، و كأنّه يحاول إلهاء نفسه قليلاً بالقليل من الجنون و قلة حيلة..

تذكر شيئًا في دوامة بحثه الهادئ، فإستدار لمكتبه و هو يفحصه بعينيه قبل أن يتقدم  نحوه. وقف أمام المكتب ليسحب دُرجًا منه لتقابله جعبته التي تحمل داخلها صفيحة من المادة البيضاء،  و بالطبع لم تكن سوى المخدرات..