اليوم المنتظر

129 19 19
                                    

لم يشعر ديميتر كيف مر الوقت بسرعة، فقد كانت الأسابيع الثلاثة المنصرمة ما بين تجهيز لاستقبال بيغ مام وابنها، وما بين بكاء وتحسر على نفسه ومحاولة يائسة منه أن يتمسك ببعض الأمل ولو كان ضئيلاً للغاية بأن الأمور ستكون بخير. "إنه اليوم المنتظر. حسناً بالنسبة لهم على الأقل. سوف يتخلصون مني وأنا سأضطر للتعامل مع قراصنة. صفقة عادلة حقاً."، تمتم ذو الشعر اللافندري لنفسه ساخراً من الحال التي وصل إليها، وتأمل نفسه في المرآة وقد جعل شعره في ضفيرة وزيّنه بأزهار الأستر المفضلة لديه، كما ارتدى أفضل ما لديه من ثياب لكي يبدو بأبهى حلة أمام "حماته" و"زوجه" المستقبليين.

تنهد للمرة الألف على الأغلب لهذا اليوم ثم توجه مع أبيه وإخوته إلى الميناء لاستقبال الضيوف، وقف هناك يشاهد سفينة اليونكو الضخمة ترسو في ميناء جزيرتهم، ومنها نزلت شارلوت لينلين المعروفة باسم بيغ مام وخلفها مباشرة كان الجنرال كاتاكوري. أحس ديميتر بضربات قلبه تتسارع من شدة الرهبة؛ فحضور هذين الاثنين طاغٍ لدرجة أنه صار خائفاً من أن يتنفس حتى. أما بالنسبة لأبيه وإخوته فقد كانوا هادئين وتقدموا إلى المرأة ذات الشعر الوردي وكأنها صديقة لهم. 'طبعاً. لستم أنتم مَن سيتحمل العيش مع واحد من أسوأ طواقم القراصنة في العالم.'، فكر ديميتر باشمئزاز ومع ذلك لم يرفع رأسه قيد أنملة، بل بقي في مكانه والألم لا زال يعتصر فؤاده. لاحظ عمال الميناء نظرة التعاسة على وجه أميرهم الشاب وحزنوا لأجله؛ فقد كان محبوباً من الشعب أكثر من إخوته ولكنهم لم يجرؤوا على قول أي شيء بسبب خوفهم مما قد يحدث لو فكروا حتى بنطق أي شيء.

"يشرفنا قدومكما إلى جزيرتنا المتواضعة، آنسة لينلين. أرجو أن تشعرا بالراحة أثناء بقائكما هنا."، قال الملك روديوس بتملق ثم قدّم أبناءه لها. "أعرفكما على أبنائي. ابني الأكبر غولا، وهو الذي سيرث العرش من بعدي. ابنتي الوحيدة أستريا، وهي من أجمل فتيات مملكتنا إن لم تكن الأجمل. وأخيراً، ابني الأصغر ديميتر الذي اخترتُه لإتمام التحالف بيننا."، لم يصدق ديميتر مدى وقاحة أبيه؛ فقد شعر بمدى فخره لتقديم غولا وأستريا في حين أنه تصنع السعادة عندما قدمه هو للبيغ مام. وبالحديث عن اليونكو الواقفة أمامهم، فقد نظرت إليه بابتسامة عريضة قائلة: "إذاً هذا هو العروس؟ ارفع رأسكَ يا ولد. أريد رؤية وجهك."

لم يملك ديميتر سوى إطاعة بيغ مام، فرفع رأسه ببطء خائفاً من ردة فعلها. عم صمت غريب المكان لعدة دقائق، شعر بها الموجودون وكأنها سنوات بسبب صعوبة الموقف؛ فهم لا يعرفون ماذا سيكون رد فعل الزائرَين حيال ذي الشعر اللافندري. فجأة، أطلقت بيغ مام ضحكة عالية مسببة استغراب الجميع. "ماما ماما! قلتَ إن ابنتكَ هي الأجمل؟ ابنكَ هذا يفوقها جمالاً! إنه مثالي لابني. ما رأيكَ، كاتاكوري؟"، سألت لينلين ناظرة إلى ابنها الثاني ومنتظرة جوابه. حدق كاتاكوري بالشاب الذي سيصبح زوجه عما قريب ولاحظ حزناً عميقاً في البلورتين البنيتين، فشعر بوخزة غريبة في صدره لكنه تجاهل ذلك وأجاب ببروده المعتاد: "كما ترين، ماما."

زوجي جنرال الحلوى | My Husband The Sweet GeneralWhere stories live. Discover now