قرار صادم

195 17 26
                                    

وسط المحيط الممتد على مرمى البصر وفي مكان ناءٍ من الأزرق الشمالي، تقع مملكة فيردانتيا المعروفة بإنتاج أفضل المزروعات وتصنيع أجود أنواع البارود في جزيرة جينيسيس المخفية. العالم بأسره يعلم بوجود تلك الجزيرة ولكن قليلون هم مَن يستطيعون دخولها، والسبب هو الأطلال الخاصة التي يتم تفعيلها من قِبل العائلة الملكية لمملكة فيردانتيا.

كان ديميتر واحداً من أفراد العائلة الملكية والأمير الأصغر في العائلة، تميز بشعره اللافندري الطويل وعينيه البنيتين اللامعتين وكذلك طيبته وحبه لمساعدة سكان المملكة. ومع ذلك كله، كان والده الملك روديوس وإخوته الكبار غولا وأستريا يحتقرونه ويعتبرونه مسخاً غريب الأطوار. منذ وفاة والدته وهو يعاني من سخرية واحتقار عائلته له، ويجد ملاذه الآمن في أحضان الطبيعة في الغابة المجاورة بعيداً عن القصر وبعيداً عن عائلته.

في أحد الأيام المشمسة، كان ديميتر يتمشى في الغابة كما هي العادة فجاءه أحد الحراس مبلّغاً إياه أن أباه الملك يرغب في رؤيته فوراً. تنهد ذو الشعر اللافندري وهو يعلم بأن والده على الأغلب يريد رؤيته كي يبدأ سلسلة الإهانات والاحتقار اليومي، ولكن لا مفر له من ذلك. يجب عليه الامتثال لأوامر الملك فربما يخفف ذلك وطأة العبارات المهينة هذه المرة. أومأ الأمير الشاب وتبع الحارس حتى وصلا القصر ثم وقفا أمام باب غرفة العرش، أخذ نفساً عميقاً بعد أن أعلن الحارس عن وصوله ثم دخل الغرفة بعد أن سمع إذن والده له بالدخول ووقف بين يديه. "هل طلبتَ رؤيتي يا أبي؟"، سأل ذو الشعر اللافندري بهدوء مخفياً اشمئزازه من الرجل الجالس على العرش والذي يكره حتى أن يناديه بكلمة "أبي"، فأجابه الملك روديوس باحتقار: "أجل. طلبتُ مجيئك. اسمع، لطالما ظننتُ أنكَ ضعيف وفاشل عديم القيمة. لكن الآن ربما تكون ذا منفعة كبيرة لي."

عبس ديميتر لسماع تلك الكلمات ولكنه لم ينطق بحرف واحد بل انتظر روديوس ليكمل كلامه ويعلم سبب استدعائه، "لقد طلبتُ من غولا إبطال سحر الإخفاء الذي يحمي الجزيرة، وذلك لأننا سنستقبل ضيفين مهمين بعد عدة أيام، وعليكَ أن تجهز نفسكَ وتظهر بأفضل ما لديك."، دوّر ذو الشعر اللافندري عينيه بملل لعلمه بأن والده نادراً ما يستقبل أي ضيف ثم قال: "لماذا؟ هل سيأتي أحدهم لخطبة أستريا أخيراً؟"
"لا تتحمس في استنتاجاتكَ الخرقاء. الضيوف القادمون من أجلكَ أنت."، قال روديوس بازدراء فرمش ديميتر عدة مرات باستغراب وسأل عن هوية هؤلاء الضيوف القادمين من أجله، فأجابه والده ببرود: "ستأتي بيغ مام لزيارتنا ومناقشة زواجكَ من أحد أبنائها."

وقعت كلمات الملك على سمع الأمير الشاب كالصاعقة، شعر بدوار وإعياء شديدين لمجرد سماع اسم بيغ مام؛ فعلى الرغم من انعزال جزيرتهم، إلا أنه كان على دراية بما يجري في العالم، وبالتالي فقد كان يعلم عن اليونكو الأربعة وقوتهم المرعبة. شد ديميتر على قبضتيه ونظر إلى والده بغضب قائلاً: "ما هذه المهزلة؟! أنا لم أوافق على هذا! وأيضاً، من بين كل اليونكو لم تجد سوى تلك الشمطاء لتعقد تحالفاً معه؟! لو طلبتَ حماية قراصنة الشعر الأحمر، لكان أهون علي من تلك المستعدة لإعطاء أبنائها لأي شخص يمتلك مصلحة معها دون مراعاة لمشاعرهم!"
"احفظ لسانكَ أيها المسخ! ستكون ضيفتنا هنا بعد ثلاثة أسابيع مع ابنها الثاني، ومن الأفضل لكَ أن تتأدب وتقبل بمصيرك!"، لم يتمالك ديميتر نفسه وركض خارج غرفة العرش بل خارج القصر بأسره وأجرامه البنية بلون التربة تذرفان دموع الحسرة والأسى. ظل يركض ويركض حتى قادته قدماه إلى التلة الموجودة على أطراف الجزيرة، حيث كان هناك شاهد مكتوب عليه: "الملكة روزاليا. حاكمة عطوفة، زوجة مخلصة، وأم محبة. فلترقد روحها بسلام."

زوجي جنرال الحلوى | My Husband The Sweet GeneralWhere stories live. Discover now