الفصل (19) °°°بداية الألم°°°

6 6 0
                                    

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ❤️
.
.
.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
.
.
.
استمتعوا
.
.
.
نبدأ بسم الله
.
.
.

صباحٌ جميل
الشّمس مشرقةٌ وأشعّتها

تبعث الدّفء في الأنحاء وتضيء بخجلٍ
ممرّات ذلك القصر الهادئ
السّيّد غادر باكراً
وكلّ من في القصر منكبٌّ على أعماله الاعتياديّة
غرفةٌ مظلمة
ضحكاتٌ عالية وجسدٌ منهكٌ يجاهد للبقاء
صرخاتٌ تردّد صداها في الأنحاء
لكن هل تغيّر شيء ؟
لا ، فقد استمرّ الجميع في أداء مهامّهم دون الاكتراث ، فهذه الصّرخات أصبحت جزءً من يومهم منذ بلغ كايتو الصّغير الأربع سنوات
وإذا سأل أحدٌ من خارج القصر عن ما يحدث
سيجيب سكّانه بكلّ هدوء
"السّيّد ليون يلعب مع أخيه الأصغر "

####

خصلات شعره تلوّنت بالقرمزيّ
البحيرتان تذرفان الدّموع شلّالات على
وجنتيه اللّتين اشتعلتا ألماً
بسبب الخدوش الّتي ملأتهما
بصوتٍ خافتٍ بالكاد يسمع
" أرجوك أخي ، هذا يكفي "
"لا أصدّق كايتو ، أتعبت بهذه السّرعة ؟
المتعة لم تبدأ بعد "
ألقى بسهمٍ آخر لتعلو صرخات الألم مجدّداً
" أجل كايتو ، اصرخ أكثر ، ابكِ أكثر
هذا ما تستحقّه "
اقترب منه ببطءٍ
رفع رأس أخيه لتتقابل عيونهما
" هل آلمك هذا السّهم كايتو
لا تخف أخي سأخلّصك منه الآن "
ثمّ حرّك السّهم داخل جسد أخيه
وانتزعه بقسوة
حاول الصّغير كتم صراخه ليأنّ معبّراً عن ألمه
" هذا ممتعٌ كايتو "
ثمّ بدأ بإدخال السّهم وإخراجه
مرّاتٍ متتالية
ومع كلّ صرخةٍ تتّسع ابتسامته أكثر
وبعد ساعةٍ من الألم المتواصل
تمّ تحرير كايتو من السّلاسل ليسقط
أرضاً وقد ملأت الجروح جسده
الّذي أضحى لوحة رسمٍ يخربش عليه
ليون في أوقات فراغه
وهدفاً لسهامه أو سكاكينه وأحياناً رصاصاته !باختصارٍ كان كايتو وسيلةً ليمارس
أخوه هواياته المختلفة وطريقةً لتحقيق متعته الخاصّة في رؤية الألم على وجوه الآخرين
وهل يهتمّ أحدٌ بهذا ؟ هل يحاول أحدٌ مساعدته ؟ الإجابة هي لا ببساطة
والسّبب أنّ سيّد القصر قد وجد في هذا
ما يشبع رغبته في الانتقام
من المجرم الّذي قتل زوجته
المجرم الّذي لم يتجاوز الرّابعة
والّذي ارتكب خطأً فادحاً وهو أنّه
فكّر في القدوم إلى هذه الحياة في تلك اللّيلة
اللّيلة الّتي خسرت أمّه فيها حياتها
ليصبح في نظر الأب
" الفتى الّذي قتل والدته"
نظر ليون إلى إنجازه بسعادةٍ غامرة
"لا أصدّق ، كم أنت مثيرٌ للشّفقة كايتو
هل تتألّم ؟ مسكين !
لا عليك سيختفي الألم في لحظة "

ثمّ احتضنه وفي ثوانٍ اختفت
كلّ جراحه وبدون ترك ندوبٍ حتّى وكأنّها لم توجد
ابتسم وربّت على رأس أخيه المرتجف

" أعدك في الغد سنلعب لعبةً أجمل
بكثير ، كن مستعدّاً صغيري "
غادر الغرفة وما إن سمع كايتو
صوت قفل الباب
حتّى أطلق العنان لبكاءٍ مرير
لينتقل بعدها إلى مكانه المفضّل ومصدر
الضّوء الوحيد في سجنه الصّغير
يجلس هناك على حافّة النّافذة
لساعاتٍ يراقب
السّماء تمتدّ بلونها الأزرق إلى اللّانهاية
والغيوم المتفرّقة تزيّنها
وكم حسدها فهي حرّة
لا يستطيع أحدٌ أذيّتها
كان يتخيّل والدته كما وصفتها إميلي
تطلّ عليه من تلك القبّة الزّرقاء
الّتي لا تصل إليها يداه الصّغيرتان
يحادثها ، يشكو لها معاناته وألمه
حتّى يرهقه البكاء فيغرق في النّوم
أمّا متعته الحقيقيّة فكانت
الحديث مع صديقه السّريّ
والّذي لا يزوره إلّا ليلاً لينير ظلمة سجنه
ويؤنس وحشة لياليه
القمر في عينيه هو الصّديق المثاليّ
لأنّه الوحيد الّذي يستمع لشكواه
لساعاتٍ دون أن يقاطعه
مما يخفّف الحمل عن ذلك القلب
المتعب الّذي أثقلته الأحزان
حتّى صار يرجو أن يتوقّف عن النّبض
كي يرتاح من كلّ شيء
الظّلم ، الألم ، الحزن
ويتحرّر من ظلام سجنه ومن ألم القيود
ليلاقي أمّه
لكن للأسف حتّى أمنيته الوحيدة
في الموت لن تتحقّق أبداً
لماذا ؟
لأنّه ولد بقدرةٍ تسمح له بشفاء جراحه
تماماً وبكلّ بساطة
ولتكتمل مأساته فإنّ هذه القدرة تتفعّل
بلمسةٍ بسيطةٍ من أخيه الطّيّب
الّذي لن يسمح لأمنية كايتو الوحيدة
في الخلاص من كلّ هذا الألم بالتّحقّق
ليس لأنّه يحبّ كايتو بل لكي يرضي
تعطّشه لدماء أخيه أجل فدماء كايتو كانت
مصدر غذاءٍ لذلك الوحش
وصوت صراخه اليائس
كان مصدر متعته وسعادته
كان يفرح برؤية الألم على وجه أخيه
وبسماع صرخاته الّتي تبحث عن من
يستجيب لها
لينقذه من كلّ هذا
والجواب الوحيد الّذي كان يتلقّاه
" لا فائدة كايتو ، لا تحاول
فلا أحد سيهتمّ بك
لأنّك لا تستحقّ المساعدة "

أجزاء روح Where stories live. Discover now