الفصل الثالث والأربعون (حُطام)

166 7 37
                                    

الفصل الثالث والأربعون

يقولون إذا أردت شيء بشدة فأطلق سراحه ، إن عاد إليك فهو ملكك وإن لم يعد فهو لم يكن لك من البداية .

وأخيراً إستطاعت أن تجعله يغفو ... ظلت تنظر له قليلا بقلب أدماه الألم ولكنها نفضت أفكارها وقررت التحلي بالقوة .

خرجت من الغرفة تنتوي صنع كوبا من القهوة هي لا تحبذ إرتشافها في فنجان أو كوب صغير ، تحب أن تكن كميتها كثيرة رائحتها تتخلل إلى رئتيها وذات رغوة كثيرة .

بعد أن إنتهت من صنعها إستدارت لتجلس فوق المقعد لتتفاجأ به واقفا ينظر لها بصدمة .

نظرت له وللحظات شعرت بالإرتباك في داخلها فنظراته الآن ليست كالنظرات التي تراها منه منذ سنتين وأكثر ، نظراته الآن ذكرتها ببداية عشقهم .

حاولت أن تتجنبه وأخفضت بصرها وجلست دون أن تعيره أدنى إهتمام لتسمعه يقول بصدمة جلية :
_ إنتي قصيتي شعرك ؟

إرتشفت من الكوب ولم تجيبه ولكنها كانت تشعر بنظراته عليها .
وبالفعل كان ينظر لها بصدمة وتعجب ورغبة لم يستطع مداراتها ففي الأخير هي عشقه زوجته ...وحتى إن طلقها منذ بضع أيام لاتزال تعد زوجته .

كانت بهيئة تخطف أنفاسه تلك المنامة ورغم أنها لا تظهر أي جزء من جسدها  حتى لو ذراعيها ، فكانت شديدة الإحتشام ، ولكنها قطعة جميلة إرتدتها فتاة قصيرة القوام تتمتع بأنوثة فائقة كانت تسبب له الكثير من المتاعب في السابق عندما كان يتشاجر مع أي شخص ينظر إليها والآن يبدو أنها ستظل تسبب المتاعب دون رحمة به ، ولكن إنتظر ...أرحمتها أنت ؟

_إنتي ناسية إننا مطلقين دلوقتي ؟ ياعني وجودك هنا وخصوصا بالشكل ده مينفعش.

لم تنظر إليه بل بعثرت شعرها قليلا بإسترخاء قائلة :
_ أولا ده بيتي وبيت إبني ياعني من حقي أكون فيه ، ثانياً إنت إل واقف معايا مجيتش أنا ليك ، ثالثاً بقى ودي أهم نقطة أنا لسه في شهور العدة ياعني مش حرام .

كان يستمع لها ويتابع حركة شعرها الذي أصبح بالكاد يلامس أسفل أذنها ، كان سيفقد الوعي حقا ، كيف لها أن تفرط في شعرها الذي كان طوله يتعدى خصرها ، أول شيء جعل قلبه ينبض لها عندما كان يتهادى من حولها ف دلال وكأن الشعر الطويل خلق لها فقط والآن تخلت عنه بتلك البساطة .. ماذا ياعني هذا ؟

إنتهت من تناول قهوتها ثم وقفت وتوجهت لغرفتها تاركة إياه يفكر في أفعالها .

بينما هي دلفت للداخل واستندت فوق الباب وكتمت ضحكاتها بيدها وأخذت تسترجع ما دار منذ يومين .

طرقات فوق الباب لتسمح للطارق بالدلوف ، رفعت عينها لتجدها تفرك يدها بإرتباك وعيناها منخفضة في الأرض لتقول بسخرية :
_ بتستأذني ؟! طب افرضى معايا حد تاني او بعمل حاجة كده ولا كده ؟
رفعت رأسها تنظر لها بألم وحسرة قرأتهم هي جيدا لتتنهد بتعب قائلة :
_ تعالي يا ندى وإقفلي الباب .
نفذت ما قالته وتقدمت منها ولكن لم تجلس بجانبها لتمد حور يدها تمسك كفها برفق تجذبها للجلوس الذي إنصاعت له الأخيرة دون أي مقاومة .

زهرة Where stories live. Discover now