استِكانةُ شُـروق.

17 2 0
                                    

_ 30 رمضان،
آخِرُ حديثٍ في الدَورة. _

" نحنُ قومٌ نُثِرَ كالحبُك في أكثرِ المجراتِ فَوضى حتى شَبهوها باللبنِ المَسكوب، وألَم يكُن هذا ما نستحِق؟ نحنُ كطريقٍ من النجمِ مصفوف غيرُ منتظِم.. أعطانا اللهُ إرشاداتُ الدفء، الأمان، الراحَة، وعلاماتٌ مَرصوصَة على جوانبِ الطَريق كي نحفَظُ استقامَتُه أعطانا اللهُ كل السبُل لإيجادِ ذاتِنا من بينِ ثنايا هذهِ الفَوضى، ذاتُنا الحقيقة التي فُطرنا عليها، الغير مُلوثة بالعواملِ المُحيطَة.
لكننا نعشَقُ الارتداد، نَهوى إلقاءُ ذاتِنا في الأمواجِ المُتضارِبة وعواصِف البرَدِ الشَديد والصَقيع.. لماذا؟ لأننا أكسَل منَ النهوض والسَير على خُطى الجَمرِ المُؤدية لراحةِ العُمر ودِفءُ النظَر لعبادِ الشَمس، لأننا أجبَن منَ الظنِّ أن حُريتنا قُيدت، لأننا مُتحيزونُ لتلكَ الفِئَة ونُنصِتُ لها، لأن الجَنة لن تُنال بمعلقةِ الذهَب في فمِك كانَ عليكَ أن تنهَض وتصلُ لها.. لكني مجددا أراني، أراكُم كذلك معي كُلما خطَت طرائقُ نجومُنا المَصفوفَة خَطوةً نحوَ الله تراجَعت تُلقى بذاتِها لغيهبِ الذنبِ مُجدداً. 
علينا ألا نكونُ ذاكَ النَجمُ المُتردد خافِتُ النور
نحنُ نُحب الله ونطمع في الجنة.. ونحنُ كذلك نعرِفُ الطريقُ لها، لذا جاهِد، ستصِل. " 

    ||

   ||

   ||

حينَ سِرتُ مرةً مع هُدى ولمحتُ ذاكَ الرجُل مجددا، ابنُ الإمام، أردتُ اللِحاق به، الحَديثُ بشأنِ أمرٍ ما، ونهرتني هُدى باستِنكار، تستهزِأُ فِكرَتي

أريدُ الاعتذار له!
على ماذا؟ 
تسألُ صديقَتي وأصمتُ أنا
أريدُ شكرهُ.
علاما؟ 
على الكَثير .. 

الأذانُ الذي يصدُح حتى يصِلُ موجُ البحر، الأذانُ الذي ذاتَ يومٍ تجاهلتُه ولم ينَم قلبي، المسجِدُ في نهايةِ الشارِع الذي أجادَ ترتيبُ فوضى حياتي واحتوى رَجفَةُ روحي وغُصةُ حلقي مع كل ' اللهُ أكبَر ' قيلَت، ودموعُ محاجِري حينَ يُطيلُ الإمام بالدُعاء وطلبِ المغفِرَة.. 

لم تكُ حياتي مُسبقاً بما يُرضيني لكني الآن.. شعرتُ بشيءٍ منَ الراحَة ونِسبةٍ تفوقُ كل المآسي منَ الرِضا، لم امتلِك حُلماً، هدفاً، مركزاً أطمحُ الوصول له.. كانَ يكفيني أني آكلُ واشرَب وأنامُ وعلى خيرٍ أصحو، كانَ كافياً لي وجداً، إلا أنهُ لم يكُن مرضياً.

عرفتُ عالمً أكبَر، أِشياءٌ أكثَر كي أصبو لها
أهدافاً أعمَل لأجلها، بعدَ التعمُق في ديني الإسلام
حصلتُ أخيراً.. على حياة. 

حياةً كتلكَ التي داومتُ الحلُم بِها ولو أني حلمتُ فوقَ فِراشي حتى مماتي لن أصِلُ لها، ودعوتُ دائماً دعاءً مُعينا كان يُحرك في دواخلي الكثير، كنتُ دائماً أدعو .. 

حُبُكٌ يَهْوَى الصِّر. || قصة إسلامية.Where stories live. Discover now