15-صد/رد جـ2

Start from the beginning
                                    

سكن كريم لثواني يراقب وجه حماه المتجمد المصدوم وكأنه لا يستطيع الاستيعاب، فأجهز عليه بآخر ما كان عنده:
يا عمي إحنا متجوزناش عن حب... إحنا اتجوزنا بالتفاهم عشان قالت إنكم هتجوزوها غصب تانى... وانا كانت أمي مصرة إنها تجوزني بأي طريقة... مالقتيش غير رقية أثق فيها فاتفقنا انه جواز بالتراضي كدة من غير أي حمول تانية... بس غصب عني... خنت الاتفاق وحبيتها... أنا مش بإيدي أحبها... ومش بإيدي طلقتها...  ومش قادر أبعد عنها... أنا عايز أردها.... كلمها الله يباركك.. عرفها إني اللي قولته من شوية كان من خنقتي عشان هي صوتها علي عليا فى الشارع

كانت الكلمات تسقط على والدها وكأنها برد يجمده أكثر وأكثر، وبأعين راكدة سأله:
وانت قولتلها إيه من شوية؟

تردد كريم في الرد وماطل قليلا اتصال الأعين لكنه لم يقوى على ذلك كثيراً فنطق:
قولتلها إني هكمل الطلاق وهتجوز واحدة تانية... بس والله يا عمـ....

ضيق السيد عيونه ثم أمال وجهه وقاطعه بحدة:.
يعنى انت يا ابن برهان جيت المرة اللى فاتت واستسمحتنى وقلت انك غيبت فى بيت الساحل عشان شديتوا مع بعض وانه غصب عنك ومش بايدك بسبب الغيرة وإن اللى منعك التليفون اللى انت كسرته، وعلى الرغم من اني ماقتنعتش إلا إني سيبتك تقعد هنا عشان خاطر حسيتك بتحبها...لكن  دلوقتي جاي تقولى إنك من البداية استغليت حاجة بنتي واستخدمتها لمصلحتك ومش بس كدة، لأ ده إنت من غير ما تتأكد من نفسك ولا تحلل لنفسك قبل الجواز شكيت فى سيرهـ.....

فنبس من فوره بصرامة يقطع على الجملة الأخيرة أي طريق يسير:
يا عمي بقولك أنا وهي اتفقنا على الجواز... ومش هدافع عن نفسي فى أي حاجة تانية أنا غلطان والغلط راكبني... بس الست دي مراتي وام عيالى وانا مستعد أشيلها في عينيا العمر كله بس توافق ترجع...

رفع السيد حاجبيه بكبرياء وهز كتفيه بعجرفة وهو يتكلم:
مهما كان.. اللى حصل حصل... لكن اللى جاي.. أنا واقف مع بنتى فيه ومش هجبرها ترجعلك لو هي مش عايزة... ولو هي قررت ترجعلك هيبقالك معايا أنا قعدة تانية حسابها طويل... ده لو انت قدها يا ابني... ادعي بس انها تقبل بيك تاني.. ولو إني مشجعهاش أبداً على قلة القيمة دي!

لم كريم شفتيه داخل فمه بأسى، فمن كان يظنه أنه سيساعده انقلب عليه بمجرد أن علم الحقيقة الكاملة، فاستقام كريم ونبس بتأسف يطلي كل كيانه:
أنا آسف يا عمي إني عملت كدة... أنا يمكن غلطت فى طريقة جوازي منها لكن الطلاق أنا مش قادر عليه... ومش هعرف أنفذه... واوعدك إني هقدر أقعد مع حضرتك القعدة دي قريب..

نطق كلماته بصوت مهتز وعاد لمنزل والدته يتحرق بنار الفراق واللوعة والشوق، فكلام حماه لم يطمئنه البتة وكأنه عليه الان أن يثبت للجميع من الصفر أنه يحبها، إنه يحتاجها وتجتاحه مشاعره كفيضان فى كل ثانية يشتاق لعناق أو ملامسة لطيفة ويشتاق لتلك الحركات التى تلوح فى خياله عندما يسمع صوتها الحاد المعاند وضحكتها الناعمة التي كلما صدحت وضعت أطراف أصابع ميمنتها على شفاهها بينما يتلاعب شعرها مع حركاتها الانثوية، لقد أدرك أنه كلما مر الوقت عليه كلما اكتشف أنه غارق فى تفاصيلها التى تذيب خافقه..

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂ Where stories live. Discover now