16-رد الصد..

Start from the beginning
                                    

فأماء لها كريم بهدوء وعندها صدح صوت سناء:
ريكي... يلا انزلي..

كان يقف بجوار أمه وعيناه تكشف كل الطريق من الشرفة الخارجية حتى الدرج المؤدي إلى الطابق العلوي، صوت رطمات خفيفة بدأت تتهادى من أعلى الدرج كانت تعزف على أذنيه لتتراقص نبضات قلبه.. إنها خطواتها الانثوية الهادئة فتنهد وتطايرت نظراته مع رفلات طيات الزيتون من ثوبها الذي اختاره بيديه قبل يومين عندما لمحها من بعيد.

ارتجف قلبه يصارعه أن يركض ويعانقها لقد اشتاق لها،  اشتاق لكل تفصيلة صغيرة بها، شهر كامل بلا وصال لربما تركض إليه الآن وقبل استرساله فى هيامه ونظراته التى ترمي عليها قلوب العاشقين الطائرة شعر بقرصة قوية من يد أمه الدقيقة تنتزع الجلد الرقيق من خلف ركبته فانحنى فوقها متأوهًا يسألها:
آه... آآه... في يه بس يا ڤيڤو

فهمست له بنبرة حادة:
في إنك هتبوظ كل حاجة بالتتنيحة الزرقا دي...ركز معايا انا.. انا عيانة دلوقتى وعايزة الدوا...-ثم وضعت يدها على صدرها وقطّعت انفاسها- آه... آه..

وهنا بدأ الوصية#3« تجاهلها تماماً... بس إياك تتمادى.. لو بالغت فى التجاهل فانت كدة كأنك بتقول انا شايفك وبجرب فيكي... يعنى لو حصلت حاجة جنبها بص ناحيتها عادي، ولو هي عملت حاجة غريبة خلى نظرتك سريعة متطولش عليها خليك بالظبط كأنك بتبص لحد غريب»

نظرتها وارتباكها وعيونها التى اشتاقت كان يمكنه قراءتها، لكنه لم يستطع فعل أكثر من محاولته القاسية لعلها تتكلم معه، او ربما تعجبها هيئته الرياضية الجديدة وتغريها كعادة أفعاله حولها ، اعتقد أنها ستحيه الآن، أخد يتعمد تجاهلها وبين نفسه يهمس:
يلا تعالى... سلِّمي عليا... تعالي...

وهنا سمع رنة خاتم الزفاف فوق الأرضية، بالطبع رآه بالطبع علم أنها عندما رأت يده فارغة، وبدلاً من إن تغضب وتسأله خلعت خاتمها ولم تتعب نفسها بإظهاره، فاستشاط غضبًا، يا الله كم هي أبية عنيدة!

وهنا ظهرت الوصية#4« لو تجاهلتها ومتكلمتش.. ادي اشارة لطنط تقول الكلمتين اللي أنا قولتهملها.. وابدأ ان إنك تمثل انك بتتكلم فى التليفون...إعمل نفسك بتحب»

ربت على كتف والدته لتفعل ما اتفقوا عليه فأماءت له انها تفهم، ثم التفت بظهره لهم وعند التنفيذ امتعضت تعابيره وهمس:
وده أهببه ازاي ده.. ده أنا عمرى ما عملتها!...

أمسك هاتفه واخرج رقم زهرة واتصل فأجابت بسؤال:
في حاجة حصلت ولا إيه؟
فهمس:.
آه
-إيه؟
--هما بيحبوا فى التليفون ازاي؟
-نعم؟
--بتكلم بجد والله انا عمري ما عملتها...على الاقل فهميني اتصرف ازاي وانا هتصرف...
ضحكت ثم تكلمت:
خلاص ماشي... إعمل اللي هقولك عليه...
-تمام
--وطي كتفك
-كده؟
--هو انا شيفاك يا أخ!... انا بقولك وطي كتافك...بص ميل نفسك على الفون...
-تمام
-- ابتسم بقا ووطي صوتك... حاول تشوط...
-أشوط
--ايوة يا سيدي رفص إلعب برجلك فى التراب شوطه... بس مش جامد هي مش ضربات ترجيح.
-آآه.. جو محن يعني؟
--آه يا شيف -زفرت بحنق- براڤو جو محن! انا هقفل وانت كمل الفيلم ده ولو مجاتش تقولك بتكلم مين كلمني وهاجي..
-حاضر هكمل
--بس إتأكد إن الفون silent وإلا هتتهان جامد أوي لو رن..
-ماشي وشكرًا على التريقة... وتعالى من دلوقتى شكلها قلبت خل..
--ليه؟
-مش مهتمة ومش بتبص عليا أصلا.. وسامعها بتقول لأمي يا طنط!
--طب أنا قريبة اوي من المكان اللى كنت قايلي عليه... أكد عليا بـ message..

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂ Where stories live. Discover now