1...مدينة الضباب

20 2 0
                                    

مدينة الضباب استقبلت صبيحة يوم ثلاثاء من أيام فبراير بشمسها الباردة...انشغالات سكانها الدائمة...ضبابها المخيم و دقات البيغ بان أما في إحدى الشقق المستأجرة فقد استقظت شيراز في سريرها الخشبي الذي اكتسى لحافا حريريا احمر اللون يغطي جسدها الأبيض لتفرك عينيها العسليتين بكل كسل ثم تسحب شعرها الأشقر الذي تتخلله خصلة خفيفة الرماد تدل على تمردها...وضعته على كتفها الأيسر ثم تسللت من سريرها لينسدل قميص نومها النيلي على جسمها الناعم بعدما تنقلت قليلا بين جدران غرفتها توجهت إلى الحمام لتأخذ حمامها الصباحي أما بعد فقد لبست سروالها الرياضي رمادي اللون إلى جانب السترة الخاصة به فوق كنزة بيضاء كما أنها حملت كوب شايها الساخن بين يديها بعد أن شغلت سيمفونية الفصول الأربعة لفيفالدي و جلست إلى النافدة تصارع البخار على زجاجها فمرة تكتب اسمها و مرة يغطيه الضباب و استمرت على هذه الشاكلة حتى رن هاتفها فقفزت من كرسيها و حملت هاتفها لتكتشف إن المتصل هي صاحبة الشقة مسز كلير و التي تؤجر أيضا بوتيكها الصغير لشيراز لكي تستعمله لبيع ملابس النساء التي تصممها بنفسها فردت و هي مستغربة لهذا الاتصال لان مسز كلير في العادة لا تتصل إلا لأجل الإيجار و هذا لم يحن وقته بعد:

"نعم...صباح الخير مسز كلير"

"صباح الخير تعالي إلى البوتيك فورا"

"الآن؟...لكن لما؟...فانا"

"تعالي فقط...أف"

"حسن"

ارتدت شيراز سروالها الأبيض و كنزتها البيضاء التي تتربع في منتصفها زهرة بلون العشب و رفعت شعرها على شكل ذيل حصان أما حذائها فكان صيفيا مفتوحا بكعب عالي ثم حملت حقيبتها الخضراء لتخرج من شقتها متوجهة إلى البوتيك...لاحظت أثناء سيرها أن كل من يقطنون جوارها يستغربون طريقة لباسها فهو صيفي لأبعد الحدود سواء من ناحية اللون أو الطراز لكنها تستمتع بذلك جدا فهي تحب لفت الأنظار و تتقن ذلك جدا لأنها متمردة بطبعها...وصلت إلى البوتيك لتجد مسز كلير تروح و تجيء أمام ذلك الباب الصغير فحيتها بصوتها المرتفع و ابتسامتها المشرقة:

"هاي مسز كلير"

"تعالي"

أمسكت بيدها لتجرها إلى البوتيك بخطوات مسارعة و هي تتمتم:

"لقد أخبرتك مسبقا انك موهوبة جدا هيا تعالي"

سارتا سويا إلى أن وصلتا إلى مجسمين رجاليين عاريين لكن شيراز شهقت ما إن رأتهما قائلة:

"لكن...ما هذا؟؟...أين المعطفين؟"

ضربتها مسز كلير بخفة على رأسها متحدثة:

"حمقاء...الم اقل انك موهوبة جدا...اليوم صباحا بيعا سويا"

"لكن أنا صممتهما البارحة فقط أي أنهما لم تكملا الأربع و عشرين ساعة على المجسمات فكيف...؟"

أزمة وفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن