المقابل

93 8 12
                                    

#أمل:

كنا ثلاثتنا في الغرفة  حين دخل الطبيب ليفحص المحقق. أخبرنا أن مكان الطعنة لم يكن خطيرا، ولن يمر وقت طويل قبل أن يسترجع كامل صحته، وأزال كل مخاوفنا قبل مغادرته وتمنيه الشفاء العاجل للمريض..

- تنهد مجد :" يا للراحة، لقد تجاوز الخطر!"

- أمسكت سمر بيد أبيها وسألت:" أذن لماذا لم يستيقظ الى الآن، ترى هل يخفي الطبيب عنا شيئا ما ؟"

     بدأ مجد يواسيها ويعدها أن كل شيء سيكون على ما يرام، لقد كان بغاية اللطافة، لاشك أنه يكن أصدق المشاعر لسمر،ولكن لاأعلم لماذا أشعرانها لاتبادله المشاعر؟ انها تبدو باردة للغاية. أعتقد أن هذا لم يوقف مجد من مواساتها وتفاؤله بشفاء ابيها لقد كان يبذل جهده ليرفع من معنوياتها دون أن ينتظر أي مقابل، أمـا أنا فاكتفيت بهز رأسي لأوافقه الرأي، وأصطنع إبتسامة سريعة  لعلها تخفي الإضطراب الذي يبعثر داخلي،  لقد خفت كثيرا عندما رأيت عادل نائما على سرير المشفى، أحسست أن قلبي توقف عندما فكرت للحظة انني بعد عدة أسابيع أو أشهر سأكون مكانه، سأبكي من الألم ثم أواجه الموت..

 ترى من سيحضر جنازتي؟.. لؤي ؟ مجد وسمر؟ كم أنا وحيدة! بالتفكير بالأمر، لقد ارتكبت خطأ كبيرا بالرجوع الى حياة لؤي ، الآن سيتحتم علي الخروج منها دون سابق إنذار كدخولي إليها..

 بالمناسبة لقد تأخر كثيرا، ترى هل ضاع أو نسي الغرفة؟ يا له من أحمق! إستأذنت سمر ومجد وذهبت لابحث عنه، فصادفته في الرواق أين كانت حالته غريبة للغاية. أنا أعرف هذه الحالة، لقد رأيتها مسبقا.. ولكنني لاأتذكر متى.. اقتربت منه ببطء حتى تقابلنا وجها لوجه.

 فسألته:" مالذي حصل، لم أنت هكذا ؟ " 

نظر إلي نظرة شفقة لست متأكدة إن كانت شفقة على حاله أو على حالتي .. ربما على كلانا، ولكنه لم يقل أي كلمة .. 

سألته : " لم تأخرت؟ لقد قلقنا عليك " ثم سحبته من يده واتجهت نحو الغرفة، ولكنه لم يقل اي شيء وبينما كنت أسحبه.. حينها فقط .. في تلك اللحظة .. تلك النظرة السارحة  .. تلك  المشية المترددة ..ذلك الصمت المخيف.. لقد تذكرت!!

لقد كان على نفس الحال قبل 5سنوات، يوم إكتشافه للحقيقة .. فجأة تجمدت في مكاني، أدركت سبب تأخره، ودون أن أستدير لأرى وجهه كسرت ذلك الصمت المزعج وسألته : " الممرضة أليس كذلك ؟"..

اجابني بنبرة حزينة :" أجل".. 

تركت يده التي كنت أسحبها ولم ارفع ناظري عن الأرض، ثم عاتبته بغضب : " أيها الفضولي الأحمق، أ كان من الصعب ألا تتدخل في شؤوني؟ّ" 

رد علي : " أمل لِمَ لم تخبريني؟  أ لست أقرب صديق لك ؟ لم دفعتني وأبقيتني بعيدا ؟ ما كان يجب عليك أن تحميني " 

سلامOnde histórias criam vida. Descubra agora