أبعدت أفكارها وإتسعت إبتسامتها تقول بحماس ( يلا نتفرج)

لم تعرف كم من الوقت مر عليهم، فكلما تنتهى حلقة يشاهدوا التى تليها، ولم تنتبه على قربه منها فهو يكاد يجلس فى حضنها وذراعها يحيط جسده الصغير..

لمحت دخول كريم وأدم عليهم، الذان تسمرا عند رؤيتهم فى هذا الوضع..

نظر أدم وكريم لبعضهم بذهول ثم حولوا نظرهم لأخيهم الصغير الذى يجلس بهدوء فى حضن سما..

نظرت سما لما ينظرون فإنتبهت لوضع إياد فهو بداخل حضنها ولم ينفر منها، ركزت معه وجدته يشاهد التليفزيون بتركيز..

شعرت بالسعادة تغمرها، فرفعت نظرها لأدم وكريم وجدتهم ينظرون لها بدهشه وملامح السعادة باديه على وجوههم..

أهدتهم إبتسامة وغمزت لهم ثم رفعت حاجبيها تطلب منهم أن يخرجوا.. فهموا إشارتها وخرجوا دون أن يصدروا أى صوت..

بعد فتره من المشاهدة ضغطت على زر الإيقاف فى الريموت، ووجهت نظرها لإياد الذى نظر لها دون أن يبعد عينيه كعادته..

ولأول مرة تستطيع النظر لعينيه دون أن يبعد نظره عنها، فعينيه ذهبيتين كالعسل، وشعره بنى ناعم ينزل على جبهته..

إبتسمت له ومدت يدها تحركها على شعره برقه وقالت ( تعالا ناكل يلا أكيد جوعت إحنا بنتفرج بقالنا كتير)

هز رأسه بنعم وقال بصوت طفولى جعلها تريد أن تحتضنه ( هنتفرح تانى)

قلدته وهزت رأسها بنعم وهى تبتسم له ( طبعاً هنتفرج على الجزئين وهحكيلك القصه عشان تبقى فاهمها " ثم اكملت بحماس " إتفقنا)

إبتسم بعمق فظهرت غمازتيه قائلاً ( إتفقنا)

......................

خرج إياد وسبقها ليغسل يديه، ثم خرجت سما بعده متجهه إلى غرفة الطعام، وقبل أن تدخل وجدت يد تسحبها من ذراعها إلى جانب السلم..

كانت ستصرخ، فوضع يده على فمها.. ظلت تتحرك محاولة أن تخلص يديها منه، إلى ان إستمعت لصوته ( إهدى يا هبلة أنا كريم)

توقفت عن التحرك، فأبعد يده عن فمها ونظر لعينيها التى تجمعت بها الدموع قائلاً بندم( أنا أسف يا سما بس إنتى كنتى هتصرخى)

ضربته على كتفه تقول بصوت مرتجف من الخوف ( يا غبى خضتنى

قبل أن يرد عليها إستمع لصوت أخيه من خلفهم ( فى إيه؟)

إستدارت سما له، فنظر لها قائلاً بقلق ( مالك بتعيطى ليه)

نفت سما برأسها قائلة بصوت خافت ( مش بعيط هو بس خضنى)

نظر لأخيه قائلاً بغضب ( عملت إيه يا زفت)

عبست ملامح كريم وقال ( والله ما عملت حاجه كنت عاوز أشوفها عملت إيه مع إياد)

أزال يد أخيه الموضوعه على كتفها وسحبها من يدها قائلاً وهو ينظر لهم ( يلا ناكل الأول وبعد كدا نتكلم)

ضيق كريم عينيه، مندهشاً من حركة أخيه، ولكن لم يهتم، وإتجهوا ثلاثتهم لغرفة الطعام..

.............................

بعد أن تناولوا الطعام دخل طارق مع أدم وكريم للمكتب يتناقشون فى أمور العمل، وذهب إياد لغرفته..

جلست سما مع أمها فى الحديقة، نظرت لأمها الجالسة أمامها تراقب ملامحها السعيدة..

كم تمنت أن ترى أمها سعيدة هكذا، تريد أن تمحى كل لحظة ألم عاشتها..

تنهدت سما بصوت مسموع، فنظرت أمها لها قائلة بحنو ( مالك يا حبيبتى.. ومتقوليش أنا كويسه، إنتى من وقت ما جيتى وإنتى متغيرة.. " خَفَتَ صوت أمها وهى تقول ".. إنتى مش مرتاحة هنا؟!)

نفت سما سريعاً ( لا والله يا ماما بالعكس أنا مبسوطه أوى، مبسوطه عشانك، عمو طارق بيحبك أوى، وإنتى كمان.. بتمنى أشوفك كدا دايماً)

دمعت عيون أمها ( أنا مش مصدقة اللى أنا فيه دا يا ينتى، مش مصدقة بعد كل العمر دا واللى حصل فى حياتى وحياته نتجمع تانى.. خايفة أكون بحلم يا سما)

قامت سما وجلست بجانب والدتها وقالت بحنان وهى تحتضنها( لا يا حبيبتى إنتى مش بتحلمى.. ربنا عوضك يا ماما، إفرحى يا حبيبتى ومش عاوزه أشوف دموعك أبداً)

ظلت ممسكة فى أمها، لم تعرف مَن فيهم أم الأخرى، فسما طوال السنوات الماضية هى مَن كانت تهتم بها وتدواى جروحها وتستمع لكل ما يؤلم روحها..

إنتبهت إلى يد أمها التى تربت على يدها قائلة بحب ( ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى.. ربنا يسعدك مع ماجد وأفرح بيكم قريب)

إرتجف جسد سما، وزادت ضربات قلبها، تشعر بثقل تنفسها..

فشعرت أمها بإرتجاف يديها الممسكة بها، رفعت رأسها من حضنها تنظر لها، وقبل أن تتحدث سمعت صوت كريم ( طنط ليلى تعالى عشان عاوزينك)

تنفست سما وهى تنظر لكريم تشكره بعينيها، فهز رأسه وإبتسم لها..

فهو الوحيد الذى أخبرته سما بأمر ماجد بعد أن سمعها تتحدث مع صديقتها..

لا تترك يدىWhere stories live. Discover now