«٥-إستعداد للرحيل»

225 38 85
                                    

الحياة دوامة ندور فى دوائر لا تنتهي حتى يأخذنا الموت

الضغط يولد إنفجار وهو في الشهرين الماضيين طفح الكيل فى عِند والده

وقف أمامه يقول بنفاذ صبر و قد تبخرت أخلاقه

"يعني أخر اللي بتعملة دة إى عايز أفهم"

رفع عرفات وجهه بهدوء مستفز
"عايزك تسمع كلامي لأنك بدأت تخرج عن طوعي"

أبتسم عبد الرحمن بسخرية
"أخرج عن طوعك؟ أنا معملتش حاجة فى حياتي كلها غير أن كنت بسمع كلامك، عمري م رفضت لك طلب، و دلوقتى جاي تقولي بخرج عن طوعك! أنا معملتش أى حاجة لحياتي معملتش حاجة أنا بحبها، مشتغلتش الشغل اللي بحبه، و دلوقتي بتلغي الفيزات بتوعي، و بتلوي دراعي!! أنت غلطان"

رد عرفات ببرود وهو بقلب حبات سبحته
"أنت لو كنت سمعت كلامي من الأول و اتجوزت نسيم مكنش كل دة حصل، دي أمانة فى رقبتي"

ضحك عبدالرحمن ضحكة فاقدة للمرح
"رقبتك أنت مش أنا، امانتك أنت أنا مالي لى تدبسني فى دي كمان، بعد ما بوظت كل حياتي بأختياراتك أنت دلوقتي كمان عايز تجوزني على مزاجكك؟؟؟"

رد عرفات بدون إهتمام
"خلاص طول ما أنت بتعند كدة أنت حر استحمل"

أبتسم عبد الرحمن ساخراً وهو يومأ بتصميم
"لا المره دي استحمل أنت بقا اللي هيحصل، و افتكر أن أنت اللي خسرتني"

تركه و تحرك بخطوات سريعة تضرب الأرض بقسوة وهو يتحرك باتجاه المنزل لكنه توقف وهو يراها تمشي فى أحدي الشوارع الجانبية بخطوات تائهة 

اشتعلت اعينه بالغضب الذي لم يهدأ و تحرك خلفها ليرى أين تذهب

تنهد بتعب وهو يتحرك خلفها منذ النصف ساعة على اقدامة بعدما ترك السيارة

وأخيراً توقفت أمام أحد محلات الصاغة الذهبية، عقد حاجبية باستغراب من أين أتت بالمال لتشتري حُلى!!

اقترب من المحل ليستطيع الرؤية و تفاجأ بأنها تقدم للصائغ خاتم، اهي من ستبيع!! شعر بنغصه أن تكون بحاجة للمال لشراء شئ وليس معها ولم تطلب من والده اهى بهذا الخجل مثلاً!!

انتظر يراقبها حتى انتهيت و أخذت المال و عادت مره أخري للبيت كان هو خلفها فى كل خطوة و اندهش أكثر أنها لم تشتري أى شىء إذا لماذا فعلت كل هذا

دخل خلفها من باب المنزل ثم استوقفها بسؤاله الحاد
"أنتِ كنتِ فين!"
ألتفتت له بتوتر لكن رسمت الثابت على وجهها بحرفية وهى ترد
"كنت فى مشوار"

رد هو بتحفز وقد ارتفع إحدى حاجبيه
"مشوار فين يعني!"

ردت بنفاذ صبر وهى تتنهد
"مشوار بشتري حاجة عايز أى يعني"

قارب الموتWhere stories live. Discover now